شــادي Admin
الدوله : المزاج : المشاركات : 181 تاريخ الميلاد : 22/04/1989 تاريخ التسجيل : 27/11/2009 العمر : 35 MMS :
| موضوع: إرضاء الله جل جلاله الأربعاء يناير 13, 2010 9:11 pm | |
| " إرضــــاء الله " إن الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد
إن حب الله لا يزاحمه في قلوب المؤمنين حب ولا يطغى عليه شيء ، فإذا أحببت الله من قلبك صرت في مرضاته وتفعل ما يحبه ويرضاه - نسأل الله أن يقذف في قلوبنا حبه ويشرح صدورنا بضياء مرضاته - فالاعمال في حب الله علامتها كونها هي خالصة لوجهه جل وعلا يقول الله تعالى في كتابه العزيز : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبًا لله " ... البقرة 165
وفي التفسير يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا ومالهم في الدار الآخرة حيث جعلوا له أندادا أي أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه وهو الله لا إله إلا هو ولا ضد له ولا ندله ولا شريك معه وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك
وقوله « والذين آمنوا أشد حبا لله » ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ويلجأون في جميع أمورهم إليه وعليها فحب الله هو في تمام معرفتنا به وتوقيره وتوحيد ولا نشرك به شيئا - نعوذ بالله من الشرك الاكبر والشرك الاصغر - ونتوكل عليه باليقين من قدرته وعظمته واللجوء إليه
وفي حب الله ارضاءًا لله ، فكيف نرضي الله عز وجل ؟
لقد كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله فيقول : " اللهم إني اسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يُقربنا إلى حبك ، اللهم ما رزقتني مما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب ومازويت عني مما أحب فأجعله فراغًا في فيما تحب
وإرضاء الله أيضًا في ترك المعصية والذنب ، يقول تعالى على لسان سيدنا موسى : " وعجلت إليك ربي لترضى ... طه 84
وفي تفسير بن كثير أي عجلت إليك ربي لتزداد عني رضا ، وبالتالي في التعجيل باللجوء إلى جوار الله وعمل مايرضي الله من ترك المعصية دليل على حبك لله وقوة حبك هذا وقدر ماتهون الدنيا في عينك وقدر مايقل أو قل وينعدم حب جميع الاشياء القريبة منك بل ومقدار تضحيتك بها لارضاء الله تعالى
وفي قصص الصحابة والسلف خير دليل على هوان الدنيا بنفوسهم ، وحبهم لله وابتغاء مرضاته بالتضحية بأنفس مافي دنياهم ، فقط لأنهم يحبون الله ، هو من أعطى وأجزل العطاء وما نملك فيها قيد أنملة ، فالأمر كله لله فلو نظرنا لقصة الصحابي الجليل " أبو الدحـداح " ، ... لقد كان من الاغنياء وله بستان من أحسن وأعظم البساتين في المدينة وكان به - أي البستان - 600 نخلة ويمشي فيه المرء مسافات طويلة في ظل النخيل وعلى مدد الشوف ... لقد كان البستان على تلك الصورة هو جنته على الارض
وبينما هو ذاهب إلى زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا بآية تنزل على الرسول : " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة " .... البقرة 245
فتعجب أبى الدحداح ، وسأل النبي : او يرجو الله تبارك وتعالى منا القرض؟ ، فقال النبي الكريم : نعم يا أبا الدحداح ، فقال ابا الدحداد للنبي : يارسول الله ، أمدد يديك ... فمد الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فوضع أبا الدحداح يده في يد النبي وقال : يارسول الله بستاني الذي أملك هو قرض مني لله عز وجل ، ثم أنصرف من حاله متوجهًا إلى بستانه أو قل البستان الذي أقرضه الله فوجد ابنه بالداخل وزوجته ، فناداها : ياأم الدحداح ، قالت : لبيك زوجي . قال : أخرجي من البستان والغلام ، لقد صار البستان قرضًا لله تبارك وتعالى ... فخرجت من فورها لدرجة أن الغلام كان في فمه تمرة من البستان فأخرجتها من فمه لأنها ليست من حقه
يا الله ... ضحى بجنته في الارض ليشتري مرضاة الله وليس لشراء جنة في الاخرة ، فالقصد الاولى هنا هو محبة الله ورضاءه والله عز وجل يجزي كما يشاء وماهو بظلام للعبيد ليبدله ان شاء الله بجنة خير منها في الجنة الاخرة ألاف المرات إن جازت المقارنة والله أعلم بالقصد
وأيضًا يروى أن عبد الله بن جحش وسعد بن معاذ - رضى الله عنهما - وقفوا في يوم أُحد - الغزوة - فقال سعد له : يا عبد الله سوف أدعو الله وتؤمن على دعائي وتعو أنت بعدي فأؤ من على دعائك ، وبدأ سعد بالدعاء فقال : اللهم إني اسألك أن ترزقني غدًا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله . وصدق عليها عبد الله : أمين ..... وجاء الدور على عبد الله للدعاء بينما سيؤمنه سعد بن معاذ .... فوقف عبد الله بن جحش ودعا فقال : اللهم إني اسألك أن ترزقني غدًا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله - حتى لا يموت بلا ثمن - ... ويكمل دعوته - تأملوها - : ويبقر بطني ويقطع أذني ويجدع أنفي فآتيك هكذا يوم القيامة فتقول لي : لم حدث ذلك لك يا عبد الله ، فأقول : من أجلك يارب ، فتقول لي : صدقت
والعجيب هنا في تلك القصة أن سيدنا سعد بن معاذ يكملها فيقول : فتبعته ولم أصرف عنه نظري في المعركة فوجدته بعدها ، وقد بقرت بطنه وقطعت أذنه وجدعت أنفه وبجواره اثنين من الكفار قتلهم ، فقال عنه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : صدق الله ، فصدقه الله
وكم من السير عن ارضاء الله لمحبته فقط ، نعم قالها سيدنا عبد الله بن جحش " من أجلك يارب " اخواني واخوتي في الله كونوا عباد الله خالصين ، اسأله وإياكم أن يجعل اعمالنا خالصة لوجهه تعالى وفي مرضاته ومن أجل أنا نحبه ونحب نبيه ونحب الدين الذي ارتضى لنا .. ونشهدك ربنا أنا نحبك ونحب نبيك الذي أرسلت ونحب دينك الذي ارتضيت لنا ولك الحمد حتى ترضى ولك منا السؤال ولك علينا الطاعة فنسألك مرضاتك ورضاك علينا وعلى ما نعمل لخالص وجهك وحبك ... تباركت وتعاليت وانت الغني الحميد | |
|