رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس فكرة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، واتهم إسرائيل بإقفال الأبواب أمام فرص السلام، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه جاد في المحادثات مع الفلسطينيين.
وأعرب الرئيس عباس -في خطاب بمهرجان إحياء الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ساحة مقر المقاطعة بمدينة رام الله- عن رفضه الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وخصوصاً التسمية الجديدة "دولة يهودية ذات طابع ديمقراطي".
وفي تلك الكلمة أكد الرئيس عباس ثوابت الفلسطينيين المتمثلة في "دولة بلا استيطان، القدس عاصمة، والعودة إلى الوطن، وتحرير الأسرى"، مؤكدا عدم توقيع أي اتفاق نهائي دون ضمان حرية جميع الأسرى.
واتهم الرئيس الفلسطيني -في المهرجان الذي حضره الآلاف- الحكومة الإسرائيلية بوضع العقبة تلو الأخرى في وجه انطلاق العملية السياسة، وبإغلاق الأبواب أمام الوصول إلى ما أجمع عليه العالم من ضرورة حل الدولتين، أي بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 67 إلى جانب دولة إسرائيل.
ورداً على الانتقادات لخطة الفلسطينيين لإعلان قيام دولة فلسطين من جانب واحد في مجلس الأمن الدولي، قال عباس "اعتبروا أن هذا عمل أحادي، وهم كل يوم يقومون بعمل أحادي، من قتل وهدم وتشريد واقتلع أشجارنا، ولا يقال عمل أحادي الجانب.. لا يزال في العالم ظلم ويجب أن نرفع صوتنا".
وفي هذه الصدد قال الرئيس الفلسطيني إن التأييد الأميركي لقيام دولة فلسطينية لم يتجاوز بعد مرحلة "الشعارات"، معبرا عن إحباطه بسبب معارضة الولايات المتحدة لفكرة نقل المساعي بشأن الدولة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
أمن إسرائيل
وفي المقابل طمأنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس بأن حاجات إسرائيل الأمنية "ستؤخذ في الاعتبار بشكل كامل" في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب يوم من المحادثات في نيويورك اتفقت فيه أيضا كلينتون مع نتنياهو على "أهمية مواصلة المفاوضات المباشرة" التي توقفت بسبب الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال قبل لقائه مع كلينتون إنه "جاد تماما بشأن المحادثات مع الفلسطينيين"، وقال "سنتحدث بشأن سبل استئناف هذه العملية ومواصلتها للتوصل إلى اتفاق تاريخي للسلام والأمن بيننا وبين الفلسطينيين".
وأعرب نتنياهو عن أمله في توسيع نطاق عملية السلام لتشمل دولا عربية أخرى كثيرة.
وجاء اجتماع الخميس بعد قرار إسرائيل المضي قدما في مشروع استيطاني جديد في منطقة بالضفة الغربية ضمتها إلى القدس قبل 43 عاما، وهو ما يثير مخاوف الفلسطينيين من أن حكومة نتنياهو ستمضي قدما في عملية الاستيطان بغض النظر عن تأثير ذلك على عملية السلام.
وقالت كلينتون في وقت سابق إن قرار إسرائيل بشأن البناء الاستيطاني له تأثير معاكس على عملية السلام، لكنها عادت لتعبر عن اعتقادها بأن نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس جادان بشأن المحادثات وملتزمان للغاية بحل
الدولتين.