كشفت دراسة نفسية حديثة أن المخ مسؤول عن ظاهرة هوس التسوق أو ما يُعرف بحمى الشراء التي تصيب البعض، خاصة النساء.
وأظهرت الدراسة التي أجراها معهد الدراسات الطبية في العاصمة التشيكية براغ أن حمى الشراء تكثر لدى النساء عبر تفاعلات في ثلاثة مراكز بالدماغ ينتج عنها قرار بالشراء.
وبحسب الدراسة فإن الخطوة الأولى عندما يقع البصر على السلعة المثيرة للاهتمام والمراد شراؤها فيبدأ المركز الذي يحدد ذلك بإفراز مادة كيميائية تسمى "دوبامين" هي المسؤولة عن لفت الانتباه.
ثم يقوم مركز آخر يسمى "إينسولا" بمعرفة السعر وقيمته المرتفعة التي لا تتناسب مع الإمكانيات المالية لتبدأ معركة صامتة في الدماغ بين القلق والرغبة بالشراء.
وعندها يتدخل مركز ثالث في المخ ليقدم الحلول الوسطى عبر طرح معادلة متوازنة ومناسبة بين المركزين الأول والثاني لتتم بعدها عملية الشراء.
يقول الطبيب النفسي يرجي تيل المعروف في العاصمة براغ، إن هذا الاكتشاف سيساعد في عمليات العلاج في هذا المجال خاصة لدى شريحة كبيرة من النساء يعانين من مشاكل في تبذير الأموال لمجرد دخولهن المتاجر الشهيرة.
ويضيف تيل للجزيرة نت أن أكثر مرضاه يعانون نفسيا واجتماعيا من الحمى الشرائية خاصة قبل الأعياد حيث يكتشفون بعد مدة من الشراء أنهم تسرعوا وأهدروا المال دون ترو ثمنا لأغراض لا يحتاجونها، مما فاقم المشاكل العائلية.
الفراغ والقلق
ويشير تيل إلى أنه يقدم لمرضاه حلولاً نفسية عديدة في هذا المجال تكون نسبة نجاحها حوالي 32% فقط.
غير أنه عاد ليؤكد أنه مع هذا الاكتشاف فإن طرح أدوية في هذا المجال سيساعد في العلاج الكامل وبنسبة كبيرة، خاصة مع قراءة التفسيرات وعملية تحديد المراكز التي يتم عبرها طريقة الشراء ونسبة تفاعلها مع كل شخص عبر ظروف خاصة ليتم التعامل معها بطرق علمية ومخبرية تسهل طريقة العلاج.
ويقول تيل إن الطب النفسي يُعرِّف الحمى الشرائية على أنها حالة هوس نفسي تفقد صاحبها السيطرة والتحكم بالإرادة، حيث يشعر صاحبها بالسعادة في البداية فقط والندم والكآبة والضيق في النهاية. وهي بمعنى آخر حالة سعادة اصطناعية سريعة للهروب من الواقع الذي ترافقه بعض المشاكل عبر متعة الشراء لرفع الروح المعنوية بشكل مؤقت.
وتابع قائلا إن أسبابا عدة وراء الإصابة بالحالة مثل الفراغ والغيرة والقلق والكآبة والمشاكل المعقدة اجتماعيا