بدأت المنتخبات المشاركة في كأس الخليج العشرين لكرة القدم (خليجي 20) أمس السبت في الوصول إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، في وقت عززت فيه قوات الأمن اليمنية انتشارها وشددت إجراءاتها الأمنية لإنجاح هذه البطولة الرياضية التي ستنطلق غدا الاثنين.
فقد وصلت أمس السبت البعثات الرياضية لكل من الكويت وقطر والسعودية والعراق إلى مدينة عدن للمشاركة في البطولة، التي تستضيفها محافظتا عدن وأبين في الفترة ما بين 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري و6 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومن المنتخبات التي يتوقع أن تكون وصلت أمس إلى اليمن المنتخب البحريني، حيث ذكر موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن بعثة المنتخب البحريني ستغادر إلى عدن بعد أن أعلن مدرب المنتخب البحريني لكرة القدم سلمان شريدة أمس السبت قائمة 23 لاعبا سيشاركون في البطولة.
وتغادر بعثة المنتخب الإماراتي لكرة القدم هي الأخرى إلى عدن صباح اليوم عبر مطار أبو ظبي الدولي للمشاركة في البطولة، كما يتوقع أن تصل خلال الساعات القليلة القادمة بعثة المنتخب العماني.
وفي ما يتعلق بصاحب الأرض والجمهور، فقد دعا مدير المنتخب اليمني لكرة القدم عبد الوهاب الزرقة جماهير بلاده لمؤازرة فريقهم الوطني الذي يلعب في المجموعة الأولى.
وقال الزرقة لوكالة سبأ اليمنية للأنباء قبل يومين فقط من انطلاق خليجي 20 "لاعبو المنتخب أصبحوا جاهزين لخوض المباريات الدولية الرسمية"، مضيفا أن طموح الجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي سريتشكو يوريتشيتش لتحسين أداء الفريق قد تحقق بخطوات مدروسة.
يشار إلى أن المنتخبات المشاركة في كأس الخليج، تتوزع على مجموعتين، حيث تضم المجموعة الأولى اليمن إلى جانب الكويت وقطر والسعودية، في حين تضم المجموعة الثانية كلا من العراق والإمارات والبحرين بالإضافة إلى المنتخب العماني حامل اللقب.
أجهزة الأمن اليمنية شددت من إجراءاتها تحسبا لأي تهديدات
إجراءات أمنية واستعدادا لهذا الحدث، شددت أجهزة الأمن اليمنية إجراءاتها تحسبا لأي تهديدات قد تعكر صفو هذه البطولة الرياضية.
وقال مسؤولون أمنيون إنه تم نشر ثلاثين ألفا من أفراد الأمن لضمان الهدوء في جنوب اليمن، وهي منطقة شهدت اشتباكات دموية في الشهور الماضية بين القوات الحكومية ومسلحين.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أمني أمس السبت -قبل يومين من انطلاق البطولة- إنه "لا توجد أي مخاوف أمنية حتى الآن، شددنا الإجراءات الأمنية لطمأنة أشقائنا الخليجيين بأن كل شيء آمن".
وانتشرت قوات الأمن في العشرات من نقاط التفتيش الجديدة في الشوارع الرئيسية والفنادق والملاعب الرياضية.
وتتوقع السلطات اليمنية وصول نحو 13 ألف سيارة تحمل زوارا خليجيين إلى البلاد، لكن سكانا محليين قالوا إن حركة تدفق مشجعي المنتخبات المشاركة ما زالت ضعيفة، حيث لم يروا إلا القليل من السيارات الوافدة.
ويمثل هذا الحدث تحديا كبيرا للحكومة اليمنية التي تسعى إلى إقناع جيرانها باستقرار الأوضاع وقدرتها على تنظيم مثل هذه البطولات، خاصة بعد أن هدد انفصاليون جنوبيون بتنظيم احتجاجات جماعية ضد البطولة التي يرون فيها خطة للترويج للوحدة.
وضمن هذا الإطار، وصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أول أمس الجمعة إلى أبين للوقوف على الإجراءات الأمنية التي خططت لمعظمها شركة أميركية تمت الاستعانة بها خصيصا من أجل إنجاح البطولة الخليجية.
عبد الله صالح وصل إلى أبين للوقوف على الإجراءات الأمنية المتخذة
بنية تحتية وقبيل الانطلاق الرسمي للبطولة، افتتح نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي أمس السبت عددا من الفنادق والمنشآت والقصور الإيوائية، ومشاريع أخرى في عدن مخصصة لاستقبال المنتخبات المشاركة.
وقد دشن نائب الرئيس فندق القصر الذي تم تشييده وتجهيزه على أحدث المواصفات العالمية في زمن قياسي، تماشيا مع موعد إقامة بطولة خليجي 20 وخلال فترة زمنية قدرها 14 شهرا فقط.
ويتوفر الفندق -الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 100 مليون دولار أميركي- على صالات ومطاعم ونواد صحية وحدائق ترفيهية، بالإضافة إلى خيمة عملاقة في بهوه.
كما تم افتتاح صالة استقبال كبار الزوار في مطار عدن الدولي وعدد آخر من المشاريع في المطار يصل إلى 11 مشروعا، بالإضافة إلى تدشين لمستشفى ميداني مزود بكافة اللوازم والأجهزة الطبية في ملعب 22 مايو.
يشار إلى أن كأس الخليج يستضيفها اليمن للمرة الأولى في ملعبين، أحدهما في مدينة عدن الساحلية، كان الشهر الماضي مسرحا لانفجارين أشارت أصابع الاتهام فيهما إلى جماعات متمردة تطالب بانفصال الجنوب.
أما الملعب الثاني، فقد شيد حديثا في مدينة أبين، وهي محافظة جنوبية شنت فيها القوات الحكومية مؤخرا حملة عسكرية ضد مسلحين من تنظيم القاعدة.