إن عجز الإنسان هو عجز نسبي أصاب وظيفة أو أكثر من وظائفه ولا
ينبغي بالضرورة اعتباره كليا أو شاملا ومن ثم يمكن استثمار ما تبقى لدى الفرد بأفضل
أسلوب ممكن حتى يستطيع إن يؤدي أدواره الاجتماعية والحياتية.
الرعاية الاجتماعية
للإعاقة
الرعاية الاجتماعية واجب أخلاقي وطني لذا تعد حتمية لا جدال فيها، فقد
أوضحت الدراسات النفسية والاجتماعية، ان الإنسان عندما يصاب بإعاقة معينة، ينتابه
شعور بالنقص، نتيجة افتقاره أو قصور جزء من التركيب الفسيولوجي له، وقد تؤثر بها،
ومن ثم تحدث عملية تغيير في سلوكه الاجتماعي مما يؤدي إلى رفضه للمحيطين به، ورفض
المحيطين به لهومن هنا، تبرز أهمية دور الخدمة
الاجتماعية داخل مؤسسات المعوقين، ليس من أجل تعديل السلوك غير المقبول للأفراد
المعوقين، بل وأيضا لدعم وتطوير السلوك الاجتماعي الإيجابي المرغوب فيه لدى تلك
الفئة من فئات المجتمع.
وتعتمد رعاية المعوقين على أبعاد ثلاثة :
والذي يستمد دوافعه من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء التي أكدت تكافؤ
الفرص بين جميع الأفراد ولا فرق في ذلك بين سوي ومعاق فالكل سواسية والكل يستطيع ان
يشارك في واقعه الذي يعيش في إطاره يتساوى في ذلك كل الناس مهما اختلفت دياناتهم أو
أعراقهم أو جنسياتهم.
وهو قائم على أساس كفالة الحقوق والواجبات لكل الأفراد
ويفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم (أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد
برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى) فإن المجتمع مسؤول عن كل فرد فيه ويقع الإثم على
جميع افراده إذا أصبح واحدا منهم جائعاً لا يجد ما يسد جوعه وهذا في نفس الوقت مبدأ
هام يقوم عليه التكافل الاجتماعي بمعناه الواسع الكبير في الإسلام.
إن رعاية
المعوقين تعد توظيفاً لرؤوس الأموال لا استهلاك لها فلقد أشار (راسك) بأنه لا يحق
للهيئات الطبية المحلية ان تتجاهل مشكلة المعوقين نظرا لخطورة أبعادها الاقتصادية
وأهمية ما يمكن تعويضه من أموال طائلة تعود على دخل الأمة إذا ما خططت برامج
التأهيل للمعوقين.
1. البعد الإنساني :
2. البعد الديمقراطي:
3. البعد الاقتصادي
:أساليب الرعاية الاجتماعية للمعوقين
تختلف أساليب
وبرامج الرعاية والتأهيل الشامل للمعوقين حسب نوع ودرجة الإعاقة بل حسب الظروف
الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالفرد المعوق وأسرته ويتم تصنيف تلك الأساليب إلى
ما يلي :
1- الرعاية المنزلية : وتتم في إطار الأسرة
والمجتمع لتسهل اندماج المعوق في المجتمع وإزالة العوائق والحواجز دون عزله في
مؤسسات خاصة.
2- الرعاية النهارية : وتتم في مؤسسات خاصة أو فصول خاصة يلتحق بها
المعوق اثناء النهار ويعود يوميا إلى أسرته.
3- الرعاية الإيوائية الكاملة : تتم مع
حالات المعوقين شديدي الإعاقة الذي اثبت البحث الاجتماعي والفحص الطبي والنفسي ان
حالتهم تتطلب رعاية إيوائية في مؤسسات خاصة.
4- الرعاية اللاحقة : وتتم بعد انتهاء
تأهيل المعوق حيث تقوم المؤسسة بتشغيل خريجيها وتتبع حالتهم لمدة سنة على الأقل
يقوم خلالها الأخصائيون بتقديم الرعاية والمساعدة الممكنة التي تتطلبها حالة
المعوق.
خدمات الرعاية الاجتماعية للمعوقين
وهناك مجموعة من
الخدمات، يجب ان تقدم في مجال رعاية المعوقين، وذلك لوقاية أفراد المجتمع من الوقوع
في الإعاقة، أو لإشباع احتياجاتهم الذين وقعوا منهم في الإعاقة من جانب آخر. ويمكن
ان نوجز هذه الخدمات فيما يلي :
لا ينبغي إغفال الجانب الوقائي عند
معالجتنا لمشكلة المعوقين إذ لا يمكن ان يكون للخدمات المبذولة في هذا الميدان
الطابع الإيجابي دون ان تمتد آثاره إلى مصادر المشكلة وجوانبها المختلفة بهدف الحد
من تفاقمها مثل حماية البيئة وإجراءات تدعيم الصحة كإجراء غير مباشر للوقاية من
حدوث الإعاقة، وذلك عن طريق التوعية بأساليب التغذية السليمة، ورعاية الحوامل
والتحصين ضد الأمراض المعدية والتي قد تؤدي إلى إعاقة جسمية كشلل الأطفال، أو حسية
ككف البصر، كما ان الاكتشاف المبكر للأمراض وسرعة علاجها، يؤدي إلى الوقاية من أي
عجز قد ينتج عنها.
ان الاكتشاف المبكر لحالات الإعاقة، وتحويلها في
الوقت المناسب للجهات الطبية المختصة، لذو أهمية بالغة في نجاح عملية العلاج
والتأهيل. ويتوقف اكتشاف الحالات على تنظيم عمليات الحصر والتسجيل وتنسيق وتكامل
جهود الخبراء والمختصين في هذا المجال، مما يساعد على تحديد حجم مشكلة المعوقين من
جانب، والتخطيط لمواجهتها من جانب آخر.
يقصد بها الإشراف الصحي العام
على المعوقين، سواء كان ذلك من أجل علاج العاهة أو أي عرض آخر، ويجب ان يتسم
الإشراف الطبي بالتتبع والاستمرارية، مع تركيز الاهتمام على العلاج الطبيعي، خاصة
في حالات الإعاقة الجسمية، وذلك يتطلب توافر الأجهزة اللازمة لذلك من جانب، وتوفر
الأجهزة التعويضية من جانب آخر.
فالمعوق في حاجة إلى الخدمات النفسية
لتساعده على اكتشاف ما تبقى لديه من إمكانيات وتغيير نظرته لاستعادة ثقته في ذاته،
وإعادة توازنه الانفعالي حتى يمكنه الاستفادة من إمكانياته المتاحة. وتشمل تلك
الخدمات التوجيه والإرشاد للوالدين ودعمهما نفسيا للقيام بمسئوليتهما تجاهها وقائيا
وعلاجيا.
وهي تعنى بدارسة كل ما يتعلق بالظروف الاجتماعية للمعوق سواء
كانت ظروف بيئية، أو أسرية، أو مهنية، أو تاريخه المرضي (الإعاقة)، وذلك باستخدام
الأساليب المهنية للخدمة الاجتماعية لمساعدته على التغلب على المشاكل التي تواجهه
أو تواجه أسرته. وتزويد المعوق بالعادات الاجتماعية والخلقية السوية من خلال
البرامج الاجتماعية التي يشترك فيها سواء كانت على مستوى الفرد أو الجماعة أو مجتمع
المؤسسة العلاجية.
وتتم عن طريق المؤتمرات والندوات والبحوث العلمية
وبرامج التدريب المختلفة، وذلك لتوعية الجماهير بأساليب مشكلات المعوقين وتحسين
اتجاهات المجتمع نحوهم.
يحتاج المعوق لفصول أو مؤسسات تعليمية خاصة بهم
ومدرسين متخصصون في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وفقا لنوع العاهة، ومفاهيم وبرامج
دراسية تتفق وقدرات كل معوق لاستثمار ذكائهم وإمكانياتهم المحدودة.
المراحل
والخطوات الأساسية لرعاية المعوقين :
تتم عملية الرعاية والتأهيل للمعوقين من
خلال عدة مراحل وخطوات هامة قد يحتاج إليها المعوق عند تأهيله أو بعض منها وهذه
المراحل والخطوات نحصرها فيما يلي :
أولاً : التشخيص التقويمي الشامل للمعوق
:
تعد أول خطوة على طريق الرعاية للمعوق هي تشخيص ودراسة حالة المعوق دراسة
شاملة تقدر مدى العجز وشدته ودرجته ومستقبل الحالة واحتياجات المعوق وأسرته ودفع
خطة الرعاية والمقترحات المتعلقة ويتكون التشخيص التقويمي الشامل للمعوق من العناصر
التالية :
ثانياً : الرعاية الشاملة للحالة.
ثالثاً : المتابعة
والرعاية اللاحقة للمعوق.
وهذه المراحل السابقة هي حجر الأساس في ظهور برنامج
(التدخل المبكر) الحديث.
1- الخدمات الوقائية :
2- خدمات الحصر والتسجيل :
3- الخدمات الطبية :
4- الخدمات النفسية :
5- الخدمات الاجتماعية :
6- الخدمات الإعلامية والتوعية :
7- الخدمات التعليمية والتربوية :
1- التقويم الطبي والصحي العام لحالة المعوق
وقياس المستوى الصحي واكتشاف الحالات المرضية الأخرى.
2- التقويم النفسي للمعوق:
قياس دراسة الحالة النفسية وأثر العجز على شخصيته.
3- التقويم الاجتماعي للمعوق :
دراسة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي يكون لها أثر على حالة المعوق
ورعايته.المعوقات لرعاية المعوقين :
وعلى الصعيد
العربي تبذل جهود متنوعة لرعاية المعوقين من كافة جوانب هذه الرعاية الأمر الذي
انعكس إيجابياً على قدرات هؤلاء المعوقين في الإسهام في الحياة المجتمعية والاضطلاع
أيضاً بدور تنموي من خلال المشاركة في العمل المنتج. ولكن ما تزال بعض المعوقات في
حاجة ماسة إلى الإزالة أو التخفيف من حدتها ومن ذلك ارتفاع نسبة الإعاقة بين
الأطفال التي ترجع إلى أسباب أهمها :
1- الزيادة الكبيرة في نسبة الحوادث (المنزلية بصفة خاصة وتليها حوادث الطرق) وخاصة
بالنسبة لمن هم دون السادسة من العمر.
2- سلسلة أمراض سوء التغذية التي يعاني منها
الرضع والأطفال نتيجة قصور الوعي وعزوف الأمهات عن الإرضاع الطبيعي واستعمال
الأغذية المستوردة في غياب نظم وأجهزة الرقابة الغذائية المحكمة قضائيا عن انتشار
الطفيليات وأمراض سوء التغذية.
3- ارتفاع حالات الولادة المبسترة ونقص وزن الجنين
عند الميلاد ونتيجة الزواج المبكر وسوء التغذية بين الأمهات وتكرار الحمل والولادة
على فترات زمنية قصيرة.
4- انتشار الأمراض السارية الستة التي تصيب الأطفال رغم توفر
الخدمات الصحية وذلك نتيجة قصر الوعي الصحي وتركيز هذه الخدمات على الجانب العلاجي
على حساب الخدمات الوقائية.
5- قصور برامج التطعيم والتحصين ضد الأمراض القابلة
للوقاية بالتحصين وكذلك نتيجة ضعف سلسلة إجراءات التبريد في بعض مجتمعات المنطقة
مما يفسر انتشار أمراض شلل الأطفال …. الخ.
6- انتشار أمراض العيون (التراكوما) مع
نقص فيتامين (أ) ما سيؤدي إلى حالات فقد البصر.
7- اعتماد الكثير من الأسر على
الخادمة في تربية أطفالها دون إشراف كاف من الأم.
8- عدم وجود برامج وأجهزة لإجراء
الفحص قبل الزواج وازدياد أعداد الولادات التي تعاني من تشوه جسمي أو خلل أو تخلف
عقلي أو شق الأنف وسقف الحلق أو غيرها من الحالات نتيجة الزواج المغلق داخل الأسرة
وبين الأقارب وهي عادات منتشرة بين المواطنين في المناطق الريفية والبدوية.
9- ضعف أو غياب برامج التوعية بأسباب ومظاهر الإعاقة في برامج التلفزيون والإذاعة وغيرها
من وسائل الإعلام.
منقول