خبر مضحك....
للكاتب : مروة يحيى
أضحكني اليوم (19 ديسمبر) خبرًا في الصفحة الأولى لجريدة الأهرام المصرية
عنوانه "القبض على خلية إخوانية تجمع التبرعات لحماس"، ومضمون الخبر أنه
تم القبض على أفراد من جماعة الإخوان المسلمين تجري اتصالات مع عناصر من
حركة حماس وتنقل إليها أموال التبرعات، ولكي لا يكون الخبر سخيفًا فتم
صياغة العبارة: "وتنقل إليهم أموال التبرعات التي يتم جمعها لمصلحة الشعب
الفلسطيني"....!!!!، حتى يتظاهروا أن عداوتهم ليست مع الشعب الفلسطيني
ولكن مع حركة حماس!!!
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقلت ما هذا؟!، هل اقرأ صحف العدو؟!، هل يتم القبض
على أناس بتهمة جمعهم تبرعات لإخوانهم المستضعفين في فلسطين؟!، هذه هي
تهمتهم!!، بدلآً من أن نحترم لهم هذا الصنيع ونقدره... نتعامل معه على
أنه عمل إجرامي يجب أن يعاقب عليه مرتكبه؟!
لقد تحولت الحكومة المصرية من ممثلة لشعبها ذو الأغلبية المسلمة إلى
ممثلة لشعوب ذات ديانات وأيديولوجيات أخرى تسعى لمحاربة الإسلام بشتى
الطرق الممكنة، من إغلاق للمساجد في غير أوقات الصلوات المفروضة، إلى
اعتقال للدعاة وتهديدهم، إلى إغلاق للقنوات الإسلامية ذو المنهج السليم،
إلى تقديم المساعدات للمنصرين بل وتكريمهم في بعض الأحيان، إلى محاربة
المجاهدين المسلمين في شتى بقاع الأرض بتشويه سمعتهم وإغلاق كل الطرق على
من يريد مساعدتهم... بل ومن باب "إن لم تستحِ فاصنع ما شئت" أصبح الحديث
عن حركة حماس في الصحف المصرية الحكومية كأنها عدو يجب أن نحاربه ونمنع
عليه كل الطرق لكي لا يبقى، ولُيقتل في فلسطين المسلمة آلاف المسلمين
ويشردوا وتُهدم بيتوهم وتُعتقل نسائهم، كل هذا لا يَهُم، بل المهم أن
ترضى الدول (الصديقة) كإسرائيل وأمريكا عن هذه الحكومة الظالمة....
لقد كان المنافقون في السابق يستترون {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ
آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ
قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [سورة
البقرة: 14]، ولكن منافقي هذه الأيام قد تجاوزوا كل هذه المراحل
بكثيـــــــــــــر، وأصبحوا لا يستحيون أن يذيعوا خبرًا عن إغلاق نفق
بين مصر وغزة يتم فيه توصيل المعونات والأغذية والأدوية للشعب المنكوب،
بل ويتبرؤون ويعتقلون أي أحد يتجرأ ويحاول أن يساعد المسلمين في هذا
البقاع.... وهكذا أهل الباطل دائما مع أهل الحق {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ
مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [سورة النمل:
أما صحافة (العدو)... عفوا، أقصد صحافة الحكومة التي تتحدث بلسان أعداء
الدين فيصعب أن أشبههم بسحرة فرعون، فسحرة فرعون رغم ما كانوا عليه من
كفر عندما رأوا آية من آيات الله قالوا لفرعون: {لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى
مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ
قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [سورة طه: 72]...
لقد تحركت قلوبهم وتحملوا التعذيب وتقطيع الأيدي والأرجل، لقد تحملوا
الموت في سبيل الله حتى لا يستغلهم فرعون في دعايته، لقد تحملوا الكثير
والكثير من أول لحظة قالوا فيها {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى}
[سورة طه: 72]، أما من يكتب هذه الأخبار في الصحف يمكن أن تجده يصلي
الخمس صلوات وبالتأكيد يقرأ بالفاتحة ويقرأ فيها {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ
المُستَقِيمَ} [سورة الفاتحة: 6] ووصف هذا الصراط المستقيم أنه {صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة: 7]... نعم، يعرفون أن صراط الله المستقيم
ليس صراط اليهود ولا النصارى... نعم يعرفون... فهل بالفعل يعقلون ما
يقولون أم بالفعل يعقلون ما يكتبون؟...
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ
فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ
فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [سورة
المائدة: 51-52]... وإلى كل من ينتهج هذا الفكر أطلب منهم أن يعيدوا
قراءة هذا الجزء من الآيات: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ}... {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}...
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}... فاحذروا يا ألوا
الألباب.... 56]...!!!