بقلم: وفاء محسن
ليس هناك أجمل من ضحكة بريئة تسمعها الأم وتشاهدها على وجه طفلها الرضيع،
ولاتقتصر السعادة على الأم فقط بل يمتد مفعول الضحكة السحري ليشع بهجة وفرح في كل
أرجاء المنزل، وتتعدد المواقف التي يضحك فيها رضيعك وتختلف الضحات حسب كل
موقف.
وينشط الضحك عضلات التنفس
والدورة الدموية والعمليات الدماغية عند الطفل. كما يقي ضحك الطفل الرضيع من
الإصابة بالكثير من الأمراض. ويلعب الضحك أيضاً دوراً رئيسياً في تكوين رابطة بين
الطفل وأبويه، وخاصة أبيه. فقد يجد الكثير من الآباء صعوبة في تصور أنفسهم كآباء
خاصةً أثناء الثلاثة أشهر الأولى عندما يشعرهم صغر حجم الطفل ورقته بالخوف أكثر
مما يشعرهم بالجاذبية نحوه، ولكن اللحظة التي يبدأ فيها ضحك الطفل هي اللحظة التي
تذوب فيها مشاعر الأب، ومنذ ذلك اليوم يتطلع الأب إلى أي فرصة تجعل الطفل
يضحك.
كما يتعلم الطفل الرضيع سريعاً أن الآخرين يعشقون رؤيته وهو يضحك، ومن ثم يقوم
الطفل الرضيع بالضحك للاستحواذ على انتباه الآخرين لفترة طويلة، فهذه هي طريقة
الأطفال الرضع التي تعكس مدى استمتاعهم بمصاحبة الآخرين.
ومن صفحة future
kidsنقدم لك أنواع الضحك (كما وضحها الدكتور بيومي خليل، أستاذ الصحة النفسية في
مصر ) :
1/ الضحكة العصبية للطفل: تظهر عندما نقوم بأرجحته بسرعة شديدة، أو هزه بإيقاع
معين، أو تحريك ذراعيه وساقيه معا. كما هناك حركات أخرى مثل الاستثارة الجسدية،
على سبيل المثال القبلات، أو "الزغرغة"، أو النفخ على الجلد.
ويضيف الطبيب:" أنه في حالة مداعبة الطفل بهذه الأساليب، التي لا يخلو بعضها من
العنف، يجب أن نعلم جيدا أن هناك خيطا رفيعا بين الضحك والبكاء، خاصة في حالة حدوث
اضطراب في الظروف المحيطة، كإحساس الطفل بالتعب والإجهاد، أو إحساسه بعدم الثقة في
من حوله، فهذه العوامل تكفي لإعطائه الشعور بعدم الأمان، وعدم رغبته في الضحك،
وعلى هذا يجب مراعاة هذه الظروف جيدا حتى لا يكره الطفل مثل هذه المداعبات كما يجب
منحه فرصة لالتقاط أنفاسه بين كل حركتين متتاليتين. على هذا الأساس، فإن الاستثارة
الحركية والإيقاعية للطفل تثير ضحكاته في وقت مبكر".
2/ الضحك الانعكاسي: وهو نوع من العدوى التي تصيب الطفل وتنتقل إليه إذا
كانت أمه من النوع المرح، خاصة أن الضحك هو عبارة عن رد فعل عصبي انعكاسي يحدث في
جسم كل منا، ويعتمد الطفل خلال اشهره الأولى، على وسيلة واحدة للتعلم هي وسيلة
المحاكاة، التي تساعده على اكتساب كافة انفعالاته، فإذا ضحك أحدهم أمام رضيع في
شهره الرابع، نلاحظ أنه يحاول تقليد هذه الحركة، ويساعده على ذلك تشجيعك له
بنظراتك التي تبعث الإعجاب".
ومنوها لحالة من الضحك يلجأ إليها الطفل كسلاح
لامتصاص غضب أمه أو غيرها، بعد قيامه بتصرفات خاطئة، إذ يلجأ للخدع العقلية والضحك
لتحويل اهتمام أمه عنه ولتحويل الموقف لصالحه ومن ثم إثارة الضحك.
3/ الضحك القريب: فهو حين يقوم الطفل بالضحك على أشياء قد تبدو غريبة عليه، كأن
يرى أمه وهي تضع الفوطة على شعرها عند خروجها من الحمام، أو يرى أباه وهو يسقط على
الأرض أو يتعثر أمامه، كلها أمور بسيطة، لكنها قد تثير ضحكه، لكن ليس كل الأطفال
يمكن أن تثيرهم مثل هذه الأشياء.