هنالك قصص قرآنية و أحاديث نبوية أخبرتنا عن خليط من البشر
أخلصوا النية لله تعالى
ولم تَحِد أقدامهم عن متابعة الهدي النبوي الصحيح
ويدفعه الصدق الخالص في التعامل مع الله تعالى بكل نقاء
حتى كانت لهم المنزلة العظيمة عنده فأحبهم الله وأحبوه
واستحضروا عظمته فعظّم الله شأنهم بين الناس
وانكسروا بين يديه في السر والعلانية فرفعهم في الدنيا والآخرة
ورضوا عن الله في السراء والضراء فرضي الله عنهم في كل حال
لا يبعدهم عن الجنة إلا أن يموتوا
فصارت أجسادهم بيننا وقلوبهم تتفكـّر في ملكوت الله تعالى
أتقياء
أنقياء
أولئك الغرباء
أولئك الغرباء
أولئك القوم لا يشبعون من كلام الله وعذوبته ( القرآن )
فناموا وهم يتلونه
وقاموا وهم يتلونه :
(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )
نراهم وهم يكثرون من تلاوة القرآن فنقول ألا يشبعون
ألا يتعبون
ما أصبرهم
لما كل هذا
لكننا لا ندري
من يحبون
إنه الله رب العالمين
قاموا بأوامر الله
واجتنبوا حرمات الله
طاعة لله وخوفا منه .
أولئك عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
أولئك هم خير البرية رضي الله عنهم ورضوا عنه
أولئك الذين يخشون ربهم بالغيب
عباد اهتز لهم عرش الرحمن
البعض ضن ذلك خرافه
فأقول لا تعجل بيني وبينك الدليل والبراهين
( قل هاتوا برهانك إن كنتم صادقين )
ورد في الأثر أن
( سعد بن معاذ الأنصاري )
أمير الأوس في المدينة النبوية عندما مات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ )
فمن هو هذا الرجل الذي اهتز له عرش الرحمن
فيصيبك العجب
وتعلوك الدهشة
ومن سعد بن معاذ هذا حتى يهتز له عرش الرحمن
ولـِما يحصل له كل ذلك
هل كان ذلك من أجل نسبه أو ماله أو بلده أو لونه
لا
لا إنما لـِما كان بينه وبين ربه من الأسرار والعبادات .
لقد تقرب إلى الله بما يحبه الله
فأحبه الله
وصار كل ما يزعج هذا العبد المؤمن من أمور هو عدوان على أحباب الله
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) .
( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ) الحديث .
تكلم بعض أهل الحديث في صحة الحديث السابق
فقال بعضهم فيه ضعف من جهة السند
وبعضهم قال كيف يهتز عرش الرحمن من أجل رجل
فأقول أهل الحديث هم أعلم بالحديث هذا وغيره
من حيث الثبوت ولكن القرآن الكريم والسنة النبوية
ذكرت لنا صورا لرجال ونساء كانوا عشاقا
عشاقا لجناب الله تعالى
فجعل الله أسماءهم تذكر عنده في الملأ الأعلى
وإليكم أيها القراء الكرام نماذج رضي الله عنهم :
صور ونماذج لرجال
فهذا أبو بكر الصديق يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يعدل إيمان أبو بكر الصديق نصف إيمان الأمة
وما ذلك بكثير صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه ) .
أي أمة وكم عددتلك الأمة
وهذه الأمة فيها عمر وعثمان وعلي والصحابة وأويس القرني مجاب الدعوة
وفيها الأئمة الأربعة
وفيهم سفيان الثوري ومحمد بن واسع .
ما الذي وقر في قلبك يا أبا بكر حتى تحوز كل هذا ؟
إنه محبة الله تعالى التي لا تعلوها محبة .
وهذا بلال بن رباح صاحب رسول الله صلى الله عليه وعلى أصحابه وأزواجه وسلم
عبد حبشي أسود مفلفل الشعر
لو شاهد الناس الآن مثله لم يسلموا عليه
هذا الرجل العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني لأسمع خفق نعليك أمامي في الجنة يا بلال )
يا الله كيف لهذا الرجل أن يسبق وقع نعليه مشي رسول الله في الجنة ؟
وبما حصل له هذا ؟
إن هذا الرجل لم يعرف كلمات الميوعة وهو يعذب في جبال مكة
بل كان لسانه يقول ( أحد أحد )
فسمع الله مقالته فأحبه الله
فصار بلال لا يتوضأ حتى يصلى ركعات بعد الوضوء
يرجو ما عند الله فأكرم الله منزلته
وربما الصحابة لا يدرون
لكن الله أخبر عنه ليرفع ذكره في العالمين
في الدنيا
وله في الآخرة أعظم وأعلى
وهذا ُأبيُّ بن كعب
يدعوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له :
( يا أُبيُّ إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة )
فقال يا رسول الله فهل سمّاني
قال نعم ففاضت عينا أُبي لما يسمع ).
يا لله
كيف استطاع هذا الرجل أن يحوز على منزلة مثل هذه
فيذكر الله اسمه في الملأ الأعلى
ويخصّـه باسمه
وهل تظن أيها القارئ الكريم
أن هذا الرجل يذكره الله في الدنيا ثم تمسّه النار في الآخرة
وهؤلاء أهل معركة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها
( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )
مغفرة شاملة لثلاثمائة رجل صدقوا الله
فقبل الله منهم
ورفع شأنهم
وتجاوز عنهم في الدنيا والآخرة
لماذا كل هذا تقربوا إلى الله وصدقوا فقبل الله منهم .
ومن قوم موسى ذلك الرجل ( النكرة )
عند الناس قد يكون عبدا أو خادما أو
لا مشكلة ولكنه
جاء من أقصى المدينة يسعى
يدافع عن دين الله ولم يخف من عذاب الناس
فنظر الله إلى فعله ذلك
فأحبه ورفع اسمها في القرآن إلى قيام الساعة إكراما
وفي الآخرة قال الله على لسانه
( ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )
ما نوع الإكرام
ومن المكرم
إنه الله الكريم .
ولن تغيب عنك صورة النفر من الصحابة من حفظة القرآن
لما تفرد بهم المشركون يريدون قتلهم
قالوا فيما حكاه الله عنهم أنهم قالوا :
( بلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا )
لماذا رضي عنهم
ولماذا أرضاهم .
وذلك الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا
انظر كيف اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
عندما صدق مع الله فصدقه الله
ثم انظر لماذا دافعت عنه ملائكة الرحمة
والأعظم من ذلك كيف أمر الله الأرض أن تطول من جهة وتقصر من جهة حتى تدركه الرحمه
من يكون هذا الرجل
من أبوه ومن أمه
ما هو نسبه
ما هو لونه
كل هذا لا معنى له
ولكنه أحب الله فأحبه الله.
هذه صور رائعة رسمها رجال تاجروا مع الله
فأحبوه وبذلوا من أجله
فما ظنك بالله تعالى أن يفعل بهم
وأنتم يا أيها الدعاة إلى الله في عصر تقلبت فيه الموازين
وتنكست فيه المفاهيم
هل تكالبت عليكم الأحزاب
هل أزعجكم كثرة المتساقطين
هل أبهركم كثرة المخذلين
هل أثرت فيكم كلمات العلمانيين في صحافتهم
في جرائدهم
ومجلاتهم
في قنواتهم
وفي مواقعهم الحاسوبية
فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
هل أزعجكم صراخهم حول المرأة
هل مللتم حديثهم حول الهيئات
هل تجدون ضيقا من وصفهم اللحى والثياب القصيرة تبعا لأمر رسول الله
أحبتي انظروا مع من تتعاملون
وفي سبيل من أنتم تبذلون
إنه الله القدير
والله تعالى لن يتخلى عن أحبابه متى ما صدقوا
والله لا يضيع أجر من أحسن المحسنين .
اللهم أجعلنا من أحبابك الذين ارتضيت منهم نياتهم وأعمالهم وتكفلت بثوابها لهم
وأرحم أحبابك الصادقين في كل أرض وتحت كل سماء
اللهم وعليك بمن خاض في أعراضهم
اللهم عليك بلسانه فلا ينطق
وعليك بيديه فلا يكتب
وعليك بجسده فينشغل به أبدا عن العالمين
اللهم آمين اللهم آمين
منقول من تقني عرب