الأمثال فى القرآن
... ضرب الله الأمثال للناس فى القرآن لوناً من ألوان الهداية الإلهية التى تغرى النفوس على الخير , أو تحضها على البر , أو تمنعها من الإثم أو تدفعها للفضيلة , وقد تناولت هذه الأمثال مجالات عدة : فمثلت الإيمان ومثلت الكفر ووضحت فى صورة مجسمة , وألبست المعنوى ثوب المحسوس , وفصلت المُجْمَل وأوضحت المُبهمْ ؛ فالتمثيل يُقرب الفكرة إلى العقل ويجعلها أوضح للمنطق لأن فى المَثل تجتمع أربعة لا تجتمع فى غيره من الكلام : إيجاز اللفظ وإصابة المعنى , وحسن التشبيه وجوده الكناية .
... وقد هال المعادين والمكذبين هذا النمط من الأسلوب القرآنى وذلك اللون من التربية الألهية , واستنكروا أن يضرب الله الأمثال زاعمين أن الله أعلى من ذلك وأجل , وتساءلوا مستنكرين : أى قدر للذباب والعنكبوت حتى يضرب الله بها الأمثال ؟!, وجادلوا محتجين بأن الله عظيم ولن يتضمن كلامه إلا كل عظيم ,ويرد القرآن عليهم بأن المولى سبحانه لا يرى من النقص أن يضرب مثلا بالبعوضة , أو بأصغرها حجما , فالمثل حق يدعو الى حق يعترف به المؤمنون فيزيدهم تمسكا بإيمانهم , وينكره المارقون الجاحدون فيزيدهم غواية على غوايتهم ,
... والله سبحانه هو المثل الأعلى تنسب له وحده جميع الصفات المحمودة , فلا يجوز أن نصفه بصفة مما يوصف بها البشر , إلا بما وصف به نفسه , لذا نهى الله سبحانه على أن نضرب له الأمثال فقال عز من قائل " فلا تضربوا لله الأمثال " بل هو الذى يضرب لنفسه الأمثال , كما لا يجوز لنا أن نقتدى به لأنه سبحانه لا مثيل له , ولا شبيه له , وإنما تضرب الأمثال لمن غاب عن الأشياء , وخفيت عليه الأشياء , فالعباد يحتاجون الى ضرب الأمثال , إذ قد خفيت عليهم الأشياء , فضرب الله لهم مثلا من عند أنفسهم , لا من عند نفسه , ليدركوا ما غاب عنهم , فأما ما لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء فلا يحتاج إلى الأمثال .
( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) العنكبوت:43
القصة فى القرآن
".... القصة فى القرآن ليست عملا فنياً مستقلاً فى موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه بل هى وسيلة من وسائل القرآن الكريم الكثيرة إلى تحقيق هدفه الأصيل , والقرآن كتاب دعوة دينية قبل كل شئ , والقصة إحدى وسائله لإبلاغ هذه الدعوة وتثبيتها , وقد خضعت القصة القرآنية فى موضوعها لمقتضى الأغراض الدينية , ومع هذا الخضوع الكامل للغرض الدينى لم يمنع بروز الخصائص الفنية فى عرضها ولا سيما خصيصة القرآن الكبرى فى التعبير وهى : التصوير , والتعبير الفنى يؤلف بين الغرض الدينى والغرض الفنى فيما يعرضه من الصور والمشاهد , ويجعل الجمال الفنى أداة مقصورة للتأثير الوجدانى فيخاطب حاسة الوجدان الدينية بلغة الجمال الفنية , وإدراك الجمال الفنى الرفيع بشئ يحسن الإستعداد لتلقى التأثير الدينى حين يرتفع الفن إلى هذا المستوى الرفيع مستوى التعبير عن العقيدة وحين تصفو النفس لتلقى رسالة الجمال التى تبلغ فيه العقيدة حد الكمال .
... ومن أغراض القصة القرآنية إثبات الوحى والرسالة فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن قارئا ًولا كاتبا ًولا عُرِفَ عنه إنه جلس الى أحبار اليهود والنصارى , ثم جاءت هذه القصص فى القرآن وبعضها جاء فى تطويل ودقة كقصص إبراهيم ويوسف وموسى وعيسى , ومن أغراضها أيضا بيان أن الدين كله من عند الله من عهد نوح الى عهد محمد , وأن المؤمنين كلهم أمه واحدة , والله الواحد رب الجميع , وكثيراً ما وردت قصص عدد من الأنبياء مجتمعة فى سورة واحدة , معروضة بطريقة خاصة , لتؤيد هذه الحقيقة , ولما كان هذا غرضا أساسيا ًفى الدعوة , وفى بناء التصوير الإسلامى فقد تكررت مجئ هذه القصة , على هذا النحو مع إختلاف فى التعبير لتثبت هذه الحقيقة وتؤكدها فى النفوس , ومن أغراضها أيضا تبيين أن الدين كله موحد الأساس فكانت ترد قصص الأنبياء مجتمعة كذلك مكررة فيها العقيدة الأساسية , وهى الإيمان بالله الواحد , ومن أغراضها بيان الأصل المشترك بين دين محمد ودين إبراهيم بصفة خاصة , ثم أديان بنى إسرائيل بصفة عامة وإبراز ان هذا الإتصال أشد من الإتصال العام بين جميع الأديان , ومن أغراضها ايضا بيان أن الله ينصر أنبياءه فى النهاية ويهلك المكذبين وذلك تثبيتا ًلمحمد صلى الله عليه وسلم وتأثير فى نفوس من يدعوهم للإيمان وتصديق التبشير والتحذير وعرض نموذج واقعى من هذا التصديق , وكذلك بيان نعمة الله على أنبيائه وأصفيائه , وتنبيه بنى آدم الى غواية الشيطان , وبيان قدرة الله على الخوارق وبيان عاقبة الطيبة والصلاح , وعاقبة الشر والإفساد والذى يتتبع قصص القرآن يجد عقب كل قصة تعقيباً دينياً يناسب العبرة فيها أو يجد التوجيهات منثورة فى ثناياها بكثرة ووفرة تدل على الغرض الأساسي من سياق القصة وهو الغرض الدينى .
فضل وأثر القرآن
فى اللغة العربية ( لغة القرآن )
.... القرآن الكريم هو الذى حفظ اللغة العربية من أن تذوب فى اللغات الأجنبية التى تغلبت على اللغة العربية بحكم السياسة فى عصور كثيرة , وظروف مختلفة , فحَكَمَهُمْ الفرس والترك وخضعوا لسلطان الأجنبى الأوروبى وتعلموا لغاته , والتمسوا علومه , وكان هذا جديراً بأن يمحق اللغة العربية , ولكن القرآن الكريم عصم هذه اللغة من الضياع , إذن فأن بقاء العربية الى اليوم , والى ما شاء الله راجع إلى الدفاع عن القرآن لأن الدفاع عنه لكونه أصل الدين , ومستقى العقيدة يستتبع الدفاع عنها لأنها السبيل إلى فهمه , بل لأنها السبيل إلى الإيمان بأن الإسلام دين الله .
.... فالقرآن الكريم هو الذى وحد اللغة العربية الأدبية بعد أن كانت تختلف لهجاتها بإختلاف بعض القبائل , بل أثر فى لغات كانت حية فانتشرت فأخفاها القرآن من البلدان الإسلامية , وأتاح للغة العربية أن تستأثر بألسنة الناس وأقلامهم , وفى ألسنتهم كبلاد فارس ومصر وسوريا والجزيرة , فكانوا يتكلمون الآرامية والسريانية والقبطية والفارسية , فقد كان العرب يعيشون معهم قبل الإسلام , وأسس المناذرة و الغساسنة ممالك لهم فى العراق والشام ولكن لم يتحدث أهل هذه البلاد العربية إلا بعد انتشار الإسلام , فلقد إختار الله من بين كل اللغات والألسنة اللغة العربية لتكون الوعاء الأمين الذى يحمل الحقيقة الإلهية الكونية القرآنية إلى الإنسانية كلها , ولابد أن ذلك تم لحكمة تتصل بطبيعة الرباط الوثيق بين الحقيقة القرآنية و الحقيقة اللغوية العربية , ومدى تقبل لغة العرب لحقائق القرآن وإعجازه .
.... وإذا كان الوحى أو الروح القدس هى الوسيلة الإلهية التى أوصلت القرآن من الله سبحانه وتعالى الى الرسول صلى الله عليه وسلم , فإن العربية ستبقى بعد توقف الوحى وختام النبوة هى الوسيلة الإلهية التاريخية الدائمة والمستمرة لتوصيل الحقيقة الى سائر البشر , وهى تواصل الآن فى توصيلها القرآن وتعاليمه إلى كل عقل بشرى مهمة الوحى الأولى التى تمت بتوقف الوحى .
والقرآن الكريم جعل اللغة العربية لسان الدولة الإسلامية , وجعلها لغة تعليمية , ومن ثم لغة ًعالمية بعد أن كان المتحدثون بها لا يزيدون على بضعة ألاف , فصار يتحدث ويكتب بها اليوم الملايين من البشر من كافة الأجناس فى معظم أصقاع العالم الذى نعيش فيه .
ترجمة القرآن
... وترجمة القرآن هى نقله من اللغه العربية ـ لغته الأصليةـ إلى اللغات الاجنبية المختلفة ليطَّلع َعليها من لا يعرف اللغة العربية , ويفهم مراد الله عز وجل من كتابه العزيز , وتنقسم هذه الترجمة الى قسمين : ترجمة حرفيه ( لفظية ) وهى أن يترجم القرآن بألفاظه ومفرداته وجمله وتراكيبه ترجمة طبق الأصل الى هذه اللغات ,وترجمة تفسيرية(معنوية) وهى ترجمة معانى الآيات الكريمة بحيث لا يتقيد الإنسان باللفظ وإنما يكون همه المعنى الى الأصل فيفهمه ثم يصبه فى قالب يؤديه من اللغة الأخرى ويكون هذا المعنى موافقا لمراد صاحب الأصل من غير أن يكلف نفسه عناء البحث والوقوف عند كل مفرد من المفردات أو لفظ من الألفاظ ,
.... ويجب العلم بعد ما تقدم أن الترجمة الحرفية للقرآن غير جائزة ولذلك لما يأتى :
1- أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير حرف اللغة العربية لئلا يقع التحريف والتبديل
2- إن اللغات ( غير العربية ) ليس فيها من الألفاظ والمفردات والضمائر ما يقوم مقاما الألفاظ العربية
3- إن الإقتصار على الألفاظ قد يفسد المعنى , ويسبب الخلل فى التعبير والنظم أما ترجمة القرآن بالمعنى فهى جائزة ولكن لا تسمى ( قرآنا ً) وإنما تسمى تفسيراً للقرآن , وذلك لأن الله تعبدنا بألفاظ القرآن , ولم يتعبدنا بغيره من الكلام , فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم يجوز روايته بالمعنى , ولكن القرآن لا يجوز روايته بالمعنى بل لابد من تلاوة النص بحروفه وألفاظه لأنه موحى به من عند الله , ولأنه معجز بلفظه ومعناه , فترجمة القرآن بهذا المعنى يجيزها العلماء بل هى واجبه على المسلمين
- يشترط للترجمة سواء كانت حرفيه أو تفسيريه شروط هى :
- أن يعرف المترجم ( بكسر الجيم ) اللغتين معاً , لغة الأصل , ولغة الترجمة
1- أن يكون ملماً بأساليب وخصائص اللغات التى يود ترجمتها
2- أن تكون صيغة الترجمة صحيحة بحيث يمكن أن تحل محل الأصل
3- أن تفى الترجمة بجميع معانى الأصل ومقاصده وفاءاً كاملاً
4- وجود مفردات كاملة فى لغة الترجمة مساوية لمفردات اللغة العربية وذلك فى حالة الترجمة الحرفية .
5- نشابة اللغتين العربية والأجنبية فى الضمائر المستترة , والروابط التى تربط الجمل لتأليف التركيب , وهذا الشرط والشرط السابق عليه لازمين فى حالة الترجمة الحرفية .
وفيما يلى بيان تقريبى بعدد الترجمات المعروفة التى تمت فى عدد من اللغات الأوروبية من قِبل غير المسلمين : 14 ترجمة فى اللغة الألمانية ، 10 فى الإنجليزية 10 فى الروسية ، 10 فى الإيطالية ، 9 فى الأسبانية ، 9 فى الفرنسية ، 7 فى اللاتينة ، 6 فى الهولندية ، وقد أحصى الدكتور حسن المعايرجى ـ وهومهتــــــــــم بموضوع ترجمات القرآن ـ حتى الآن ترجمات للقرآن الكريــــــــــــم فى {121} لغـــــــة فى أنحاء العالم كافة .
فضائل القرآن
روى الحاكم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه و أرضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن هذا القران مأدبة الله , فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور والشفاء الناجع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ عنه فيستعتب , ولا يعوج فَيٌقوُّم ْ, ولا يَخلقْ من كثرة الرد أُتلوه فان الله يَأجُركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول" الم حرف ولكن ألف حرف , ولام حرف وميم حرف " راوه الحاكم (1/555)
- عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها " رواه أبو داود
- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أجتمع قوممٌ فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " رواه مسلم
- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسد إلا فى اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتنى أوتيت مثل ما أوتى فلان فعملت مثل ما يعمل " البخارى
- عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة " والذى يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " وفى رواية " والذى يقرؤه و هو يشتد عليه له أجران " البخارى
- وعن أبى أمامه الباهلى رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : " إقرؤوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة كأنهما عمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما , إقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " أخرجه مسلم والبطلة بمعنى : السحرة .
- ويا أخي المسلم العربى الناطق بلغة الضاد سُقنا إليك بعض فضائل تلاوة القرآن الكريم وهو سهل عليك ميسور فلغته من جنس لغتك فما بال المسلمون الناطقون بغير لغته , و الساعين لقراءته وحفظه , ولقد تم بساحل العاج أى والله بساحل العاج تم ترجمة معانى القران الكريم بلغة " جولا " و هى اللغة الأكثر انتشاراً فى هذه البلاد بعد الفرنسية , كما انها تستخدم أي لغة جولا فى ثمانى دول اخرى بغرب افريقيا و بهذه الترجمة التى تعد آخر ترجمة لمعانى القران الكريم إلى لغة أجنبية يكون قد تمت ترجمة القران إلى مائة وعشرين لغة أجنبية إلى الآن , واستغرق العمل فى إنجاز هذه الترجمة ثلاث سنوات و قام بها فريق من أساتذة جامعيين متخصصين ( الأهرام 5/9/2003 ) فبالله عليك ماذا نقول ونسوق من فضائل لتقتنع بعد هذا الجهد المذكور فى هذا الخير ... تأمل .
الأدب مع القرآن
1- ينبغي علي قارئ القرآن أن يقرأهُ علي أكمل الحالات : من طهارة وإستقبال قبلة فلا يمسه إلا طاهر, ومن حرمته أن يقرأه وهو علي طهارة , وأنهم أجازوا للمحدث قراءة القرآن الكريم بلا مس له بيد أو جزء منه ولذا يحل تقليب أوراقه بعوده أو نحوه , والصحيح عدم جواز المس إلا بطهارة كاملة عند الثلاثة وكذا عند مالك لغير متعلم وعالم ، فقد قال الله في كتابه : ( أنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ) وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) أخرجه النسائي , كما تمنع الجنابة من قراءة القرآن إلا الإستعاذة , إلا أنهم أجازوا للجنب والحائض والنفساء تلاوة القرآن لضرورة إذا كانت المرأة مثلاً معلمة أو دارسة أو التي تقرأ وردها في الليل أو النهار… , لكن الأفضل أن يقرأ القرآن علي طهارة لقوله صلي الله عليه وسلم حين رد السلام عقب التيمم : ( إني كرهت أن أذكر الله إلا علي طهارة) أخرجه أبو داود وغيره , ومن حرمة القرآن أن يستاك قارئه ويتخلل فيطيب ( فمه ) إذ هو طريق القرآن , قال يزيد بن أبي كعب ( إن أفواهكم طريق من طرق القرآن فطهروها ونظفوها ما أستطعتم ) ومن حرمته أيضاً أن يلبس الثوب كما يلبس للدخول علي الأمير لأنه مناج ربه , فقد كان أبو العالية : إذا قرأ القرآن إعتم أي لبس العمامة , وأرتدي ثيابه , وأستقبل القبلة , ومن حرمه القرآن أن يُمسك عن القراءة إذا تثاءب لأنه مُخاطب ربه ومُناج ٍله سبحانه وتعالي , والتثاؤب من الشيطان , ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتي لا يقطع عليه أحد الكلام فيخلطه بجوابه لأنه إن فعل ذلك زال عنه سلطان الإستعاذة الذي إستعاذ به في البدء .
2 – إن يرتله ولا يسرع في تلاوته فلا يقرأ في أقل من ثلاثة ليالي , فلو قرأ في أقل من هذا فلن يفقه , كما قال الصادق المعصوم صلي الله عليه وسلم .
3 – أن يلتزم الخشوع عند تلاوته وأن يظهر الحزن وأن يبكي أو يتباكي إن لم يستطيع البكاء.
4 – أن يحسَّن صوتهُ بالقراءة ( زَينُوا القرآنَ بأصَواتِكمْ ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
5 – أن يسر تلاوته إن خشي علي نفسه رياء أو سمعة أو كان يشوش علي المصلين .
6 – أن يتلوه بتدبر وتفكر وتعظيم وإستحضار قلب وتفهم لمعانيه فإذا مر بآية وعد بالمغفرة ودخول الجنة إستبشر , وإذ مر بآية وعيد وعذاب إستعبر وسأل اللهَ العافية .
7 – إذا وضع المصحف لا يتركه مفتوحاً بغير قراءة , وألا يضع فوقه شيئاً من الكتب حتي يكون أبداً عالياً لسائر الكتب .
8 – أن لا يكون عند تلاوته من الغافلين عنه المخالفين له إذ قد يتسبب في لعن نفسه لأنه إن قرأ ( ألا لعنه الله علي الكاذبين ) وكان كاذباً أو ظالماً فإنه يكون لاعناً لنفسه .
9 – يجتهد في أن يتصف بصفات أهل القرآن كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون , وبنهاره إذ الناس مفطرون , وببكائه إذ الناس يضحكون , وبورعه إذ الناس يخوضون , وبخشوعه إذ الناس يختالون , وبحزنه إذ الناس يفرحون ) .
الحرب على القرآن
… هذه هي الآية التاسعة من سورة الحجر في القرآن الكريم وهي وعد ٌمن الله الذي أنزله بأن يحفظه , ولم يكن في مقدور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولا أحد من البشر من بعده أن ينفذ هذا الوعد , وإنما كان حفظه بمحض قدرة الله , والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الوعد قد تم ويزدادُ الإعجاز عبر الزمان من كل جهة , فإن القرآن لم يُحفظ ْفي المكتبات بعيداً عن الناس , بل حَفِظَهُ الأطفال بالملايين في كل مكان , وزاد من الإعجاز أن حفظه من لم يتعلم العربية ولم يعرف فيها كلمة واحدة .
… وقد تعرض القرآن الكريم ولا يزال يتعرض لمحاولات التحريف , ومحاولات الترجمة الخاطئة السيئة النية , أو محاولة تقليده بسئ الكلام وركيكه فلم يزحزحه هذا عن مكانته ولم يؤثر فيه , ولم تفلح كل تلك المحاولات متفرقة ومجتمعة في نيل غرضها .
1 ) قالوا أن الذي علم سيدنا محمد هو ورقة بن نوفل إبن عم زوجته خديجة وأنه هو الذى هيأه وأنشأه للنبوة ، والتاريخ يُكَّذب كل هذا فورقة مات قبل البعثة .
2 ) أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن ، فقد إستقي طريقة القرآن ونظمه من سجع الكهان السابق قبل الإسلام , وهذه الدعوة أُستحدثت بشكل أخر علي يد المستشرقين إذ يؤكدون أنه من تأليف سيدنا محمد بدعوي أن الله لم يتحدث العربية , فهو يعتبر كتاب بشري عرضة للنقد والتبديل , ويقدمون الدليل علي ذلك ( وهو ما ذكرناه من الخصائص الأسلوبية للمكي والمدني في القرآن ) يعتبرون إختلاف الأساليب بين العهدين من حيث قصر العبارات واللهجة الشديدة في تقرير أوصاف العقاب والثواب , وتكرار الآيات في العهد الأول , ورواية قصص الأنبياء, والإكثار من جدل اليهود والنصاري في العهد الأخير , ثم يقولون قول أخر:أن القرآن نزل بالمعني , وأن الرسول صلي الله عليه وسلم صاغه بألفاظه .
3 – ظهرت الإفتراءات في صدر البعثة من مُدََّعي النبوة : مسيلمة الكذاب , ومن الأسود بن كعب العنسى وسجاح التميمية وطليحة الأسدي, وظهر لمسيلمة قرآناً مقلداً ومحاكياً جرس القرآن ونظم القرآن مع تبديل الكلم .
4 – محاولة الشيعة لتحريف القرآن وسنفرد لها مقالاً بذاته.
5 – محاولة أبي العلاء بن المعري وأسمي كتاباً له يعارض فيه القرآن : ( الفصول والغايات) وشهد معظم البلاغيين إن لم يكن كلهم بأن المعرى قد فقد قوته كلها في كتابه وخرج علي قدر غير معقول من الركاكة والنزق اللغوي , وقد سأله الناس : لما لا نجد علي كتابك طلاوة كالتي نجدها في القرآن ؟ فأجاب: أقرأوه أربعمائة سنة في المحاريب تجدون له طلاوة , وقد أعمي الله بصره وبصيرته حين لم يدرك أن طلاوة القرآن لم تأت من إلف الناس له لتعودهم قراءته , ولكن لأن حلاوته وطلاوته نزلت معه حينما نزل , ولقد شهد بذلك الوليد بن المغيرة وكان كافراً ولم يسلم وحكم بحكم من أول مرة سمعه ولم يردده عن كفر أو إيمان حين قال : (إن له لطلاوة , وإن عليه لحلاوة , وإن أعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق , وما يقول هذا بشر ) .
6 – وحاول ابن المقفع مترجم كتاب كليلة ودمنة في كتاب له أسماه (الدرة اليتيمة ) أصغر حجماً من كتاب المعرى , وحاول فيه ما حاوله سلفه , ولم يُفلحْ .
7 – وظهرت فرقة جديدة من فرق الشيعة تسمى ( البهائية ) , ومؤسسها يدعو نفسه خاتم الرسل وأن له ديناً جديداً , وأن الله أنزل عليه كتاباً سماه ( الأقدس ) أي إذا كان كتاب الله ( القرآن ) مقدس , فهذا الأفضل ( الأقدس ) أتي فيه هذا الأفاك عميل الخنازير بكلام أهون من المحاولات السابقة عليه , وقد أذاقه الله وبال زيفه وكذبه بأن أماته محبوساً مجنوناً سنوات لم يفلح معه العلاج .
8 – محاولة السيد / رشاد خليفة الذي ظهر في الثمانينات من القرن الماضي , وقد بَشَّر أن القرآن مبني علي نظام حسابي يعتمد علي رقم { 19 }, واتضح بعد هذا علاقته بالبهائيين , وانتهي الأمر به مُدَّعياً للنبوة , وقد خاطب بهذه الصفة كل الملوك والرؤساء بإمضاء رشاد خليفة رسول الله .
9 – وجاء عصرنا الحديث بأسماء كثيرة حاولت هدم القرآن , فعلها: بيرم التونسي الزجال والشاعرالمعروف وأعلن توبته بعد ذلك , وحاولها وما زال سلمان رشدي الكاتب الهندي مؤلف ( آيات شيطانية ) , والروانية البنغالية نسرين التي نعتت القرآن بالعار.
10- أما محاولة الإستهانة بالقرآن وتحقير ديانة الإسلام وإحتقار معتنقيها فقد جاءت علي يد الصومالية المسلمة إسلاماً قبلياً لا إسلاماً حقيقياً معرفياً سعت لكي تتفهمه لا أن تهاجمه , المدعوة : أيان هيرسي علي حين هربت من زوجها بالصومال لهولندا وإلتقائها بالمخرج تيوفان جوخ الذي يصب سماً علي الإسلام وصورا معاً فيلماً وهي عارية وعلي ظهرها أثار الجلد ومكتوب عليه آيات من القرآن ، وهذه القذرة مازالت تعمل ضد الإسلام وقد عينوها فى منصب قيادى ، وتستعد لتصوير فيلم عن الإسلام بأسم : العار، قَبَّحها الله .....
11 – ثم نأتي إلي المحطة الأخيرة كما نظنها , ففي مصر حالياً د. علي جمعة يقول " إن العشرين سنة القادمة هي سنين القرآن والدراسات القرآنية " ولكن الأخيرة من خلال أحداثها فهي قد بدأت مع بداية القرن الحالي ألا وهي محطة ( الفرقان الحق ) المزعوم وهو كتاب ألفه أنيس سورس مسيحي من فلسطين ومنهم من يسميه طفل يهودي بائس , يقع في 366 صفحة و77 سورة وأختار أسماء له تشبه أسماء سور القرآن تبدأ بسورة الفاتحة ومنها المحبة , المسيح , الزنا , الماكرين , الأضحي , وهو مترجم للعربية , وهو مُبتدأ بمقدمة مسمومة ترسخ وتؤصل للخلط العقائدي وحرية الأديان , وهذا الذي صدر هو الجزء الأول , وسيتبعه جزءٌ ثانٍ 300 صفحة ، وجزء ثالث 257 صفحة ، ورابع 301 صفحة .
… إن أحد مفكري هذا المشروع الشيطاني يقول : إنه في خلال العشرين عاماً القادمة يجب أن يتخلص كوكب الأرض من دين الإسلام وألا يكون هناك مسلم واحد إلا وقد حوصر في أفكاره وعقيدته فيعود الصليب من جديد معانقاً لشعار داود ( نجمة داود ) وقد بدأت حملة واسعة تحمل أسم ( لا للقرآن …ونعم للفرقان ) تمهيداً لمنع طباعة القرآن الكريم ومنع تدريسه أو بثه عبر وسائل الإعلام ومعاقبة كل من يردد آياته .
000 يظنون أنهم سينتصرون , ويتصورون أننا الإرهابيون ,إنهم مجرمون , واهمون مهزومون , مخذولون , والإسلام والقرآن والمسلمون رغم أنفهم باقون .
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
صدق الله العظيم
هل لأهل السنة قرآن وللشيعة قرآن ؟
لم يلبث سيدنا عثمان بن عفان أن أحرق المصاحف ماعدا مصحف الإمام , إلا وقد خرج متطرفو الشيعة يقولون بأن من بين هذه المصاحف ما كان يخص الفكر الشيعى لآل البيت وحقهم فى الإمامة والخلافة بل والنبوة ولفقوا ورددوا عن الإمام جعفر الصادق مالم يقله حيث إدعوا أنه قال: ( ما أدعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب وما جمعه وحفظه إلا عَلىّ والأئمة من بعده ) ورددوا عنه كذلك أنه قال: ( إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام قيل : وما مصحف فاطمة ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات وواللهِ ما فيه من قرآنكم حرف واحد )
وقد حددت الشيعة المتأخرة هذه الكتب :
- مصحف فاطمة و على هامشه علم ما كان وما هو كائن , وقد أملاهُ النبى على وصيّه و صاحب الأمرُ بعدهُ , وكتاب الجِفرُ الجامعة , وكتابان آخران الجِفرُ الأبيض و الأحمر
- والإمام جعفر الصادق فى رأى أهل الشيعة والسنة : رجلا متعبدا فقيها محدثا من أعلام أهل البيت , وقال ابن تيمية عنه : ( أحد الأئمة الأعلام , بَرٌ صادق كبير الشأن)
- وإذا كان البخارى لم يرو عنه حديثا ً فلم يكن علة هذا ضعف حديثه ولكن السبب الجُهال الذين يدخلون عليه ويخرجون من عنده بأحاديث كلها كذب وموضوعة على جعفر وزَعِمَ الغُلاة من الشيعة: أن فى القرآن سورة تسمى بسورة الولاية تُبشر بولاية عَلىّ قد أُسْقِطَتْ بالكامل , وهى سورة فيها محاكاة لنظم القرآن , وتبديل المعانى و نحن نُبرء فاطمة رضى الله عنها و عن آل البيت , ونُبرء الشيعة المعتدلون من الإمامية والزيدية الذين يعيشون بيننا الآن و ينكرون أى تحريف سواء بالزيادة أو بالنُقصان فى القرآن وها هو الطبرسى وهو من أكابر علماء الشيعة فى القرن السادس الهجرى يقول فى كتابه مجمع البيان فى تفسير القرآن عكس ما جاء به المتطرفون من الشيعة : ( أما الزيادة فى القرآن فمجمعٌ على بطلانها , فأما النُقصان فهو أشد إستحالة , ثم قال : إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة , فإن العناية إشتدت والدواعى توافرت على نقله وحراسته وبلغت على حد لم يبلغه شئ فى الوجود , لأن القرآن مفخرة النبوة , ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية , وعلماء المسلمين قد بلغوا فى حمايته الغاية القصوى حتى عرفوا كل شئ اختلف من تفسيره وأحكامه وإعرابه وقراءاته ورسمه وضبطه وعدد آياته وعدد نقطه وحركاته فكيف يتخيل عاقل بعد تلك العناية الفائقة بالقرآن الكريم أن يحصل فيه نقص أو زيادة مع هذا الضبط الشديد " ويوضح الشيخ رضا المظفر و يؤكد : ( هذا الذى بين أيدينا – نحن الشيعة الإثنا عشرية – نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبى , ومن إدعى فيه غير ذلك فهو مختلق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ) وبناء على ذلك أكد المستشرق الفرنسى[ لوبلوا] فى كتابه ( القرآن والتوراة العبرية ) : { أن القرآن هو اليوم الكتاب الربانى الوحيد الذى ليس فيه أى تغيير يُذكَرْ } وكان المستشرق الإنجليزى[و.موير]قد أعلن ذلك قبله إذ قال : { إن المصحف الذى جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أى تحريف . ولقد حُفِظَ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أى تغيير على الإطلاق ..... فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق المتنازعة } .
- إذن فهو قرآن واحد يجمع المسلمون ويجتمعون عليه تلاوةً وقراءة ًوتعبدا ً وتشريعا ًحفظه الله بحفظه على مر الأزمان ، ورغم حقد الحاقدون . ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون )
من أنكر أو سب القرآن
.... أجمع المسلمون على تكفير كل من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غير شيئاً منه , أو زاد فيه , أو زعم أنه ليس بحجة للنبى صلى الله عليه وسلم , أو ليس فيه حجة ولا معجزة أو أنه لا يدل على الله , ولا يدل على ثواب ولا عقاب ولا حكم , أو أنكر ما فى أيدى الناس من مصحف المسلمين , ولم يكن جاهلاً , ولا قريب عهد بالإسلام .
وقد أجمع العلماء أيضا على تكفير من أستخف بالقرآن أو المصحف ,أو بشئ منه ,أو كذب يشئ مما صرح به من حكم أو خبر , أو أثبت ما نفاه , أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك , أو شك فى شئ من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع وكذلك من كذب ببعض القرآن فقد كذب به كله , ومن كذب به فقد كفر به , ومن كفر به فقد كفر بالله والعياذ بالله .
وسيبقى القرآن
أحبتي وأحبائي فى الله .....
أن ما يتعرض له الإسلام اليوم , هو ما تعرض له فى عصور وأزمنة سابقة وقد حدث خلال القرن الثالث أن تعرض لمرحلة اختبار قاسية فقد تغلغلت الثقافة اليونانية للمسلمين ,وزادت الترجمات وساد جو من حرية التعبير الذي أتاح للكثيرين التعرض للإسلام بل للقرآن بالنقد لأنهم رأو أنه بزعزعة الأساس ينهار البناء كله , فتتبعوا آيات القرآن الكريم يبحثون فيها عن موطن ضعف , أو نقاط هجوم , مما حدا بالعلماء بالتصدى لمزاعمهم , وتفنيد آرائهم مثل ابن قتيبه الذى وضع كتاب ( تأويل مشكل القران ) الذى يعتبر مصدرا أساسيا من مصادر الدراسات القرآنية الى جانب كونه مصدرا مهما فى مجال الدراسات اللغوية ووثيقة هامة وممتازة عن الدفاع عن الإسلام والزود عن كتابه الكريم و يقول ابن قتيبة موضحا ضعف الخصوم وخبث غرضهم ( قد اعترض كتاب الله بالطعن ملحدون ولغوا فيه وهجروا واتبعوا ( ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ) بأفهام كليلة ٍ, وأبصار ٍعليلة , ونظر مدخول فحرفوا الكلم عن مواضعه , وعدلوه عن سبله , ثم قضوا عليه بالتناقض , والإستحالة فى اللحن , وفساد النظم والإختلاف أدلوا فى ذلك بعلل ربما أمالت الضعيف الغمر , والحدث الغر، واعترضت بالشُبه فى القلوب ، وقدحت بالشكوك فى الصدور ) .
و الأسباب التى أدت لإتهام اليهود والمسيحيين للقرآن فى كل مكان هو الدفاع عن أديانهم التى يهجرها أهلها تباعاً و بسرعة ٍمدهشَّين لكى يعتنقوا الدين الاسلامى , و كذلك إتهام القرآن للتوراة , و الإنجيل بالتحريف , و إنكار الأسس الثلاثة التى تفوم عليها مسيحيتهم ( وهى التثليث و الصلب والفداء ) .
وهم يعلمون أن القرآن من عند الله وليس من معطيات رجل أمى لأنه حتى الأيام الأخيرة من القرن الذى نعيشه مازال يدخل الإسلام علمائهم و أكبر عقلائهم وكما قال الشيخ الشعراوى عمن يتنصر من المسلمين , ويسلم من أهل الديانات الأخرى ( إنهم يأخذون سفهائنا , ونأخذ نحن علمائهم وعقلائهم ) , بناء على ماذا يسلم العلماء راجع كتاب ومنتديات الإعجاز العلمى سواء فى القرآن والسنة و إنبهارهم بالحقائق التى تأتى أو أتت فى الإسلام ( قرآن وسنة ) و يؤكدها العلم فى العصر الحديث , ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا المسلمون يملكون تلك التقنيات الجبارة , والتكنولوجيا الهائلة , فمن إذن الذى أتى بالقرآن ؟!! , أليس هو العلى القدير المتعال . أفى ذلك شك مازال يحُك فى صدورهم وقلوبهم المريضة الخبيثة ؟ .
ولو كان صلى الله عليه وسلم قد ألف القرآن لأزال منه سورة الرعد و هى التى تقدح فى عمه , أو يعاتب الله فيها رسوله فى عمه أبى طالب , و لأكثر سيدنا محمد من ذكره لنفسه فى القرآن فبينما ذكر سيدنا موسى 136 مرة , ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط أربع مرات , ولكانت سورته تأتى فى مقدمة القرآن لا فى الترتيب 47 ولكان عدد آياتها أكبر وأطول وليس 38 آية بينما البقرة 286 , وآل عمران 200 , ويونس 109 , وهود 123 , ويوسف 111 , وإبراهيم 52 و هكذا , ولا يزال من القرآن التعابير الزجرية التى وجهها الله لرسوله ( فلا تكونن من الممترين ) أو تلك الموجهة لذاته ومقصود بها قومه مثل ( ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) و ( ولا تكون ظهيراً للكافرين ) ولا أزال كما قلت وأكرر سورة المسد و سبب نزولها (عمه عبد العزى ) أبولهب , أو قال عن عمه أبو طالب بأنه مسلم ( ليس عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر ) من القرآن أو لم يثبت أصلاً آيات العتاب من رب العزة لرسوله الكريم , أو الآيات التى يَمُن الله تعالى فيها عليه بإصطفائه للرسالة و تثبيته عليها , أوبدل فى القرآن ما يشاء حين طلب منه المشركون أن ينزل القرآن ببعض أهوائهم ولرغباتهم ولكن جاء القرآن الذى هو من عند الله ليرد طلبهم ( قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى , إن أتبع إلا ما يوحى إلى ) , ولأزال من القرآن كلمة ( قل ) وأمثالها ( نبئ , وأنذر , وبشر ) , ولعجل ببراءة زوجه السيدة عائشة فى حادثة الإفك وظل هو صلى الله عليه وسلم فى حيره من أمره قرابة الشهر , و لو خدع الصادق المصدوق الدنيا كلها ما خدع نفسه وهذه الآية رقم 67 من سورة المائدة ما قرأتها إلا وازداد يقينى يقينا بصدف قوله ورسالته ( والله يعصمك من الناس ) فالرسول قبلها هو الذى طلب الحراسة عليه ( ألا رجل صالح يحرسنا الليلة ) فيأتيه سعد وحذيفة بسلاحهما وكان يحرسه من بنى هاشم رجالا يرسلهم معه أبى طالب , ثم تنزل الآية فيخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا عم إن الله قد عصمنى من الجن والإنس ). وفى الحديث فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة آدم وقال: " انصرفوا يا أيها النــاس عصمنى الله "... ولازال من غير حراسة , ولم يخش أحدا أن يصيبه , أكان يخدع نفسه !! , والبند رقم (7) من لماذا نزل القرآن مفرقا ؟ الذى ذكرناه أنفا لدلاله أشد أنه من عند الله وقال الشعبى : فرق الله تنزيله فكان بين أوله وآخره نحواً من عشرين سنة أنزله قرآناً عظيما ًوذكراً حكيما ً, وحبلا ًممدودا ً, وعهداً معهودا ً, وظلاً عميما ً, وصراطا ًمستقيما ً, فيه معجزات ٍباهرة , و آيات ٍظاهرة , وحجج ٍصادقة ودلالاتٍ ناطقة , أدحض به حجج المبطلون , ورد به كيد الكائدين وأيد به الإسلام والدين , فلمع منهاجه , وثقب سراجه وشملت بركته , ولمعت حكمته على خاتم الرسالة والصادع بالدلالة , الهادى للأمة , الكاشف للغُمة , الناطق بالحكمة , المبعوث بالرحمة فرفع أعلامَ الحقِِ ِ, وأحيا معالم الصدق ِ, ودمغ َالكذب , ومحا آثاره , وقمع الشرك وهدم مناره , ولم يعارض بيناته أباطيل المشركين حتى مهد الدين , وأبطل شبه الملحدين , صلى الله عليه صلاة لاتنتهى أمدها , ولاينقطع مددها وعلى آله واصحابه الذين هداهم و طهرهم , وبصحبته خصهم وآثرهم , وسلم كثير
• الآسباب المعينة لحفظ القرآن :
ولكى يبقى القرآن ، لابدأن تنتقل من المصاحف السطور ، لتحل نوراً فى الصدور ، فكيف إذن تحفظ القرآن الكريم ؟....................... بهذه الخُطوات :
1ـ أن تُخلِص لله النية فى حسن التوكل عليه بحفظ كتابه الكريم فيفتح ِ اللهُ عليك .
2ـ لوفاتك الحفظ فى الصغر فلايفتك َ فى الكبر ، وتيأس من كبر السن ، وتتذرع بالنسيان وهناك كتاب إسمه [الفضل ُالمُبين على من حفظ القرآن بعد الآربعين ] .
3ـ إختار وقتاً للحفظ تُحس فيه بإستعدادِك النفسى والذهنى ، ويُفضِل العلماء ُوقتَ السحر قبيل الفجر ، ويقول الإمام ابن جماعة فى كتابه :[ فن التعليم عند ابن جماعة ] : ( أجود الأوقات للحفظِ الأسحار ، وأجودها للبحث الأبكار ، وللتألبف وسط النهار ، وللمراجعة والمطالعة الليل ) .
4ـ إختر مكاناً بعيداً هادئاً للحفظ ، فكلما بَعُدتَ عن الصخب والغيبة والنميمة ، ومما حرم الله ، إمتلأ القلبُ نوراً ، وتفرغ لإستقبال أنوار القرآن .
5ـ إقرأ القرآن ـ مااستطعت ـ مجوداً ومنغماً ، أو بالحد الأدنى من مخارج الحروف مع الغنة والإدغام والمد ، والذى يعتبر تركه لحناً جلياً [ شرحناه بالجزء الأول ] .
6ـ إقتصر على طبعة واحدة من المصحف ولاتغيره ، وليكن مصحف المدينة[ مصحف مجمع الملك فهد ] .
7ـ صحح قراءتك أولاً قبل الإقدام على الحفظ، بأن تقرأ على يد شيخً متقن الحفظ ولاتعتد بنفسك ، ومن الممكن بسماع السورة التى تريد حفظها من شريط أو مرئية ومسموعة من تلفاز أو كمبيوتر( حاسوب) ، وذلك أكثر من مرة مع متابعة النظر للأيات من المصحف .
8ـ أُربط بين الآيات والمعانى ، وذلك عن طريق الربط البصرى بحفظ شكل المصحف [ هذا البند مرتبط بالبند رقم (6)] ، والربط السمعى بالتركيز على صوت القارىء .
9ـ كــرر ماحفظت عن طريق القراءة غيباً ، سراً أو جهراً ، بالتكرار الصوتى وبطريقة مرتفعة يومياً ، على الأقل خمس مرات مع الصلوات وغير الصلوات .
10ـ إحفظ يومياً بإنتظام خيرٌ من أن تحفظ بشكل متقطع .
11ـ إحفظ بهدؤ وببط ء ، أفضل من حفظً سريع ٍ ومندفع ، سُرعان ماتحفظه ثم تنساه .
12ـ ركز على معرفة المتشابهات من الآيات ، ومع المداومة على معرفة موضع كل آية بالسورة ، سترفع عنك الألتباس ، وستدركها مع المداومة .
13ـ الإلتجاء لله بالتوسل بالدعاء ، على أن يعينك على حفظ كتابه الكريم .
على الإنترنت مواقع للقرآن
1- أحكام القرآن الكريم .
1- http://
www.Islam_use.com 2- آداب تلاوة القرآن الكريم .
2-
http:// www.ahlisunnah./org/adaab3- آداب تلاوة القرآن الكريم .
3- http://
www. geocities.com/abdulwahid/quran/adaab.htm
4- اسطوانة القرآن فى إنجلترا .
4-
http:// www.ummah.org.uk/icc/quran/alim.htm5 – أصغ ِ للقرآن الكريم .
5- http://www.listen .to/al-quran
6- إعجاز القرآن الكريم .
6-http://www.ummah.org.uk/science/expuniverse.htm
7- إعجاز القرآن الكريم .
7- http://www.users.erols.com/amazingq.htm
8- البحث فى النص القرآنى .
8- http://www.islam.org/mosque/search.htm
9- البحث فى النص القرآنى ( خمس لغات ) .
9- http://www.orst.edu/groups/msa/quran/search.htm
10- التراجم الإنجليزية للقرآن الكريم .
10- http://www.jamiat.org.za/islam/defa-ult.htm
أهم المراجع :
1- القرآن الكريم
2- صحيح البخارى
3- صحيح مسلم
4- الدقائق المحكمة فى شرح المقدمة لابن الجزرى شرح الإمام زكريا الإنصارى
5- البرهان فى تجويد القرآن محمد الصادق قمحاوى
6- شبهات مزعومة حول القرآن الكريم محمد الصادق قمحاوى
7- مختصر فقه الإيمان أبو مصعب عصام
8- منهاج المسلم أبو بكر الجزائرى
9- الفتاوى الإمينية أمين محمود خطاب
10- مختارات من علوم القرآن مصطفى البصراتى
11- صفة الصفوة ابن الجوزى
12- محاضرات فى الثقافة الاسلامية د. أحمد محمد جمال
13- ألفاظ ومفاهيم فى ميزان الشريعة ابن عثيمين
14- تاويل مشكل القرآن إبن قتيبه
15- إنا نحن نزلنا الذكر د . على جمعه
16- العنصرية تجتاح العالم ياسر الزيات
17- مناهل العرفان فى علوم القرآن محمد الرزقانى
18- الشــــــــــــيعه صلاح ابو السعود
19- شجرة محمد (صلى الله عليه وسلم ) د. على سامى النشار ومحمد شاكر
20- الفرقان الحق المزعوم إسلام بحيرى
21- الحديث لنبوى والقدسى دراية ورواية المنهل عدد 484 مجلد 52
22- الأصول الثلاثة و أدلتها الإمام محمد بن عبد الوهاب
23- تعليم الصلاة للأسرة المسلمة محمد الهلاوى
24- أسباب النزول النيسابورى
25- الفقه الميسر سعد يوسف محمود
26- أخطاء المصلين محمد بيومى
27- فتاوى إسلامية ( مجموعة علماء )
28- الدين الخالص الإمام السبكى
29- صفة صلاة النبى الألبانى
30- فقه السنة السيد سابق
31- الإهرام الاسبوعى / اللواء الاسلامى / صوت الازهر
32- من وصايا الرسول حمزة محمد عجاج
33- 75 سؤال فى الصلاة والاذان بن باز / العثيمين / الجبرين / الفوزان
34- كيف تتعلم قراءة القرآن ؟ أحمد عامر
35- الشفا بحقوق المصطفى القاضى عياض
36- الفتــــــــــــــــــــــاوى الإمام محمود شلتوت
37- التصوير الفنى فى القرآن سيد قطب
38- التبيان فى علوم القرآن د . محمد على الصابونى
39- الأمثــــــــال فى القرآن د. محمود بن الشريف
40- أثر القرآن فى اللغة العربية أحمد حسن الباقورى
41- مرآة الإســـــــــــلام د . طه حسين
42- من آداب القـــــــرآن د . احمد الشرباصى
43- الإنسان فى القرآن العقـــــــــــــاد
هذا الكتاب
أشارعلىَّ أخٌ ُكريم كان قد استفاد من كتاب السهل المفيد فى أحكام التجويد
أن أكتب عن بعض علوم القرآن وفضائله ، لتكون مدخلاً طيباً يلج منه أولئك
الذين شغلتهم المعايش والسعى على تحصيل الأقوات والأرزاق فيغترفونَ
من معينه .
فشمرت عن ساعد الجد ، وكتبت هذا الكتاب الذى بين أيديكم وسميتما كتبته وجمعته وأعددته من بطون الكتب لأفرده على هذه الصفحات القليلات كان على قدرى ووسع طاقتى وليس لى منه إلا المنهج و الأسلوب و حسن الصياغة ، و تيسير ما استعسر من الألفاظ ، وما استغلق من المفاهيم راجياً الله أن يجعل هذا فى ميزان حسناتى وحسنات من يقرأه وأن ينفع به المسلمين فى كل وقتٍ وحين وأن يصلى اللهم ويسلم على سيد الأولين و الآخرين وأن يجمعنا به فى يوم الدين .
السيد إبراهيم أحمد