الاعتدال في المعاملة وبث الأمل صمام أمان مجتمعي للمعاقين

«الطب والتحدي نحو حياة افضل.. الاساليب والوسائل الحديثة فى علاج الاعاقة» كان هذا هو عنوان المؤتمر الذي عقد يومي 11 و12 يونيو الماضي بمركز صالح كامل بجامعة الازهر برعاية ثلاث جهات، هي مركز معوقات الطفولة بجامعة الازهر، وكلية الطب بجامعة الازهر، وجمعية الرياضة والتحدي لمتحدي الاعاقة "الوعي الاسلامي" التقت د. نادية رجب الاستاذ بمركز معوقات الطفولة ودار معها هذا الحوار:

هل يمكن ان يكون الطفل المعاق نابغاً؟

ـ بالطبع يمكن ذلك وبالفعل هناك طفل معاق يبدع فى الرسم لدرجة انه يرسم لوحات غاية فى الابداع والروعة تفوق بكثير لوحات اقرانه من الاصحاء، وايضا هناك من يبدع في المشغولات اليدوية، فالامر يتوقف على دورنا نحن كأسرة ومدرسة ومجتمع في تنمية قدرات ومواهب هذا الطفل المعاق حتى نأخذ بيده للابداع والابتكار، ومن معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق البشر مختلفين لكلٍ مميزاته الخاصة التي ينفرد بها وسط أقرانه فإذا قدر تعالى أن يسلب بعض هؤلاء البشر بعض القدرات فإنه بكل تأكيد قد أودع فيهم العديد من القدرات التي تمكنهم من النجاح والتميز في مجالات عديدة والمطلوب من الأسرة والقائمين على تربية المعاق البحث عن نقاط التميز في هذا الطفل والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم الإعاقة وللوصول بالطفل لأقصى درجات الاستفادة من قدراته خاصة في المجالات المتوافقة مع ميوله.

كيف نستطيع ان نحافظ على نفسية الطفل المعاق؟

ـ العبء الاكبر في ذلك يقع في المقام الاول على الوالدين الاب والام، فلابد من معاملة الطفل المعاق على انه انسان طبيعي وليس على انه متخلف او معاق، فلا بد من الدمج الكامل داخل المحيط الاسري وبين الاهل والاقارب والاصدقاء ولا بد من مساعدته دائما في تنمية مهاراته ومواهبه والخروج به للتنزه في الحدائق والاماكن العامة حتى يختلط بالآخرين ونخرجه من حالة العزلة التي * للاسف * يظن بعض الآباء والأمهات انها تريحهم من عناء التنقل بهذا الطفل المعاق خوفا من تعرضه للاحراج او نظرات الشفقة والعطف من الآخرين، ولا بد ايضا ان يشاهد الطفل المعاق برامج الاطفال ويتصفح الانترنت ويمارس اللعب فلا بد أولاً من تقبل الطفل المعاق واحترامه والاعتراف بإعاقته وعدم الخجل من انتمائه للأسرة والتعامل معه بصبر واحتساب وطلب الأجر من الله في الإحسان إليه.

أيهما افضل فى التعامل مع الطفل المعاق التدليل ام القسوة والعنف؟

ـ بالطبع لا هذا ولا ذاك، فلا تدليل ولا انفعال او قسوة او عنف مع الطفل المعاق، لابد من التعامل معه على انه انسان طبيعي فمن غير الصحيح أن يشعر في معاملته بشيء من الخصوصية خلافاً لباقي إخوته فلا نفرط في تدليله.
وعلى الجانب الآخر القسوة والعنف مع الطفل المعاق قد تؤدي الى ردود فعل اكثر قسوة وعنفا فمثلا انا شخصيا اعرف اما لها طفل معاق تعنفه بشدة وتقسو عليه، فلا تتخيل رد فعله؟ إنه ينتظر نوم والدته ليقوم بسكب كل ما فى الثلاجة على ارضيات واثاث الشقة وعندما قصت علي ذلك اوضحت لها ان طفلها يرغب في الانتقام منها ردا على عنفها تجاهه فهو يرغب في أن يؤذيها ويؤلمها كما تفعل معه بالضبط لدرجة انه يقابلها الضرب بالضرب والسب بالسب، لذا انصح اي ام رزقت بطفل معاق بنبذ العنف والقسوة في تعاملها مع طفلها، فالطفل المعاق يحتاج تنشئة اجتماعية بطريقة معينة، لان الطفل السليم ترسم له خطى ثم تتركه لكن المعاق يحتاج دائما الى يد تمتد اليه كي تساعده ومن الخطأ الشديد ان تقارن الام دائما بين طفلها المعاق وبين اقرانه الاصحاء سواء من اخوته او اقاربه او اصدقائه، فهذا الامر يؤلمه كثيرا ويسبب له جروحا قد تكون لها آثار سلبية تظهر في وقتها او مع مرور الزمن، ايضا من الافضل ان يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب تجاه افعال الطفل المعاق فسلوكه الطيب يجب ان يقابل بهدية او اشادة ومدح فهذا يرفع من روحه المعنوية ويشجعه دائما على ان يكون مطيعا فعلينا ان نحرص دائما على ان ندخل الفرحة والبهجة على نفس الطفل المعاق.

كيف أقلل من إحساس الطفل المعاق بالنقص؟

ليس كل الاطفال المعاقين لديهم هذا الاحساس فالطفل المنغولي او الاوتيزم لا يدرك ذلك اما الاطفال ذوو الاعاقات العضوية الظاهرة فقد يصيبهم هذا الاحساس وهنا يجب العمل على مساعدة الطفل في تحقيق عدد من الإنجازات التي يفخر بها وتجعله يشعر بأنه عضو نافع ومهم في المجتمع.

ماذا يمكن ان نفعل تجاه الطفل المعاق الذي يلاحظ عليه كثرة السرحان؟

ـ هذا النوع لابد من ان نشد انتباهه دائما من خلال ألوان فسفورية مثلا او صور جذابة، أجلس معه وأمسك يده، أشغل له شريطاً ولابد من إشغاله في أنشطة تتناسب مع قدراته للوصول به لمرحلة النضج الفكري فلا بد ان نفتح معه حوارا متواصلا إن كانت إعاقته تسمح بذلك للتعرف على ما يفكر فيه وتقديم التوجيه له مع إحاطته بالحب والحنان وإشعاره بالأمان.

كيف يمكن قبول المعاق فى المجتمع كزوج وعامل؟

ـ هذا الامر يختلف باختلاف نوع الاعاقة فمثلا الكفيف وصاحب السمع الضعيف ومن لديه صعوبة فى النطق او الذي بترت ساقه او يده او الاخرس الذي لا يتكلم كل هؤلاء يمكن لهم ان يعيشوا حياة طبيعية جدا، لكن المعاق اوتيزم لا يصلح للزواج والمنغولي حسب درجة الاصابة يعني هناك منغولي قريب من السوي لكن المنغولي الشديد العدوانية لا يصلح للزواج، ايضا المصاب بالصرع لا يصلح معه الزواج، وبالفعل هناك جمعيات اهلية تتبنى قضايا المعاقين وتساعدهم باعتبار انه من الممكن ان يعيش حياة طبيعية وهناك العديد من التجارب الناجحة فى زواجها والتي تثبت إمكانية ذلك شرط أن يكون الزوج يستطيع تحمل المسؤولية الأسرية وأن تعرف الزوجة من نفسها أنها تستطيع التعايش والرضا بهذا الوضع كما يحتاج إلى تفهم الزوجة لحالة زوجها وكيفية التعامل معه وأن تحتسب الأجر في تقديم الرعاية اللازمة لزوجها وأن تغرس فيه الثقة بالنفس ولا تشعره بعجزه، فكم من النساء استطاعت أن تدفع بزوجها إلى النجاح والتفوق في ميادين عديدة.
بقلم الكاتب: أحمد غانم ـ مصر

» المعاملة السيئة لذوي الحتياجات الخاصه
» ناشطو الأمل يتهمون القبطان بخطفهم