أبو علاء مستشار اداري
الوظيفة : الدوله : الجنس : المزاج : المشاركات : 1591 تاريخ الميلاد : 25/01/1982 تاريخ التسجيل : 29/07/2010 العمر : 42 MMS :
| موضوع: قراءات في الصحافة الإسرائيلية..يديعوت أحرونوت :عامود السحاب... فوق رؤوسنا!! الخميس فبراير 28, 2013 2:42 pm | |
|
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة ما بين عدوان «الرصاص المسكوب» وعدوان «عامود السحاب» تحول المشهد في الكيان الصهيوني والمنطقة إلى مشهد مختلف ، رغم استعداد قادة الكيان وآلته العسكرية لمواجهة التحولات الحاصلة خلال هذه الفترة القصيرة ، فعلى الصعيد العسكري أجرى جيش الاحتلال الكثير
من المناورات العسكرية الكبيرة والصغيرة اختتمت في المناورة الأميركية- الإسرائيلية المشتركة كانت مشكلة الصواريخ وتعرض الجبهة الداخلية لهذه الصواريخ المعضلة الأهم في هذه المناورات ، تخلل هذه المرحلة أكثر من عدوان وعمليات اغتيال في غزة باعتبارها الحلقة الأضعف في عرف الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية ..
بغض النظر عن اسم وتوقيت عدوان « عامود السحاب» فإن هذا العدوان جرى بحسب معظم تحليلات الصحف الاسرائيلية على خلفية أهداف تتصل بمواجهة ما بات يسميه قادة الكيان العسكريون «التحديات والمخاطر الاستراتيجية على المستوى الوجودي» التي تواجه الكيان في هذه المرحلة وفي مقدمتها «المقاومة» بشكل عام، إلى جانب ما يجري الحديث عنه من قبل الكثير من قادة الكيان العسكريين «ترميم قدرة الردع » على قاعدة ما لحق بها خلال المواجهات مع المقاومة في لبنان وغزة.
أهداف العدوان
فالتدقيق في أهداف عدوان « عامود السحاب » الجاري على غزة كما حددها وزير الحرب باراك يتضح أنها تخلو من عنجهية الماضي، واستبداد القوة المتغطرس الذي ميز قادة الكيان، فلم يرد ضمن الأهداف أي حديث عن اقتلاع المقاومة من جذورها، وتصفية المقاومين، واحتلال قطاع غزة، لقد تواضع وزير الحرب واكتفي بهدف إيقاع الألم بالمقاومة، ولم يقل وزير الحرب: سأمنع تساقط الصواريخ على بلدات ومستوطنات الجنوب، واكتفى بخفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية للصواريخ، ولا حديث عن تهديم البيت الفلسطيني على رأس حركة حماس، وإنهاء حكمها كما كانت أهداف العدوان .بل اكتفى باراك بتحديد الأهداف التالية : المساس بالصواريخ التي تمتلكها حماس والمقاومة ،- إيقاع الألم بالمقاومة ، تحقيق الردع الإسرائيلي ، خفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية للصواريخ إلى جانب أهداف خفية أظهرتها تطورات العدوان وخاصة على الصعيد السياسي فيما يتعلق باختبار موقف النظام المصري الجديد.
ما ميز عدوان «عامود السحاب» هذه المرة ماسبقها هي عملية التضليل الواسعة تضمنت إيهام الرأي العام بان الكيان يسعى للتوصل إلى تهدئة مع الإبقاء على نبرة التهديدات بشن حرب على غزة فيما طغت على تحليلات الصحافة الإسرائيلية في اليومين اللذين سبقا العدوان تقارير وتعليقات مطولة عن الوضع في قطاع غزة واحتمالات التصعيد. ولم تبخل هذه الصحافة على الإسرائيليين بنقلها التهديدات الكثيرة التي أطلقها قادة سياسيون معروفون وقادة عسكريون مشهورون وفي كل الأحوال كان الانطباع «بأن الأجواء على شفا حرب واسعة على القطاع ».بحسب معاريف .
أجواء من الحيرة والارتباك
سرعان ماتبدد الشعور بالنشوة الذي طغى على السياسيين في الكيان الإسرائيلي جراء اغتيال احد ابرز القادة العسكريين في المقاومة»احمد الجعبري» والذي دشن العدوان على غزة وانقلب المشهد في الكيان رأسا على عقب واتضح ذلك جليا في وسائل الإعلام في التعتيم على تأثير الرشقات الأولى لصواريخ المقاومة التي بدأت تتساقط على معظم بلدات ومستوطنات الجنوب ردا مباشرا على القصف الجوي المجنون التي تنفذه طائرات الاحتلال فيما طغت الحيرة والارتباك على مختلف المؤسسات السياسية والأمنية والإعلامية جراء سرعة المقاومة في امتصاص الضربة الأولى والرد السريع والحاسم عليها.
والواقع أن عناوين الصحف الإسرائيلية لم تكن تعكس واقع الحال في الكيان كما تبدت الصورة الحقيقية فيه في اليوم الثاني للعدوان على المستويين السياسي والعسكري .«يبحثون عن نصر» كتبت يديعوت أحرونوت» في عنوان رئيس « حرب سلامة نتنياهو» عنونت هآرتس في مقال افتتاحي . «عامود سحاب فوق رؤوسنا» مقال أخر ليديعوت . والحقيقة أن هذه العناوين تظهران نتنياهو وحكومته وجدت نفسها في اليوم التالي للعدوان تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه وبحسب يديعوت»: فقد بدأت حكومة إسرائيل تفاوضا غير مباشر مع حماس في وقف إطلاق النار. يبدو انه لا يوجد مبعوث إسرائيلي لكن توجد اتصالات محمومة. وحماس لا تُسرع إلى قول نعم. قبل أربع سنوات في عملية «الرصاص المصبوب» كانت حماس مُعرضة لضغط مضاعف من الجيش الإسرائيلي من جهة ومصر من جهة ثانية، وعرف وزير المخابرات المصري عمر سليمان كيف يفرض على حماس إرادته».
المعادلة تغيرت كثيرا في هذا العدوان بسبب مفاجآت المقاومة وبدا الوقت يعمل لغير صالح نتنياهو الذي بدا يلوح بالقيام بعملية برية حشد لها نحو خمسة وسبعين ألف جندي فيما استمرت طائرات جيش الاحتلال تلقي بحممها على المدنيين بعد أن عجزت في استهداف رموز المقاومة ومخزونها القتالي والتسليحي فكلما مر الوقت من وجهة نظر الكثير من المحللين الإسرائيليين كلما تفاجأ «الإسرائيليون بما لم يتوقعوه في حياتهم وحتى في أحلامهم» على حد تعبير معاريف. فالصواريخ بدأت تصل تل ابيب والقدس وتتجاوزها شمالا حتى هرتسيليا وبات- يام وباتت هذه الصواريخ أكثر دقة ودمارا والاهم من ذلك ما تسببه من ذعر وخوف لم تستطع وسائل الإعلام والتلفزة الإسرائيلية بالتحديد إخفاءه بالرغم من التعتيم حول الأماكن التي تصيبها صواريخ المقاومة ،» لا يهم هل سقط الصاروخ في البحر أو في بات يام، أو في حديقة أو في رمات غان. إن المهم من جهة نفسية هو أن الحاجز الوهمي قد تم اختراقه؛ وفي حرب الاستنزاف يولى العامل النفسي أهمية كبيرة وبخاصة فيما يتعلق بالسكان المترددين بين الأمل واليأس. فيوجد إذاً في نظر الفلسطينيين المتطرفين وأنصارهم ما يتوقعونه وهو زيادة الدقة وتطوير منظومات السلاح ورؤوس صواريخ أشد فتكا وربما مواد قتال كيماوية وبيولوجية أيضا» بحسب عامير ربابورت في معاريف. ثم دخل عامل آخر افقد قادة الآلة العسكرية الإسرائيلية صوابهم وهو الصواريخ المضادة للطائرات والبوارج البحرية الحربية اضطرت إسرائيل مرغمة على الاعتراف بسقوط طائرة بدون طيار وأخرى من طراز اف16.وإصابة جنديين على متن بارجة حربية أثناء قصفها لغزة،.
البحث عن مخرج سياسي
تقاطر كثير من زعماء المنطقة على غزة واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وزيارة وفد يرأسه العربي، لم يعن زعماء إسرائيل بشيء بدليل أنها قصفت مقر الحكومة في غزة بعد خروج رئيس وزراء مصر منه مباشرة رغم أن الزعماء الاسرائيليين قد ابقوا على الأبواب مفتوحة أمام مخرج سياسي للوضع يمهد له النظام المصري الجديد وتركيا وبعض دول الخليج الذين دخلوا مباشرة على المشهد السياسي وجهود ما اسماه محلل الشؤون العربية في هارتس «التوصل إلى هدنة»فيما ظل التهديد بالقيام بعملية برية الورقة الوحيدة التي يستخدمها نتنياهو بعد أن توصلت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على لسان الكثير من قادتها بان «العملية البرية ستكلف إسرائيل كثيرا من الخسائر تتجاور قدرة إسرائيل على تحملها»على حد تعبير قائد الجبهة الجنوبية لجيش الاحتلال.
فعلى حد تعبير تسفي بارئيل في هارتس:«في المرة الأولى منذ سقوط مبارك تكون مصر مطالبة بان تحل أزمة إسرائيلية – فلسطينية ليست فقط معركة عسكرية بل وذات آثار سياسية. المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس اوباما مع الرئيس مرسي، ووصول رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى القاهرة، وهرع حاكم قطر، حمد بن خليفة آل ثاني إلى المكان،، كل هذا يضع أمام مرسي فرصة أولى وهامة لإظهار قدراته، وقدرات مصر، على إدارة الأزمة. فرضية عمل كل أولئك الزعماء، والتي تشارك فيها إسرائيل أيضا، هي أن مصر يمكنها أن تحقق وقف النار، تقرر شروط تنفيذه والإشراف على تنفيذها أيضا».
أما وقد تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار وعلى لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وفي القاهرة وهو أمر يعيد إلى الأذهان عدوان تموز عندما أعلنت كوندليزا رايس وقف إطلاق النار على لبنان مما يؤكد ان هذا الكيان بالرغم من قوته العسكرية وصلفه ما هو الا بارجة حربية أمريكية في المنطقة، فان هذه الجولة من الصراع مع الكيان الصهيوني قد نقلت الصراع الى مرحلة جديدة باتت المقاومة عمادها والرقم الصعب في استمرار الصراع مع المشروع الصهيوني برمته لأنها أفرزت حقائق جديدة لايستطيع حتى المتطرف في إسرائيل إنكارها وأولها استحالة القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة واستمرار الصراع ، وثانيها سقوط خرافة الردع الى الأبد ، وثالثها وأهمها لايوجد مكان امن في الكيان بعيدعن وصول صواريخ المقاومة إليه ويتضح كل ذلك جليا في تحليلات الصحف التي تتابع عدوان» عامود السحاب ».
ينبغي النزول عن عمود السحاب
ينبغي النزول عن «عمود السحاب» عنوان رئيس في هارتس بقلم: آري شبيط :« إن الأخوة الإسرائيلية والدعم الأمريكي والتفهم الأوروبي والصمت التركي والتعاون المصري جعلت إسرائيل مساء السبت(اليوم الثالث من العدوان) في وضع استراتيجي جيد كثيرا. وقد تمت إدارة عملية نتنياهو – باراك – غانتس العسكرية في الـ 48 ساعة الأولى بصورة أفضل من حرب لبنان الثانية و»الرصاص المصبوب»، ودُرست دروس فينوغراد ودروس غولدستون وتم استيعابها. وأعادت إسرائيل بناء قدرتها على الردع من غير أن تُسبب قتلا فلسطينيا جماعيا ومن غير أن تُزعزع النظام الإقليمي. فلو أن العملية انتهت قبل أربعة ايام لكانت الرسالة التي تُستوعب في غزة وبيروت ودمشق وطهران رسالة حادة واضحة وهي أن لإسرائيل استخبارات ممتازة وقدرة جوية ساحقة وتصميم قيادة وشجاعة مدنية ودعما دوليا مفاجئا. وانه لا يحسن الاحتكاك بها ويفضل تمكينها من ان تحيا حياتها من غير تحرش بها ومن غير إثارتها من مكمنها مرة أخرى»
موشيه ارنس وزير دفاع سابق يقر في مقال له في هارتس بأنه لايمكن ردع من اسماهم با لإرهابيين :«من أين يأتي العدد الذي لا يحصى في ظاهر الأمر للصواريخ التي يملكها الإرهابيون في غزة؟ والجواب أنهم جمعوها في الوقت الذي كان يعتقد الإسرائيليون فيه ان عملية «الرصاص المصبوب» ردعتهم عن إطلاق صواريخ أخرى. منذ كانت عملية «الرصاص المصبوب» أُطلقت بين الفينة والأخرى قذائف صاروخية على الجنوب لكن لما كان عدد الهجمات قد انخفض تمسك كثيرون بوهم انه يمكن ردع حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة وسائر المجموعات الإرهابية. ويقولون الآن انه يجب ان يتم انعاش الردع. فهل ستحرز العملية الحالية هذا الهدف؟ وهل يمكن أصلا ردع إرهابيين؟».
يديعوت تدعو بدورها للتخلي عن العملية البرية وتقول :«ايبدو أنه لا توجد في الجانب الإسرائيلي رغبة حقيقية في الخروج الى حملة برية. ولكن إذا ما انطلقت الدبابات، المجنزرات والاليات الثقيلة في نهاية المطاف نحو غزة – فسيكون ذا أمر لا مفر منه. الدخول البري لن يكون تكرارا لـ «رصاص مصبوب». فحماس والجهاد الإسلامي استخلصتا الدروس: زادتا كمية الصواريخ، تعلمتا كيف تستخدمان على نحو أفضل الوسائل التي تلقتاها من إيران وسورية وبالأساس – غيرتا الانتشار حيال الجيش الإسرائيلي. قبل نحو أربع سنوات بدأت الحملة بتليين مكثف للأهداف قام بها سلاح الجو، بالتداخل مع نار بطاريات المدفعية. وفقط بعد الضربة من الجو دخلت القوات البرية لتنظيف مجالات إطلاق الصواريخ، التي كانت في معظمها في الأرض المفتوحة. أما اليوم فالقصة مختلفة تماما: القوات التي سيتعين عليها الدخول ستكون ملزمة بالدخول أعمق بكثير، والخطر على حياتها سيكون أعلى بإضعاف. هذه المرة لن ينتهي الأمر بعشرة قتلى.
وتحت عنوان «معضلة نتنياهو.. أرنب نتنياهو» كتبت معاريف تقول :«في حملته الانتخابية للعام 2009 أعلن بنيامين نتنياهو بأن السبيل الوحيد لوقف النار من غزة هو انهيار حكم حماس، غير انه من مكتب رئيس الوزراء تبدو الأمور مختلفة بعض الشيء، والآن، حين بات القرار بالدخول الى غزة وانهيار حكم حماس في يده، فهو ليس معنيا حقا بعملية برية كهذه، تجبي حياة الجنود ونتائجها ليست واضحة.
يستخدم نتنياهو الآن تهديد العملية البرية في غزة استخداما مشابها لذاك الذي اتبعه في التهديد بقصف منشآت النووي في إيران، فإعادة احتلال القطاع لا تبدو كخيار مريح.
| |
|