••منتدى عائلة ابو جزر••
كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد 0d3f404865f000
••منتدى عائلة ابو جزر••
كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد 0d3f404865f000
••منتدى عائلة ابو جزر••
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ لــســنــآ الــوحــيــدوون ولـــــكــــــننـــــــاآ الــــــمتـــــمــــــيزوون ღ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشاعر
عضو فعال
عضو فعال



المشاركات : 32
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
MMS : كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد

كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Empty
مُساهمةموضوع: كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد   كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:01 pm

فى رحاب
القــــرآن الكريــــــم


السيد إبراهيم أحمد







بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمــة

والحمد لله رب العالمين ، الذى شرفنا فجعلنا مسلمين ، ولرسوله تابعين ، وبهداه مهتدين ، ولكتابه العظيم تالين ، فما أعظمها من منة ، و ما أحسنه من فضل .
أما بعــــد :
فلقد أشارعلىَّ أخٌ ُكريم كان قد استفاد من كتاب السهل المفيد فى أحكام التجويد أن أكتب عن بعض علوم القرآن وفضائله ، لتكون مدخلاً طيباً يلج منه أولئك الذين شغلتهم المعايش والسعى على تحصيل الأقوات والأرزاق فيغترفونَ من معينه .
فشمرت عن ساعد الجد ، وكتبت هذا الكتاب الذى بين أيديكم وسميتما كتبته وجمعته وأعددته من بطون الكتب لأفرده على هذه الصفحات القليلات كان على قدرى ووسع طاقتى وليس لى منه إلا المنهج و الأسلوب و حسن الصياغة ، و تيسير ما استعسر من الألفاظ ، وما استغلق من المفاهيم راجياً الله أن يجعل هذا فى ميزان حسناتى وحسنات من يقرأه وأن ينفع به المسلمين فى كل وقتٍ وحين وأن يصلى اللهم ويسلم على سيد الأولين و الآخرين وأن يجمعنا به فى يوم الدين . وأن تجعل اللهم القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وأن تذكرنا منه ما نُّسينا وتعلمنا منه ما جهلنا , وترزقنا شرف وحسن تلاوته آناء الليل وأطراف النهار , وأجعله اللهم حجة لنا لا علينا , ويسر لنا حفظه والعلم به والعمل بما فيه , وأن نتلوه على النحو الذى يرضيك عنا واللهم صلى على محمد وآله , وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كُرَبَ السياق , إذا بلغت النفوس التراقى , و قيل من راق , وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب , ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق .
فاللهم ارحمنا , واشرح بالقرآن صدورنا واستعمل بالقرآن أبداننا , ونّور بالقرآن أبصارنا , وأطلق بالقرآن ألسنتنا , وأعِنَّا عليه , ما أبقيتنا , فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
و الله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين.....

السيد إبراهيم أحمد


















تدوين وجمع القرآن

…كُتب القرآن كله في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد مرتب , إذ كان القرآن ينزل منجماً ( متفرقاً )علي حسب الوقائع والحوادث التي تقع في عهد التشريع فتنزل الآيات مبينة لحكم الله تعالي , كما كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم كُتَّاباً يسجلون ما يبلغهم به النبي صلي الله عليه وسلم ويعرفون بأسم( كتبةالوحي ) ومن أشهرهم (الكرام الخلفاء الراشدين , معاوية بن أبي سفيان , خالد بن الوليد , أبي بن كعب , زيد بن ثابت , ثابت بن قيس ) وغيرهم من الصحابة, ويدونونه أولاً بأول , ويرشدهم صلي الله عليه وسلم علي الموضع المكتوب من سورته ويقول لهم : ضعوا هذه السورة بجانب تلك السورة , وضعوا هذه الآية في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا , وكانوا يكتبونه في العسب ( جريد النخل ) واللخاف ( الحجارة الرقاق ) والرقاع جلد أو ورق وقطع الجلد وعظام الأكتاف .
1 ) ولم يجمع القرآن في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم , لما كان يتوقع من نزول قرآن ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته , فلما أنتهي نزوله بوفاته صلي الله عليه وسلم , ألهم الله الخلفاء الراشدين جمعه وترتيبه علي الذي سيتبين لنا من خلال هذا السرد , وللعلم أن الإستدلال بسنية كتابته وكونها توقيفية ثابت من مجرد أن القرآن كتب كله في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى وإن كان إن ذاك غير مجموع ومرتب في مجلد واحد كالمصحف الذي هو عليه الآن وإلي جانب كونه مكتوباً لا تغفل أنه كان محفوظاً في صدور الصحابة حتى وإن تفاوتوا في الحفظ , فمنهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره أو بعضه .وعرضه جبريل مرتين علي الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته .
2 ) جُمِعَ القرآن في عهد سيدنا أبو بكر الصديق , فقد حدث ما حَمَّله ُعلي جمع القرآن في مصحف واحد , وهو موت كثير من حفظة القرآن من الصحابة في موقعة اليمامة , وقام زيد بن ثابت وهو من كتبة الوحي بجمعه وترتيبه , وقد راعي في كتابة الصحف أن تكون مشتملة علي ما ثبتت قرآنيته متواتراً وأستقر في العرضة الأخيرة , ولم تنسخ تلاوته , وأن تكون مرتبة الآيات والسور جميعاً , ثم وضعه في بيت أبو بكر , ولما توفي وضع في بيت عمر بن الخطاب , ولما توفاه الله أيضاً أستقرعند السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب .
3) ولما كانت غزوة أرمينية وإذربيجان في السنة الثالثة من خلافة سيدنا عثمان بن عفان , ووقع الخلاف بين القراء في وجوه القراءة , وأتهم كل منهم الأخر بالخطأ والتحريف , وحين إذ أدرك سيدنا عثمان بن عفان خطر هذا الخلاف , ووأده بوضع حد له بجمع القرآن ونسخه في مصاحف توزع علي البلدان الإسلامية وإحراق ما عداه , واختار لهذه المهمة أربعة من كبار الصحابة وهم ( زيد بن ثابت , عبد الله بن الزبير , سعيد بن العاص , عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ) وكانوا لا يكتبون شيئاً إلا بعد عرضه علي الصحابة جميعاً ويتحققوا من أنه قرآن وأستقر في العرضة الأخيرة .
… وكان المصحف علي عهد سيدنا عثمان خالياً من النقط والشكل , وأستمر هكذا حتى إنتشرت الفتوحات الإسلامية وأختلط العرب بالأعاجم , والأعاجم يعسر عليهم النطق بكلمات القرآن لأنها مجردة من النقط والشكل , فأخترع أبو الأسود الدؤلي بأمر من زياد بن أبيه النقط فبدأ بإعراب القرآن بوضع نقط بمداد يخالف مداد المصحف , إذ جعل للفتحة نقطة فوق الحرف , وللضمه نقطة إلي جانب الحرف , وللكسرة نقطع أسفل الحرف , والمنون نقطتين متجاورتين , وأستمرت التحسينات تدخل عليه حتى أصبح علي هذه الصورة , ولكن لم تكن نقط الإعجام التي فوق الحرف وتحته قد عرفت بعد .
4 ) نقط الإعجام التي تميز بين الحروف وضعها العالمين نصر بن عاصم , يحي بن معمر وكان لون النقط يماثل لون كتابة حروف المصحف لأنها أصبحت من جنس الحرف بعكس نقط الإعراب للدؤلي .
5 ) ثم ظهر الخليل بن احمد البصري فأخذ نقط أبي الأسود الدؤلي وجعل يطور فيها إذ جعل الضمة واو صغيرة تكتب فوق الحرف والفتحة ألفاً صغيرة فوق الحرف , والكسرة ياء صغيرة تحت الحرف , والشدة وضع لها علامة ( رأس الشين ) وللسكون علامة رأس الخاء وعلامة للمد وعلامة للروم , والروم هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد ويكون في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور , وعلامة للإشمام والإشمام هو إطباق الشفتين بقدرالإمكان ويدع القارئ بينهما إنفراج ليخرج النْفَّس بغير صوت , وذلك إشارة للحركة التي ختمت بها الكلمة , ولا يكون إلا في المرفوع والمضموم 000000 ولم تنتهِ التحسينات التي تدخل علي شكل القرآن ، وجزى الله المهندس السوري صبحى طه الذى أصدر المصحف المجود الذى يسر القراءة بالتجويد لكل مسلم بطريقة ٍ سهلة ومبتكرة بأن لون الحروف بعدة ألوان وأعطى كل لون دلالة يعرف بها القارئ الحكم سواء كان إخفاء أو إدغاماً أو إظهاراً وهكذا , وقد أصبحت متداولة الآن , ولكن هذا لم يمس الرسم الإملائى للقرآن الكريم لأن متبعة بإتفاق الأئمة الأربعة , ولهذا يجب العلم أن رسم المصحف العثماني يجب إتباعه لكونه أمراً توقيفياً.
6) ولم يعرف تقسيم بهذا الشكل الذي بين أيدينا في الصدر الأول من الإسلام من أجزاء وأحزاب وأرباع , بل كان كتاب المصحف في عصرهم يضعون ثلاث نقط عند أخر كل فاصله من فواصل الآيات لكي يعلم بها إنتهاء الآية , ويضعون لفظ خمس عند إنتهاء عشر آيات , ويكرروا , وكان بعضهم يضع إسم السورة ويذكرونها مكية أم مدنية , ثم قامت طائفة من العلماء فقسمت القرآن إلي أجزاء , وكل جزء قسموه إلي حزبين , وكل حزب قسموه إلي أربعة أقسام , وكل قسم سموه ربعاً , وكل ربع قسموه إلي عشرين , وهذا ما ساهم في ترغيب القارئ للإستزادة ، ويُسر في الحفظ .






لمحات عن كتبة وحي القرآن


أردت هنا وقفة إطمئنان لك – أخي وأختي المسلمة – عن كتبة القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقياً من فمه الشريف ,وممن شارك في جمعه في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه , وأخترت مبتدئاً بالصحابي الجليل :
(1) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد , وكنيته ( أبا المنذر ) , شهد العقبة مع السبعين , والمشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم , وكان من كتبة الوحي كما ذكرنا, وهو أحد الذين حفظوا القرآن كله علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم , وليس ذلك فحسب بل كان أيضاً أحد الذين يُفتون على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم , تخيل وتأمل يفتي ورسول الله قائماً , ثم أكثر من ذلك … وإقرأ هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في فضائل أُبيّ , وأخرجه مسلم في فضائل القرآن :
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بن كعب :" إن الله – عز وجل – أمرني أن أقرأ عليك ( لم يَكُنِ الَّذينَ كفروُا ) أول سورة البينة , قال وسمَّاني لك ؟ قال: نعم ، فبكي .
والحديث الذي رواه الترمذي عن أبي بن كعب قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إني أمرت أن أعرض عليك القرآن: فقال : بالله آمنتُ , وعلي يديك أسلمت , ومنك تعلمت قال: فرد النبي صلي الله عليه وسلم القول فقال: يا رسول الله وذُكرتُ هناك ؟ قال : نعم بإسمك ونسبك في الملأ الأعلى قال: فاقرأ إذًا يا رسول الله .
…هو من كان يختم القرآن في كل ثماني ليالي , ويقول سيدنا عمر بن الخطاب عن أبي بن كعب :-"هذا سيد المسلمين " … فرحمة الله علي سيدنا أبي بن كعب .
(2) زيد بن ثابت بن الضحاك : كتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم , وأمره أبو بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن , وأمره عثمان فكتب المصحف وأبي بن كعب يملي عليه , فإنه لما كان يوم اليمامة وقد كان يوم قتل فيه كثير من القراء وتهيب أبو بكر أن يذهب كثيراً من القرآن فأشار سيدنا عمر إلي سيدنا أبو بكر بجمع القرآن , وتهيب أبو بكر متعللاً بأن هذا الأمر لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم فطمأنه عمر بأن فيه خير فأرسل أبو بكر لزيد بن ثابت وعرضا عليه الأمر وقال أبو بكر لزيد: فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله عز وجل لذلك صدري ورأيت الذي رأي عمر ( أي جمع القرآن ) وإنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك , كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم فتًتَّبع القرآن فاجمعْه .
فيقول زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ولقد شهد لزيد رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أرحم أمتي أبو بكر , وأشدها في دين الله – عز وجل – عمر , وأصدقها حياء عثمان , وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت "

















مراحل تنزيل القرآن


1 ) التنزيل الأول : صدور القرآن من الذات الإلهية إلفي اللوح المحفوظ :
وذلك أمر غيبي أزلي بطريقته وفي وقت لا يعلمه إلا الله , وكان جملة واحدة لا مفرقاً , فوجب الإيمان به مع تفويض علم كيفيته إلي الله عز وجل .
2) التنزيل الثاني : من اللوح المحفوظ إلي بيت العزة في السماء الدنيا :
والدليل علي ذلك ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين ) و ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ويفهم من الآيات أنه أنزل في ليلة واحدة وقد جاءت الآيات والأخبار الصحيحة معينة لمكان هذا النزول وأنه بيت العزة من السماء الدنيا , وأن جبريل كان ينزل به على النبي صلي الله عليه وسلم .
3 ) التنزيل الثالث : نزول القرآن علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم :
نزل به الوحي الأمين , وكان ينزل مفرقاً حسب الحوادث والأحوال حسب مشيئة الله فيوحي به إلي النبي صلي الله عليه وسلم , حيث كان الله تعالي يجمعه له في صدره وينطقه علي لسانه صلي الله عليه وسلم وقد دام هذا التنزيل ثلاثة وعشرون سنة , حيث أبتدأ الوحي بالآيات الأولي وأنتهي بأخر ما نزل من القرآن قبل وفاته صلي الله عليه وسلم .
وكان أول ما نزل من القرآن علي وجه الإطلاق الخمس آيات الأولي من سورة العلق ثم فتر الوحي ثم نزلت الخمس آيات الأولي من سورة المدثر , وهناك آيات يقال فيها أول ما نزل , والمراد ما نزل بإعتبار شئ معين فتكون أولية مقيدة .







فوائد معرفة أسباب النزول في القرآن


أ – معرفة سبب النزول يعين علي فهم الآية , وفهم معاني القرآن وإزالة الإشكال , فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب .
ب – معرفة وجه الحكمة الباعثة علي تشريع الحكم .
ج - تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب .
د – إن اللفظ قد يكون عاماً ويقوم الدليل علي تخصيصه , فإذا عُرِفَ السبب قصر التخصيص علي ما عدا صورته .
هـ – معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها .
و – الجهل بأسباب التنزيل موقع للشبه والإشكالات , ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الإختلاف وذلك مظنة أي نزاع .
والطريقة والوحيدة لمعرفة أسباب النزول هو النقل الصحيح , ومن أراد المزيد فعليه بقراءة كتاب ( أسباب النزول ) لأبي الحسين علي الواحدي النيسابوري , فإن هذا للإشارة – أى ما أكتبه – حتي يعرف المسلم كم أجهد العلماء أبدانهم وعقولهم في تقصي علوم القرآن فلا يستهين , وبالله نستعين ونكمل .







لماذا نزل القرآن مفرقاً ؟



1- تثبيت قلب النبي صلي الله عليه وسلم علي ما يلاقيه من أذي وجحود من المشركين .
2- التحدي والإعجاز لأهل قريش في أسئلتهم التعجيزية , وجواب الله الذي يأتي بالحق .
3- مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها .
4- التدرج في تشريع الأحكام .
5- تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه .
6- تيسير حفظه وفهمه حيث كانوا يحفظونه خمساً خمساً .
7- الدلالة القاطعة علي أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد , وهو أن هذا القرآن الذي نزل منجماً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في أكثر من عشرين سنه تتنزل الآيات بل الآية علي فترات من الزمن يقرؤه الإنسان ويتلو سورة فيجده محكم النسج , مترابط المعاني , رصين الأسلوب , متناسق الآيات والسور , كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل في كلام البشر , إذ لو كان كلاماً بشري قيل في مناسبات متعددة , ووقائع متتالية , وأحداث متعاقبه ,لوقع فيه التفكك والإنفصام , وأستعصيأن يكون بينه التوافق والإنسجام : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً )







المكي والمدني في القرآن


ما الذي يقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية ؟
… للعلماء ثلاثة أقوال أو إصطلاحات في التعريف فمنهم من أتخذ المكان أساساً , ومنهم من اتخذ الخطاب والمخاطبين به أساساً , مثل إذا قيل يا أيها الناس فهو مكي , وإذا قيل يا أيها الذين آمنوا فهو مدني , غير أنهم إجتمعوا علي التعريف الثالث وهو : ما أتخذ الزمان أساساً فقالوا : أن المكى هو كل ما نزل قبل هجرة النبي صلي الله عليه وسلم حتي ولو كان شئ منه نزل خارج مكة , والمدني هو كل ما نزل بعد هجرته صلي الله عليه وسلم إلي المدينة حتى ولو كان نزوله خارجها بل حتي ولو كان نزوله في مكة ذاتها كالذي نزل بعرفة يوم حجة الوداع , وهذا هو الإصطلاح المشهور وهو الأصح لأنه أتي ضابطاً وحاصراً وهو ما كان يقصده الصحابة أيضا لأنهم عدوا التوبة والفتح والمنافقون قرآن مدني , ومعلوم أن التوبة لم تنزل كلها بالمدينة بل كثيراً منها نزل والرسول صلي الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك , وسورة الفتح نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو في طريق عودته من صلح الحديبية , وكذلك نزلت سورة المنافقون وكان صلي الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق وهذا ما قال به ابن عطية , والحافظ بن كثير , والعلامة البقاعي , والزركشي والسيوطي .
… ولا سبيل إلي معرفة المكي والمدني إلا بما ورد عن الصحابة والتابعين , فقد كان القرآن ينزل في زمانهم وهم يشاهدون الوحي والتنزيل والمكان والزمان وأسباب النزول عياناً , وليس بعد العيان بيان , وهذا ما كان يقصده سيدنا عبد الله بن مسعود حين يقول :
( والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت , ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت , ولو أعلم أن أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه )
… والعلم بالمكي والمدني وإن لم يكن منصوصاً عليه توقيفاً ولا مطلوباً في تحصيله بنص فإنه من بين علوم القرآن اللازمة لبيانه وتفسيره والوقوف علي مقاصده , لكن الزركشى يسوق كلاماً في لزوم معرفته فيقول " من أشرف علوم القرآن , نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة وحكمه مدني …إلي قوله هذه خمس وعشرون وجهاً من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالي ) .
… وقد أختلف العلماء في بيان المكي من المدني علي أقوال كثيرة , وأما أقرب ما قيل في تعداد السور المكية والمدنية إلي الصحة أن المدني عشرون سورة , والمختلف فيه إثنتا عشر سورة وما عدا ذلك مكي وهي إثنتان وثمانون سورة , وذكروا علي أقوال أخري مشتهرة بين المسلمين أن عدد السور المكية 85 والسور المدنية 29 سورة .
… وهناك أنواع تتعلق بالمكي والمدني مثل : الحضري والسفري , والليلي والنهاري ,والصيفي والشتائي وغيرها من الأنواع التي ذكرها أهل العلم, وقد أفاض السيوطي في الإتقان , والزركشي في البرهان , والزرقاني في مناهل العرفان , ونذكر منها ما تيسر في عجالة كي يتبين للمسلم المعاصر مدي الجهد الذي بذله سادتنا العلماء في تحري وقت نزول السور بل الآيات ومكانها وحالها:
* الصلة الأولي Sad الحضري والسفري ) :
وأكثر القرآن نزل في الحضر , وكانت حياة الرسول صلي الله عليه وسلم عامرة بالجهاد والغزو في سبيل الله حيث يتنزل عليه الوحي في مسيره وأسفاره ومن أمثلة ما نزل في السفر : النساء : 102 , المائدة : 3 , التوبة : 42 وما بعدها , الفتح كلها .
* الصلة الثانية : ( النهاري والليـــــــلي ):
نزل أكثر القرآن نهاراً , وأما الليلي فمن أمثلته : آل عمران : 190 , التوبة : 118 سورة مريم كلها .
* الصلة الثالثة : ( الصيفي والشــــتائي ):
- ومرادهم بالصيف أيام الحر , وبالشتاء أيام البرد .
- ومن أمثلة الصيفي : النساء : 176 , التوبة : 42 / 49 / 81 .
- ومن أمثلة الشتائي : النور : 11 , الأحزاب :9 وما بعدها .
وباقي الصلات مخافة الإطالة مثل ( ما تأخر حكمه عن نزوله , وما تأخر نزوله عن حكمه , وما حمل من مكة إلي المدينة وغيرها , وما نزل مفرقاً وما نزل مجمعاً ) , ومن سابق ما قلناه فأن أكثر القرآن نزل مفرقاً , أما ما نزل مجمعاً :- في السور القصار ( الفاتحة , الكوثر , تبت , البينه , النصر , المعوذتان ) , وفي السور الطوال : ( الأنعام ) وهي من المُشَّيع من القرآن أي ما نزلت محفوفة بالملائكة .



















خصائص القرآن المكي والمدني

أ – خصائص القرآن المـــــــــــــــكي :

أولاً : الخصائص الأسلوبية :

1- قصر أكثر آياته وسوره وذلك لنزوله بمكة وبلاغة أهلها تتسق مع الموجز من العبارة.
2- يكثر فيه أسلوب التأكيد ترسيخاً للمعاني كالإكثار من القسم والأمثال والتشبيه .
3- كل سورة فيها لفظ ( كلا ) مكية وقد ذكر هذا اللفظ 33 مرة في خمس عشر سورة كلها في النصف الأخير من القرآن .
4- كل سورة أولها حروف التهجي ( الحروف المقطعة ) فهي مكية , ما عدا البقرة وآل عمران فإنهما مدنيتان بالإجماع , وفي الرعد خلاف .

ثانياً : الخصائص الموضوعية :

1- تقرير أسس العقيدة ودعوة الناس إلي توحيد الله وإفراده بالعبادة وبالبعث بعد الموت.
2- إقامة الحجة علي المشركين في بطلان عبادة الأصنام , ودعوتهم لإستعمال العقل ونبذ التقليد .
3- ذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة .
4- الدعوة إلي أصول التشريعات العامة والآداب والفضائل الثابتة كالكليات الخمس وهي ( حفظ : الدين / النفس / المال / العقل / النسب ) , وهي ما تتفق عليه جميع الشرائع



ب – خصائص القرآن المدنـــــــــــي:

أولاً : الخصائص الأسلوبية

1 – طول أكثر آياته وسوره لإشتمالها علي ما سبق وما أقتضاه البسط وإطالة النفس , فلم يكن أهل المدينة في درجة أهل مكة من البلاغة والفصاحة وخاصة اليهود .
2– التعامل بالأسلوب الهادئ والحجة الباهرة عندما يتعرض لأهل الكتاب , والأسلوب التهكمي عندما يتعرض للمنافقين وفضح نواياهم الخبيثة .
ثانياً : الخصائص الموضوعية :

1- التحدث عن التشريعات التفصيلية والأحكام العملية في العبادات والمعاملات وذلك لأن حياة المسلمين كانت قد إستقرت وأصبح لها كيان ودوله وسلطان , ومن شأن الجماعة المترابطة أن يكون لها تشريع يتكفل بما تحتاجه في دينها ودنياها .
2- الأمر بالقتال والجهاد والتعليق علي الغزوات , والغنائم , والأسري , والمنافقين , فكل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان بأحكام الجهاد فهي مدنية , وكل سورة فيها ذكر للمنافقين فهي مدنية, ما عدا العنكبوت فهي مكية, ما عدا الإحدي عشر آية الأولي منها فإنها مدنية وهي التي ذكر فيها المنافقون .
3- البحث في شئون الحكم والشوري وضرورة الرجوع فيهما إلي الكتاب والسنة .
4- مجادلة أهل الكتاب وبيان ضلال عقائدهم .
تنبيه : أن بعض الخصائص السابقة خصائص غالبية كالضوابط , إذ لا يعنى حينما قال : أن القسم المكي إمتاز بتقرير أسس العقيدة فلا يعني ذلك أن القسم المدني يخلو من الحديث عن العقيدة , وإنما تعني هذه الخاصية أنها في القسم المكي أوسع منها في المدني .


فوائد معرفة المكي والمدني من القرآن

أولاً : تمييز الناسخ من المنسوخ :

كثير ما يسمع المسلم في المساجد أو في التلفاز كلمة أنه ناسخ أو هذه منسوخة , وتدور داخله تساؤلات قلما يبوح بها فيقبلها علي مضض لاغياً عقله ويحيلها لقلبه لكيلا يضل أو يشقي .
…والنســـــــخ : هو إبطال العمل بالحكم الشرعي بدليل أتي بعده لاحقاً فدل علي إبطاله صراحة أو ضمناً, جزئياً أم كلياً , بمعني أوضح أنه إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضع واحد وكان الحكم في إحدي هاتين الآيتين أو الآيات مخالفاً للحكم في غيرها ثم عرف أن بعضها مدني وبعضها مكي فإننا نحكم بأن المدني منها ناسخ للمكي نظراً إلي تأخر المدني عن المكي .
…حكمة النسخ : تحقيق مصالح العباد , لأن الحكم قد يشرع لتحقيق مصالح إقتضتها أسباب فلما زالت هذه الأسباب فلا مصلحة في بقاء الحكم , مثل ما حدث في تحريم الخمر وما أقتضاه التشريع من تدرج وتعديل وتبديل حتي تهيئ المجتمع لذلك فأمر بتحريمها .
…والنسخ أنواع نذكره في عجاله ومن أراد المزيد فعليه بالإطلاع علي كتب أصول الفقه :
1 – النسخ الصريح : أن ينص الشارع صراحة في التشريع اللاحق علي إبطال التشريع السابق , ومثال ذلك قوله تعالي : ( يا أيها النبي حرض المؤمنين علي القتال إن يكن منكم ........... الآية ) وقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الحياة الآخرة )
2 – النسخ الضمني : لا ينص فيه الشارع صراحة , ولكن يشرع حكماً معارضاً حكمه السابق , ولا يمكن التوفيق بين الحكمين إلا بإلغاء إحداهما , فيعتبر اللاحق ناسخاً للسابق ضمناً . وهذا النسخ الضمني هو الكثير في التشريع الإلهي , مثل قوله تعالي : ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف ) يدل ذلك علي أن المالك إذا حضرته الوفاة عليه أن يوصي لوالديه وأقاربه من تركته بالمعروف , وقوله تعالي في أية التوريث : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .......... الآية ) يدل علي أن الله قسم تركة كل مالك بين ورثته حسبما اقتضت حكمته , ولم يعد التقسيم حقاً للمورث نفسه وهذا الحكم يعارض الأول , فهو ناسخٌ له علي رأى الجمهور , ولذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم بعد ما نزلت آية المواريث :" إن الله أعطى لكل ذى حق حقه , فلا وصية لوارث " .
3 - النسخ الكلي : أن يبطل الشارع حكماً شرعه من قبل إبطالاً كلياً بالنسبة إلي كل فرد من أفراد المكلفين , كما أبطل إيجاب الوصية للوالدين والأقربين بتشريع أحكام التوريث ومنع الوصية للوارث , وكما أبطل إعتداد المتوفي عنها زوجها حولاً بإعتدادها أربعة أشهر وعشراً .
4 – النسخ الجزئي : أن يشرع الحكم عاماً شاملاً كل فرد من أفراد المكلفين ثم يلغي هذا الحكم بالنسبة لبعض الأفراد , فهو لا يبطل العمل بالحكم الأول أصلاً , ولكن يبطله بالنسبة لبعض الأفراد أو بعض الحالات , مثال ذلك بقوله تعالي : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا .........الآية ) يدل علي أن قاذف المحصنة الذي لم يقم ببينة علي ما قذف فأجلدوهم ثمانين جلدة , سواء كان زوجها أم غيرة , وقوله تعالي : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء........ الآية ) يدل علي أن القاذف إذا كان الزوج لا يجلد بل يتلاعن وزوجته ... فالنص الثاني نسخ حكم جلد القذف بالنسبة إلي الأزواج فقط , والأصوليين لا يعتبرون هذا نسخاً بقدر ما يعتبرونه تخصيص العام أو تقييد المطلق بمعني إخراج بعض أفراد العام من حكمه فهو إستثناء وليس نسخاً .
- ويجب العلم أنه لا نسخ لحكم شرعي في القرآن أو في السنة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم , والأحكام الشرعية وإن كانت شُّرعت تدريجياً علي مدي إثنين وعشرون سنة وشهور , ولكن بعد وفاة الرسول وإستقرار التشريع ,صارت في حق المسلمين قانوناً واحداً , فالخاص منه بيان للعام , والمقيد بيان للمطلق , من غير نظر إلي أن هذه الآية بعد هذه الآية في التلاوة , أو في سورة بعد السورة التي فيها الآية , إلا ما نص عليه من ناسخ ومنسوخ .
ثانياً :الإستعانة به في تفسير القرآن الكريم بالنسبة للعلماء مفسري القرآن الكريم :
وأضيف وأيضاً بالنسبة لعامة المسلمين فلو قرأ مُسلماً سورة الكافرون وبالتحديد في قوله تعالي ( لكم دينكم ولي دين ) ولم يكن يعلم أن هذه الآية مكية من حيث زمن النزول فإنه سيحار ولا شك إذاً أنه سيفهم منها إننا غير مُكلفَينْ بالجهاد , وهذا كان بالنسبة لمرحلة ولا تقف هذه دليلاً , بينما جاءت آيات الجهاد الكثيرة في المدينة .

ثالثاً : التبصر بالمراحل التاريخية التي سار عليها تشريعنا السامي :
وهو التدرج في التشريع بتقديم الأصول علي الفروع والإجمال علي التفصيل .
رابعاً : يُساعدنا معرفة المكي والمدني علي إستخراج سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
خامساً : بيان عناية المسلمين بالقرآن الكريم واهتمامهم به :
وهذا ما تبيناه من أنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني فقط بل وتتبع أماكن نزوله ونحو ما أوردناه سابقاً .
سادساً : معرفة أسباب النزول : وذكرناها سابقاً .
سابعاً : الثقة بهذا القرآن ووصوله لنا سالماً من التغيير والتحريف .









إعجـــــاز القرآن

… القرآن حجة الله علي خلقه , وأحكامه قانون واجب الإتباع , وأما البرهان علي أنه من عند الله فهو إعجازه للناس أن يأتوا بمثله وقد تمثل الإعجاز في الأتي :
1- إتساق عبارات القرآن ومعانيه وأحكامه ونظرياته , فبالرغم من أن عدد آياته تزيد عن الستة آلاف لا تجد في عباراته إختلافاً بين بعضها وبعض , ولا تجد أسلوب آية أبلغ من أسلوب آية اخري , وكل لفظ في موضعه الذي ينبغي له أن يكون , كما لا تجد معني يعارض معني أو حكم يناقض حكم , أو مبدأ يهدم مبدأ .
2- إنطباق آياته علي ما يكتشفه العلم من نظريات علمية : وإن كان هذا الإعجاز ليس من مقاصده الأصلية , ولكن في مقام الإستدلال علي وجود الله ووحدانيته .
3- إخباره بوقائع لا يعلمها إلا علام الغيوب : أول سورة الروم مثلاً .
4- فصاحة ألفاظه وبلاغة عباراته وقوة تأثيره : وشهد بذلك الوليد بن المغيرة ألد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم .











أحكام القــــــرآن

…أنواع الأحكام التي جاء بها القرآن الكريم ثلاثة :
1- أحكام إعتقادية : تتعلق بما يجب علي المكلف إعتقاده في الله وملائكته وكتبه ورسله .
2- أحكام خلقيـــة : تتعلق بما يجب علي المكلف أن يتحلي به من الفضائل وأن يتخلي عنه من الرزائل .
3- أحكام عمليــة : تتعلق بما يصدر من المكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات .
…وهذا النوع يسمونه ( فقه القرآن ) ,وهذه الأحكام تنقسم إلي قسمين :-
أحكام عبادات , وأحكام معاملات , فأما الأولي فهي تشمل الصوم والصلاة والزكاة والحج ونحوها من العبادات التي يقصد بها تنظيم علاقة العبد بربه وهي تأتي تفصيلية كشأن آيات الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية والمواريث لأنها ( تعبدية ) لا مجال للعقل فيها ولا تتطور مع تطور البيئات , أما فيما عدا هذا فهي قواعد عامة وتسمي أحكام المعاملات وهي أيضاً مبادئ أساسية لم يتعرض لها المشرع في النادر لأن الأحكام تتطور بتطور البيئات والمصالح , فتركها لولاة الأمر في كل عصر في سعة أن يفصلوا قوانينهم فيها حسب مصالحهم في حدود أسس القرآن من غير إصطدام .








آيـــــــــــات القرآن

الآية فى الاصطلاح : طائفة ذات مطلع ومقطع مندرجة فى سورة من سور القرآن و هى لغوياً معجزة , وعلامة , وعبرة ,وأم عجيب ,وبرهان و دليل , فهى معجزة و لو بإعتبار انضمام غيرها إليها وعلامة على صدق ما جاء بها عليه الصلاة و السلام , و عبرة لمن أراد أن يعتبر و من الأمور العجيبة لمكانها من السمو و الإعجاز و برهان ودليل على ما تضمنته من هداية وعلم وقدرة الله وعلمه وحكمته و صدق رسوله وتسمية هذه الأجزاء بالآيات من مبتكرات القرآن قال تعالى ( كتاباً أُحكمت آياته ) وآيات القرآن تختلف طولاً وقصرًا فأقصرها قوله تعالى: ( طه ) ثم مثيلاتها مما كان على كلمه واحدة , ثم تتدرج الى أطول آية فى القرآن و هى آية الدين ( البقرة 282) و معرفة الآيات تتوقف على التوقيف Sad و معناه : هو ما أتى به الشرع , ولم يكن لأحد الحق فى الزيادة عليه أو النقصان منه و لا مجال للرأى فيه و لا مجال للقياس فيه ) والعلماء عدوا ( المص ) ( الاعراف : 1 ) آية ولم يعد نظيرها وهو ( المر ) الرعد :1 آية، وعدوا ( يس ) يس :1 آية , ولم يعدوا نظيرها و هو ( طس) النمل :1 آية، وعدوا ( حم (1) عسق ) الشورى 1:2 آيتين , ولم يعدوا( كهيعص ) مريم :1 آيتين بل آية واحدة , فلو كان الأمر مبنياً على القياس لكان حكم المثلين فيما ذكر واحداً ولم يكن مختلفاً وقال الزمخشرى : " الآيات علم توقيفى " وكذلك ترتيب الآيات بعضها عقب بعض فهو أيضا بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحى , وربما نزلت عدة آيات متتابعة أو سورة ووضع البسملة أوائلها وترتيبها توقيفى بلا شك ولا خلاف فيه ولهذا لا يجوز تعكيسها , و قال مكى وغيره " ترتيب الآيات فى السور هو من النبى صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك فى أول براءة تركت بلا بسملة " و قال القاضى أبو بكر: " ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم, فقد كان الرسول يقول : ضعوا كذا فى موضع كذا وقال البيهقى فى كتاب فضائل القرآن : ووقف عثمان فى جمع القرآن عند موضع كل آية من سورتها فى القران , و كانت منسوخة الحكم لا يغيرها , وهذا يدل على أن كتابتها بهذا الترتيب توقيفية , فالآية: 234 من سورة البقرة ناسخة و متقدمة على الآية المنسوخة فى نفس السورة الآية :240 , وقال عثمان لإبن الزبير عندما سأله لما لا يدع الآيات المنسوخة : " يابن أخي , لا أغير شيئا من مكانه " أخرجه البخارى .
قال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها كان بالوحى , و قد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما اجمع الصحابة على وضعه هكذا فى المصحف ,.... ثم أنه من المجمع عليه أن ترتيب الآيات ليس بحسب نزولها , فقد تنزل الآية بعد الآية بسنتين و تكون فى ترتيب قبلها وليس أدل على هذا تقدم الآيات الناسخة على المنسوخة كما ذكرنا , وكذلك فان ترتيبه على حسب النزول غير مستطاع ٍلأحدٍ من البشر لأن الله لم يرد أن يكون تأليفه كتابه المعجز على حسب النزول , و إنما إقتضت حكمته أن يكون على حسب المناسبات البلاغية وأسرار الإعجاز .
وقال مكى بن ابى طالب القيسى :" الذى نذهب إليه أن جميع القرآن الذى أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه , ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذى بين الدفتين , والذى حواه مصحف عثمان , وأنه لم ينقص فيه شئ ولا زيد فيه , وإن ترتيبه ونظمه على ما نظمه الله ورتبه عليه رسوله من آى السور , لم يقدم من ذلك مؤخِر , ولا أخر منه و قدم وأن الأمة ضبطت عن النبى صلى الله عليه وسلم ترتيب آيات كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها , كما ضبطت عنه نفس القراءة وذات التلاوة "
وصدق الله العظيم " كتابٌ أحكمت آياتهُ ثم فصلت " [ هود :1 ]









دلالة الآيات القطعية أو الظنية في القرآن


أ – من جهة الورود : نصوص القرآن جميعها قطعية من جهة ورودها وثبوتها ونقلها عن الرسول إلينا , ومعني قطعية :أي نجزم ونقطع بأن كل نص نتلوه من نصوص القرآن الكريم هو نفسه النص الذي أنزله الله علي رسوله وبلغه المعصوم إلي الأمة من غير تحريف ولا تبديل ( بنفس المسار التاريخي الذي حكيناه في أوائل هذه الصفحات )
ب – نص ظني الدلالة : هو ما دل علي معني ولكن محتمل أن يؤول ويصرف عن هذا المعني ويراد منه معني غيره كقوله تعالي ( والمطلقاتِ يتربصن بأنفسهم ثلاثة قرؤ ) فلفظ القرؤ في اللغة العربية مشترك بين معنيين يتربصن بأنفسهن ثلاثة قرؤ , فيحتمل أن يكون ثلاثة أطهار, ويحتمل أن يراد ثلاثة حيضات فهو ليس قطعي الدلالة علي معني واحد من المعنيين ولهذا أختلف المجتهدون في هذا , ومثل قوله (حرمت عليكم الميتة والدم ) فلفظ الميتة عام والنص يحتمل الدلالة علي تحريم كل ميتة , ويحتمل أن يخصص التحريم بما عدا ميتة البحر, فالنص الذي فيه نص مشترك أو لفظ عام أو لفظ مطلق أو نحو هذا يكون ظني الدلالة .








منزلة الحديث النبوي بالنسبة للقرآن

…منزله الحديث النبوى من ناحية الإحتجاج به في المرتبة الثانية بعد القرآن , فهو المصدر الثاني من مصادر التشريع , لأن القرآن الكريم قطعي الثبوت , وأما الحديث فهو ظني الثبوت , والقطعي من دون شك مقدم علي الظني , ثم أن الحديث بيان للقرآن , والبيان تابع للمبين فيكون المبين أولي بالتقدم .
أولاً : إذا كان الحديث مقرراً ومؤكداً لحكم ورد في القرآن كان للحكم مصدران ودليلان مثل : إقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت والنهي عن الشرك , وشهادة الزور , وقتل النفس بغير حق .
ثانياً : إن بيان الحديث ( السنة النبوية ) للقرآن له ثلاثة أوجه :
1 – أن يبين الحديث مجمل القرأن:
كالأحاديث التي فصلت كيفية إقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة وحج البيت, وصحيح البيع وفاسده , وأنواع الربا , والفجر الصادق في آية الصيام .
2 - أن يخصص الحديث عام القرآن : مثل : قوله عليه الصلاة والسلام "لا تُنكح المرأة علي عمتها ولا علي خالتها ولا علي إبنة أخيها ولا علي إبنة أختها " فإنه مخصص لقوله تعالي بعد ذكر المحرمات من النساء " وأحل لكم ما وراء ذلكم " .
3- أن يقيد الحديث مجمل القرآن أو يعين المراد منه عند الإحتمال:
مثل بيان الرسول صلي الله عليه وسلم موضع قطع يد السارق من الرسغ فهو مقيد لإطلاق الآية : { والسارق والسارقة فإقطعوا أيديهما }
ثالثاً : قد يستدل بالحديث علي ناسخ القرآن ومنسوخه :
مثل الحديث { لا وصيةَ لوارث }فإنه يستدل به علي قوله تعالي : { كُتبَ عَليكُمْ إذا حضرَ أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف , حقاً علي المتقين } منسوخ بآيات المواريث التي أعطي الله فيها كل ذي حق حقه , وذهب جمهور الأصوليين إلي أن الحديث قد يأتي بنفسه ناسخاً للقرآن فحديث لا وصية لوارث , ناسخ آية الوصية للوارث المتقدمة , وليس الناسخ هو آية المواريث , إذ لا تنافي بينهما وبين آية الوصية للأقربين , فإن الأولي في ثلثي المال , والوصية تنفذ عن الثلث .
رابعاً : أن يكون الحديث مثبتاً ومنشئاً حكماً جديداً سكت عنه القرآن :-
فيكون الحكم الشرعي ثابتاً أصالة بالسنة ولا يدل عليه نص من القرآن , مثل : رجم الزاني المحصن , الحكم بشاهد ويمين , تحريم لبس الذهب والحرير الطبيعي علي الرجال , وصدقة الفطر, ووجوب الدية علي عصبة القاتل في القتيل الخطأ , وتحريم لحوم الحمر الأهلية , وكل ذي ناب من السباع , وكل ذي مخلب من الطير , ووجوب فكاك الأسير .
… قرن الله تبارك وتعالي بين القرآن والسنة في آيات عديدة في كتابه العزيز , وسمي السنة النبوية بالحكمة ليشير إلي أن القرآن لا يمكن فهمه ولا تطبيقه إلا بطريقة السنة , فكيف ينكر من أنكر السنة واكتفى بالقرآن , إن هذا هو الضلال بعينه , فمن أنكر السنة فقد أنكر القرآن , ومن كذَّبَ السنة فقد كذَّب َالقرآن , والغرض من هذه الدعوة الخبيثة (إنكار السنة ) هو هدم المصدر الثاني من مصادر التشريع حتى لا يمكن فهم القرآن , ولا العمل بالقرآن , وبالتالي هجر وهدم القرآن , وهذا بعون الله لن يكون (وإنا له لحافظون











الفتـــــوى فى القرآن

...بين الله فى كتابه الكريم لعباده المؤمنين الأحكام التى علم أن فيها سعادتهم فى الدنيا والآخرة , وصلاحهم أفراداً وجماعات , وكان للقرآن فى بيان تلك الأحكام طريقان :
1- الطريق الذى لم يسبق بسؤال :
أ – وهو إما عن توجيه الأوامر و النواهى الى المؤمنين توجيها مبتدأ غير مسبوق بسؤال سائل : وهو أن يناديهم أولاً بوصف الأيمان فيهديهم للأستماع , ويحفزهم للعمل ويرشدهم الى أن تلك الأحكام من مقتضيات الإيمان مثل " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى " البقرة 178 , ومثل " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " 183: البقرة , وهذا المسلك هو الأصل والغالب , وقد يقع التمهيد بنداء النبى صلى الله عليه وسلم ويكون الحكم للجميع " ياأيها النبى إذا طلقتم النساء " الطلاق :1
ب – أما أن يذكر الحكم أمراً ونهياً مجردا من النداء المذكور مثل " ولا تجعلوا لله عرضة لأيمانكم " البقرة :224 , ومثل " لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم " البقرة 226, وهكذا الى أخر ما فى القرآن من الآيات الأحكامية التى لم يمهد فيها بنداء المؤمنين
2- الطريق المسبوق بســــــؤال : -
.... وهذا يكون بياناً لشأن لم يسبق فيه بيان واحتاج الناس الى معرفة حكم الله فسألوا عنه أو بيانا بشأن نزل فيه بيان من قبل ولكن اتصلت به عند الناس جهات واعتبارات جعلتهم فى حاجة الى توضيحه فسألوا طلبا للتوضيح والكشف , وقد سجل القرآن جملة الأسئلة الموجهة الى الرسول وذكر معها أجوبتها , وجاء من هذه الأمثلة فى سورة البقرة
ما يأتى :-
1- البقرة : 223 " إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب .... " وجاءت الآية إجابة على سؤال الأعرابى الذى جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟.. وقد أخذ العلماء من الآية أنه لا يجوز ولا ينبغى رفع الصوت فى العبادة والدعاء إلا بالمقدار الذى لا يخل بالخشوع ولا يحدث ضجة فى نفوس السامعين
2- البقرة : 189 " يسألونك عن الأهلة ... " 4,3 – البقرة :215 , 319 : "يسألونك ماذا ينفقون " 8,7,6,5 البقرة الآيات 217 , 129 , 220 , 222
9, 10 – وكما جاء الإستفهام عن الأحكام بلفظ السؤال جاء بلفظ الإستثناء وذلك فى موضعين أثنين فى القرآن يتعلق كلاهما بأحكام الأسرة والميراث فى سورة النساء وهما " ويستفتونك فى النساء "النساء : 137 , " يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة " النساء: 176 وتخصيص هذين الموضوعين بكلمة الإفتاء دون كلمة السؤال مما يدل على شدة العناية بموضوعيهما وهو الأسرة , والحق المالى .
11 , 12 – الآيات 3 , 14 من سورة المائدة , والأنفال : 1
... والأسئلة التى ذكرناها سابقاً أو ذكرنا أرقامها وسورها دون ذكر الآية فليُرجع إليها لضيق المقام , هذه الأسئلة الموجهة من المؤمنين إلى النبى صلى الله عليه وسلم فيما يختص ببيان الأحكام وهى واردة فى السور المدنية : البقرة , المائدة , الأنفال , ومن المعلوم أن السور المدنية هى التى قامت بمهمة التشريع التفصيلى لأحكام الإيمان .
... ويتبقى فى القرآن الكريم الأسئلة الصادرة من المُنْكرين للدعوة المعارضين لها , وقد جاء أكثرها فى السور المكية التى قامت بالدعوة الى أصول الدين ومنها :-
- السؤال عن الساعة فى ثلاث سور : الأعراف : 187 & الأحزاب : 63 & النازعات : الآيات الأخيرة منها .
- السؤال عن الـــــروح : وقد ورد فى سورة الإسراء : 85
- السؤال عن بعض الشخصيات التاريخية : مذكور فى سورة الكهف : 83 وما بعدها
- السؤال عن الجبال : سورة طه : 105
.... وقد كان المَكيون ـ أهل مكة ـ يوجهون تلك الأسئلة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وذكرها القرآن .























فتاوى و أحكام حول القرآن

1- إذا انتهى المُصَلِى من قراءة الفاتحة فى الصلاة يقول : آمين فى الصلاة السريــة و الجهرية , لكن لا يجهر بها فى الصلاة السرية ويجهر بها فى الصلاة الجهرية ( لقاء الباب المفتوح , ابن عثيمين ج 68 ص 188)
2- إن من تمام تعظيم المصحف أن تتناوله بيدك اليمنى , وأن تضعه فى مكانه بيدك اليمنى لأن النبى كان يعجبه التيامن فى جميع شئونه ( متفق عليه ) و لأنه أمر أن نأخذ بأيماننا و أن نعطى بأيماننـــــا , والعلماء إتفقوا على أن تقدم اليسرى للأذى واليمنى لما سواه .
3- لابد من تحريك الشفتين فى قراءة القرآن فى الصلاة وكذلك فى قراءة الأذكا ر واجبة كالتكبيروالتسبيح والتحميد و التشهد , لانه لايسمى قولا ًإلا إن كان منطوقا به ولا نطق إلا بتحريك الشفتين و اللسان , ولهذا كان الصحابة رضى الله عنهم يعلمون قراءة النبى بإضطراب لحيته أي بتركها لكن إختلف العلماء هل يجب أن يُسمِعَّ نفسه أو يكفى أن ينطق بالحروف ؟ فمنهم من قال لابد أن يُسمِعَّ نفسه أي لابد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه ، ومنهم من قال يكفى أن يُظَّهرَ الحروف , و هذا صحيح ( المرجع السابق)
4- النهى عن قراءة القران فى الركوع و السجود وإنما وظيفة الركوع : التسبيح ووظيفة السجود : التسبيح والدعاء , فلو قرأ فى ركوع أو سجود غير الفاتحة كُِره ولم تبطلْ صلاته , وان قرأ الفاتحة ففيه وجهان لإصحابنا أي ـ الشافعية ـ وأصحهما أنه كغيره فَيُكره و لاتبطل صلاته و الثانى يُحرم وتبطل صلاته هذا إذا كان عامداً , فإن قرأ سهواً لم يُكره وسواء قرأ عمداً أو سهوا يسجد للسهو عند الشافعى رحمة الله عليه ( شرح النووى )
5- إختلف العلماء فى وصول ثواب القرآن . فالمشهور من مذهب الشافعى أنه لايصل وذهب احمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعى إلي أنه يصل فالإختيار أن يقول القارئ بعد فراغه : اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان ( وهذا يعد إجتهاد فلم يثبت فى السنة أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ قراناً على ميت )
6- القراءة بأجر ولو بشرط فلا يصل ثوابها , و الآخذ والمُعْطِى آثمان به عند الحنفيين و أحمد لحديث عبد الرحمن بن شبل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إقروءا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلو فيه ولا تأكلو به و لا تستكثروا به "
7- قراءة القرآن ( و خاصة الفاتحة والصمدية و المعوذتين وليس ) عند الدفن من البدع
8- لا بأس من تقبيل المصحف بعد قراءته فقد قال بهذا بعض أهل العلم لابد من تعظيم كلام الله ( والصحيح أنه بدعة ) لأن التقبيل بغير ما ورد به النص على وجه التغبير بدعة ينهى عنها.
9- القسم بصفة من صفات الله جائز مثل أن نقول : وعزة الله لأفعلن , وقد نص على هذا أهل العلم حتى قالوا لو أقسم بالمصحف جائز لأن المصحف مشتمل على كلام الله من صفاته .










الإنسان فى القرآن

الإنسان يطلق على الذكر والأنثى من بنى آدم , وإنسان القرآن إنسان قد أفاض الله عليه نعمة العلم , والحياة على الأرض لم تبدأ بعد أى مع ميلاد آدم عليه السلام , وقدمه الله جل جلاله للملائكة , وعلمه ما لا يعلمون , حيث أودع فى نفسه علم جميع الأشياء من غير تحديد ولا تعيين , وطلب من الملائكة أن يذكروا علمهم فإذا هو لا يبلغ مبلغ العلم الموهوب لآدم آبى الإنسان , ثم كرمه الله بأن أمر الملائكة بالسجود له ( سجود إظهار الفضل . لا سجود عبادة ) فأطاعوا جميعاً إلا إبليس كان من المجرمين الملعونين .
وإنسان القرآن العالم يجعل الله له رائداً وقائداً هو العقل قرين العلم و لذلك تكررت مادة العقل فى القرآن ما يقرب من خمسين مرة , فهو إنسان عملى موصول وحركة دائبة , وعمله ليس مطلقا , بل يطالبه ربه بأن يكون عمله صالحا و لذلك تكررت عبارة "آمنوا وعملوا الصالحات " عشرات المرات فى القرآن الكريم , فهو إذن إنسان كبير بفضل الله وإنعامه وتوجيهه صالح لكل ما أظهر الله على يديه ومكنه من إختراعه وإبتكاره وتسخيره وهو بالإضافة إلى ذلك ليس إنساناً جامد المشاعر ميكانيكى الإنفعال بل هو إنسان حى عاقل شاعر حساس مسئول محاسب على ما يفعل مجزىٌ بما يعمل , فالإنسان فى القرآن له مكان هو أشرف مكان له فى ميزان العقيدة والفكر وفى ميزان الخليقة , هو الكائن المكلف فلا يسقط التكليف عن العاقل فى أن يطيع أى فاسد وطاغية كما لا يمنعه التكليف ولا يُعطله ولا يُلغيه , فالإنسان فى القرآن هو الروح والجسد وهما ملاك الذات الإنسانية , تتم بهما الحياة ولا تنكر أحدهما فى سبيل الأخرى , و لا يجوز للمؤمن بالكتاب أن يبخس للجسد حقاً ليوفى حقوق الروح , ولا يجوز له أن يبخس للروح حقاً ليوفى حق الجسد , والقرآن الكريم ينهى عن تحريم المباح كما ينهى عن إباحة المحروم " ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " المائدة 87، 88
والإنسان فى عقيدة القرآن هو الخليفة المسئول بين جميع ما خلق الله , وذكر فيه بغاية الحمد وغاية الذم فى الآيات المتعددة وفى الآية الواحدة فلا يعنى ذلك أنه يذم ويحمد فى آن ٍواحد , وإنما معناه أنه أهل للكما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير الحب
عضو فعال
عضو فعال
أمير الحب


المشاركات : 87
تاريخ التسجيل : 25/01/2010

كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد   كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Emptyالسبت مارس 13, 2010 3:36 am

مشكور يعطيك العافية بإنتظار جديدك دائما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشاعر
عضو فعال
عضو فعال



المشاركات : 32
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
MMS : كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد

كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد   كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد Emptyالسبت مارس 13, 2010 11:10 pm

أخى .. أمير الحب .. إن شاء الله ستجد المزيد .. وأشكرك على المرور
الشاعر[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب فى رحاب القرآن الكريم (2) للشيخ السيد إبراهيم أحمد
» زوجتى والنقاب السيد إبراهيم أحمد
» النقاب المظلوم السيد إبراهيم أحمد
» كتاب السهل المفيد فى أحكام التجويد الشيخ: السيد إبراهيم أحمد
» قصة : القطار ...... السيد إبراهيم أحمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
••منتدى عائلة ابو جزر•• :: ––––•(-• الحيـــاة الإســلامية •-)•–––– :: ||¬ القسٌمٍ الإسـَلآمٍي ال۶ـآم » •-
انتقل الى: