مدارس غزة : الطالب إمّا "صرّاف آلي" أو يعاقب بحرارة الشمس والحرمان من الدرجات
كاتب الموضوع
رسالة
أبو علاء مستشار اداري
الوظيفة : الدوله : الجنس : المزاج : المشاركات : 1591 تاريخ الميلاد : 25/01/1982تاريخ التسجيل : 29/07/2010العمر : 42 MMS :
موضوع: مدارس غزة : الطالب إمّا "صرّاف آلي" أو يعاقب بحرارة الشمس والحرمان من الدرجات الخميس ديسمبر 09, 2010 11:01 pm
تحت مسمى "التبرعات المدرسية والإصلاحات الخاصة"... مدارس غزة : الطالب إمّا "صرّاف آلي" أو يعاقب بحرارة الشمس والحرمان من الدرجات!! أخبار فلسطين/الاستقلال ( رشا أبو جلال) قطاع التعليم في أي دولة من الدول من أكثر القطاعات إستراتيجية، فالمدارس والجامعات تخرّج النشء الذي يبنى لبنات المجتمع، فترى الحكومات تخصص موازنات ضخمة للارتقاء بمستوى العلم لديها. وليس غريبا أن تحتل الجامعات الغربية والأوروبية مواقع متقدمة في الترتيب العالمي، بينما لا متسع لدور العلم العربية على سلم الأولويات.
طلبة المدارس في قطاع غزة يعدون نموذجا مصغرا للإهمال من وزارة التربية والتعليم، حيث يتعامل المدرسون والمدرسات مع الطالب في كثير من الأحيان كأنه "صرّاف آلي"، ويتعدى الأمر ذلك إلى حد استنفاد طاقات الطلبة في تنظيف ساحات المدرسة أو فصولها ومكاتبها. ومن صور المعاناة الإضافية لطلاب المدارس بغزة: استنزاف ذوي أمورهم ماديا وماليا، تارة لشراء مكنسة، وأخرى لدهان السبورة، وثالثة لتصليح زجاج ومقاعد الفصل، أو عمل مجلات توضيحية على صلة بمواضيع المنهاج المدرس! ما دفع بعض أولياء الأمور إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة، التي أصبحت عبئا إضافيا إلى جانب أعباء الحصار القاتلة. وفي بعض المدارس سجلت حالات يتم فيها معاقبة الطالب بصورة قاسية لعدم دفع رسوم شراء أو تصليح، كأن يقف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعتين، أو يحرم من حضور حصص دراسية، أو حتى يطرد من المدرسة كليا!!
(هند صبّاح) -طالبة بمدرسة بنات جباليا الإعدادية "ج"- حرقت يدها بمادة الكلور بعد أن أجبرتها إحدى المدرسات على تنظيف فصل دراسي تحت مسمى "التدبير المنزلي"، وعندما ذهبت إلى مديرة المدرسة لتشكو لها ما حدث معها، ألقت المديرة بالمسؤولية الكاملة على "هند" ولم تحاول حتى أن تتخذ أي إجراء عقابي لردع المدرسة التي استغل الطالبة في عمل ليس من صلاحياتها.
"الاستقلال" توجهت إلى مديرة مدرسة "حسن سلامة" الإعدادية بمنطقة النصر لسؤالها حول مدى قانونية إجبار الطلبة على دفع التبرعات وإشراكهم في أعمال غير ملزمة وفق المقرر التعليمي والأنشطة المدرسية؟ إلا أنها رفضت الحديث بحجة أن المقابلة بحاجة إلى إذن مسبق من مديرية التربية والتعليم.
ثم التقينا ببعض طالبات المدرسة للتعرف أكثر عما يواجهنه من صعوبات مادية ومعنوية، حيث أكدت الطالبة أمل أحمد أن الوقت بات لا يسعفها لإتمام الدراسة، لأنها تهدره ما بين البحث على الانترنت عن مواضيع كثيرة يطلبها المدرسون تحت مسمى (ملف الإنجاز)، "وهو ملف جديد لجميع المواد التي ندرسها أرهقنا مادياً وأهدر أوقات دراستنا, ويشتمل على طباعة بعض الخرائط الملونة والتي تكلف كل ورقة منها 2 شيكل, وباليوم الواحد يطلب منا من خمس إلى ست ورقات يجب أن تكون مطبوعة لا مكتوبة بالخط اليدوي"، وفق قول الطالبة أحمد. وتوضح الطالبة أن المعلمات يتعاملن مع الطالبات اللاتي لا يأتين بأوراق الواجبات ملونة ومزخرفة بقسوة، ويحرمونهن من الدرجات، واصفة ما يتم صرفه على الوظائف المدرسية الكثيرة والمنوعة بأنها "مصروف جديد" بحيث تحتاج مبلغ 50 شيكل شهريا لطباعة أوراق من بينها أوراق الامتحانات، بدلاً من أن تطبعها الوزارة على عاتقها!!. وذكرت أنه مع بداية العام الدراسي بدأت المدرسات بجمع "الرسوم المدرسية" أو ما يسمى "التبرعات المدرسية" والتي لا يعلم أحد لماذا تجمع وأين تذهب؟ متسائلة: "هل هناك ظلم أكبر من إنهاك الطالب حتى بدفع تعويضات إصلاح أعطال بالصفوف وطباعة الامتحانات؟".
أما الطالبة آلاء ماضي, فقد بدت ممتعضة لأن المدرسة تطالبها بدفع الرسوم المدرسية، وهي لا تملكها في ظل ظروف البطالة والقهر المادي والحصار. تقول الطالبة ماضي لـ"الاستقلال": "أتعرض للشتم والملاحقة من المدرسات كي أدفع الرسوم، وإلا سأتعرض للعقاب بخصم الدرجات أو الوقوف تحت أشعة الشمس عدة ساعات، مبينة أن عددا من الطالبات أصبن بضربات شمس أثناء تعرضهن للعقاب تحت أشعتها الحارقة".
ووفق الطالبة ذاتها، فقدر روت أن لها أختا تدرس في مدرسة "الماجدة وسيلة" طلبت منها ومن طالبات أخريات إحدى المعلمات إحضار بعض المقالم وكتب الأضواء والألعاب لأطفالها في البيت مقابل الحصول على درجات عالية!!.
وتروي الطالبة سناء صيام أن معلمة أجبرت طالبة على شراء ممحاة للسبورة بحجة فقدان واحدة, كما تجبر الطالبات على إحضار مستلزمات حصة التدبير المنزلي كالسكر والدقيق والملح والخضروات بدلا من أن توفرها المدرسة. ويبدو أن وزارة التربية والتعليم في غزة تطلق العنان لمديري ومديرات بعض المدارس للتصرف بجمع الرسوم بالطريقة التي يرونها مناسبة دون تنسيق ومتابعة، ولا تلقي الوزارة بالاً لأساليب العقاب التي تتبعها المدارس بحق الطلبة.
فيما يرى أولياء أمور الطلبة أن إجبار أبنائهم على دفع الرسوم، وتكليفهم بمهمات خارجة عن نطاق المقررات التعليمية "مالية وجسدية" أمر مرهق اقتصادياً بالنسبة لهم، في ظل ازدياد نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة. ويقول يوسف البردويل -وهو والد للأربعة طلاب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية- بأنه لم يعد قادراً على تلبيه طلبات المدرسين بدفع تبرعات أو رسوم إجبارية، معتبرا أن هذه الأعباء "كان من المفترض أن تلقى على كاهل وزارة التربية والتعليم وما يصرف لها من موازنات سنوية".
أما المواطن عبد الغفور الشوا فيتسائل: "كيف تجبر المدرسة الطالبات على جلب مواد تموينية بكميات غير بسيطة إلى الفصل لتطبيق عمل وجبة معينة؟ معبرا عن رفضه استخدام أبنائه في المدارس الحكومية للقيام بأشغال شاقة إلا بصورة اعتبارية في سبيل تعليمهم". فيما تساءل احد أولياء - ابو فتحي عيد- عن تكرر الرحلات المدرسية بشكل كبير في المدارس مما أرهقه ماديا بسبب إصرار أبناءه على المشاركة في الرحلة المدرسية وأضاف قائلا حتى الظروف المناخية السيئة لا تمنع المدارس من تنظيم الرحلات وكأن المسألة أصبحت ربحية فكل طالب يدفع خمسة عشر شيكل رسوم رحلة بخلاف المصروفات والمأكولات وفي النهاية يعود إلينا أبناؤنا مرهقين ومرضى, مطالبا بالتقليل من هذه الرحلات المرهقة ماديا وجسديا.
وحاولت "الاستقلال" مرارا التواصل مع مديرية التربية والتعليم بغزة للتعرف على صلاحيات إدارة المدارس في جمع الأموال من الطلبة تحت مسمى "التبرعات المدرسية والإصلاحات الخاصة بالصفوف"، إلا أن المديرية رفضت التعاون ووضعت بعض العراقيل التي حالت دون أخذ الرواية الرسمية.
مدارس غزة : الطالب إمّا "صرّاف آلي" أو يعاقب بحرارة الشمس والحرمان من الدرجات