••منتدى عائلة ابو جزر••
كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد 0d3f404865f000
••منتدى عائلة ابو جزر••
كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد 0d3f404865f000
••منتدى عائلة ابو جزر••
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ لــســنــآ الــوحــيــدوون ولـــــكــــــننـــــــاآ الــــــمتـــــمــــــيزوون ღ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشاعر
عضو فعال
عضو فعال



المشاركات : 32
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
MMS : كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد

كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد Empty
مُساهمةموضوع: كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد   كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:32 pm

المعجزة المحمدية

السيد إبراهيم أحمد





إهــــــــــداء



**** إلي كل المؤمنيـــــــــن المتحــابين في الله
ويصلون علي ســــــــيدنا النبي عقــــــب
كل صـلاة .

**** إلي أبي وأمي اللذين غرسا في قلبي أنـــــا

وأخوتي حب الله ورسوله وآل البيـــــــــت.

**** إلي زوجتي التي تتلهف شوقاً لزيارتــــــه .

**** والي أولادي الذين نشأتهم علي حبه وإتباع

سنتــــه الشـــــــــــــريفة .





المؤلف

























’’مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ’’ (الفتح :29).



بســـم الله الرحمن الرحيم

مقدمة بقلم فضيلة الشيخ / إيهاب علوان

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستهديه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادىًّ له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمداَ عبده ورسوله اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحــــبه وسلم .
أمــــــــا بعـــــــــد :
فهذا الكتاب فى سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان قصيراً فى منهجه إلا انه تناول رؤيا جديدة وهى وجه الإعجاز فى صفات النبى صلى الله عليه وسلم البشرية والتى فاق الخلق جميعا فيها فقد كمل النبى صلى الله عليه وسلم فى صفاته خلقاً وخلقة .
والكتاب فى هذا المجال وعن هذه الخلال مهما طال العمـــــر وسطر القلم فما هى إلا خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته ، أما ما كان عليه من الأمجاد و الشمائــــل فانه لا يدرك كنهه ، ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشر فى الوجود بلغ أعلى قمـــــة من الكمال واستضاء بنور ربه حتى صار خلقه القرآن عليه الصلاة و الســـــلام فقد سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن . وقد خصه ربنا تبارك وتعالى بكمال النفس و مكارم الأخــــــلاق ما لم يعطه لأحد قبله ولا بعده .

فقد كان صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القــــــــول وكان من ذلك بالمحل الأفضل و الموضع الذى لا يجهل ، سلامة طبع ، ونصاعة لفظ ، وجزالة قـــول ، وصحة معان ، وقلة تكلم ، أوتى جوامع الكلم ، وخص ببدائع الحكم ، علم ألســنة العرب ، يخاطب كل قبيلة بلسانها ،ـ ويحاورها بلغتها ، إجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها ، ونصاعة ألفاظ حاضرة ورونق كلامها ، إلى التأييد الالهى الذى مده بالوحى .
وكان الحلم والاحتمال ، والعفو عند المقدرة ، والصبر على المكاره . صفات أدبه الله بها ، وكل حليم قد عرفت منه ذلة وحفظت عنه هفوة ، ولكنه لم يزد مع كـــثرة الأذى إلا صبرا ، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما ، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها : ( ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، فان كان إثماً كان أبعد الناس عنه ، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ) .
( رواه البخارى )
وكان أبعد الناس غضبا وأسرعهم رضا ، وكان من صفة الجود و الكرم ما لا يقــــادر قدره ، وكان يعطى من لا يخا ف الفقر قال بن عباس : ( كان النبى صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدراسه القرآن . فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريـــــح المرسلة ) ، وقال جابـــــــــــر : (ما سئل قط فقال: لا ) . ( رواه البخارى )

وكان من الشجاعة و النجدة و البأس بالمكان الذى لا يجهل ، كان أشــــــجع النـاس ، حضر المواقف الصعبة و هو ثابت لا يبرح ، و مقبل لا يدبـــــــر ولا يتزحزح ، و ما من شجاع إلا أحصيت له فرة ، و حفظت عنه جولة سواه صلى الله عليه و سلم .

و قال على كرم الله وجهه : ( كنا إذا حمى البأس ، و احمرت الحدق اتقينا برسول الله
صلى الله عليه و سلم فما يكون أحد اقرب إلى العدو منه ) . ( رواه مسلم )

قال أنس : فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رســـول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم إلي الصوت وهو علي فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول : ’’ لم تراعوا . لم تراعوا ’’ .( متفق عـليه )
وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء من العذراء في خدرها ، وإذا كره شــيئا عرف في وجهه .(رواه البخارى)
وكما كان صلى الله عليه وسلم لا يثبت نظره في وجه أحد ، خافض الطرف ، نظره إلي الأرض أطول من نظره إلي السماء ، جل نظره الملاحظة لا يشافه أحد بما يكره حـــــياء وكرم نفس ، وكان لا يسمي رجـــــلاً بلغ عنه شئ يكرهه بل يقول :’’ ما بـــــال أقــــــوام يصنعون كـــــــــــــذا ’’ .

ولنترك هند بن أبي هاله يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولن ننقل كل الوصف، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحـــزان ، دائم الفكــــر ،
ليست له راحة ، ولا يتكلم في غير حاجة ، طويل السكوت ، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ، لا بأطــــــراف فمـــه ويتكلم جوامع الكلام ، فضلاً لا فضول فيه ولا تقصير ، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين ، يعظم النعمة وإن دقــــت، لا يذم شيئاً،لم يكن يذم ذواقاً ، ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر لها ، لا يغضب لنفســــه
ولا ينتصر لها ، وإذا أشارأشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ، ويفترعن مثل حب الغمام ،وكان يخزن لسانه إلا عمـــا يعنيه ، يؤلف أصحابه ولا يفرقهـــــم، يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس، ويحترس منهم، من غير أن يطوي عن أحـــــــــد بشره وخلقه ، يتفقــــد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ، و يحسن الحسن ويصوبه ،ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر ، غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا ، لكل حال عنده عتاد ، لا يقتصر عن الحق ولا يجاوزه إلي غيـــره، الذي يلونه من الناس خيارهم ، وأفضـــلهم عنده أعمهم نصيحة ،وأعظم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة ، كـــان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن ولا يميز لنفسه مكاناً وإذا انتهي إلي القــوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أحداً أكرم عليه منه ، مــن جالسه أو فارقـــــه لحاجةٍ صابرهُ حتى يكون هو المــنصرف عنه ، ومن سأ ل حاجة لم يرده إلا بها أو بميسورٍ من القول ، وقد وســع الناس بســطه وخلقه ، فصار لهم أباً ، وصاروا عنده في الحق متقاربين متفاضلين فيه بالـتـــــــقوى ، مجلسه مجلس حلــم وحياء وصبر وأمانة ، كان دائم البشر سهل الخلق لين الجــــانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحـــــاش ولاعياب ولا مداح ، يتغافل عما يشتهي ولا يقنط منه ، قد تــــرك نفسه من ثلاث: الرياء ، والإكثار، ومــالا يعنيه ، وتـرك الناس من ثلاث : لا يذم أحد، ولا يعيره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ، إذا تكلم أطــرق جلسانه كأنما علي رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا .
كان سكوته صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم ،والحذر، والتقدير ، والتفكر ويقول صلى الله عليه وسلم : ’’ إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فارفـدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافيء ’’ . ( رواه الترمذى )
وهذا الوصف الجميل الذي سقناه لخلق نبينا صلى الله عليه وسلم الكامل فيه يعــــد قصيراً لم يحوي كل شمائله ، ولقد صدق الشاعر حين قال :

عذراً رســــــول الله قصرت في وصف
فإن جمالكم لن يوصــــــــــــــــــــــــــــف
جــــاءت قديما ذرة من نوركــــــــــــم
قد جمل الرحمن منها يوســـــــــــــــــــف
والله لو قــــــبر الحبيب تفجرت أنواره
للبــــدر ولي واختفــــــــــــــــــــــــــــي
والله لو قلم الزمان من البــــــــدايــــــة
للنهاية ظل يكتــــــــــــب ما كفـــــــــــي
يكفيه لقيا في السمـــــــــــــــوات العلي
وبحضــــــــــرة الــــــرب الجليـل تشرفا
يكفيه أن البـــــــدر يخسف نـــــــــــوره
لكـــــــن نور محـــمــــــد لا يُخســٌــــفٌ

وأن هذا البحث لفيه جهد جهيد ، وفيه من الثمرات التي لفت الكاتب النظر إليها والتي يحتاج كل مسلم أن ينظر اليها ليعتبر ويتعلم منه صلى الله عليه وسلم، ويعلم أن النبى لم يكن نبياً معجزاً فقط ولكن بشرا معجزاً أيضا جمع له الإعجاز في الرسالة وفي صــــفاته كبشر وكيف لا... ؟!! والله تعالي هو الذي تولي تربيته وأدبه وعلمه فهو المصطفي علي البشر وعلي الملائكة فهو أفضل الخلق جميعاً ، فالله تعالي قال :’’ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ’’ ( الآية 128: سورة التوبة )

وقد قدمنا لهذا الكتاب الطيب راجين من الله الكريم الثواب وأن نحيا ونحن من أمته متبعين لسنته ، ونموت ونحن من أمته وأن يغفر الله لنا الذنوب بشفا عته صلى الله عليه وســــــــــــــــــــــــــــــــلم .



الشيخ إيهــاب علـــوان
من مشايخ الأزهــــر الشريف





















تمهيـــد


ستظل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ماثلة في القلوب والأذهان إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، سواء في ذلك عقل وقلب من أحبوه وأتبعوه أو من خالفوه فاحترموه أو من حقدوا عليه، وصبوا عليه جام غضبهم مـــــن قديــــم وحتى أيامنا هذه بغير حق ، فدســـــوا عليه الأحـــــاديث وأولوا تصرفاته ومواقفه بحسب أهوائهم وأغراضهم ، ولكن الله كما حفظ كتابه ، قيض لسيرة حبيبه رجال وعلماء من شتي البقاع والأجنـــاس من سهروا عليها ودافعوا عنها ولا يزالون .
نعم ، ستظل نبعاً معطاءاً متجدداً لا يقف عند حد الإشباع والإرتواء بل سيجد فيها كل قارئ فضلاٌ جديـــداً ، رؤية تدعو للتفكير والتأمل وربط الأحداث والتعمق فيها ، وإستكناه أسرارها وليس أدل علي ذلك غير صدور رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة السوربون بفرنساعن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن إسحـــــاق / إبن هشـــــــام :
( الفترة المكية – تحليل نقدي للنص) للدكتور محمود علي مراد الذي يقرر في مقدمته : ( بعد أن كان فى نيتى ـ فى البداية ـ دراسة هذه السيرة بأكملها ، وجدت كلما قطعت شوطاً فى بحثى هذا أن مثل هذا المشروع ضخم للغاية ، وأن من الصواب أن يقتصر بحثى على دراسة الفترة المكية ) . كتاب يسلك مسلكاً نقدياً مع السيرة لا أتفــق معه ولكنه جهـــــد .
وعكف من قبله الدكتور أحمد شلبي علي الفترة المدنية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول في أحد أعداد مجلة الهلال : ( فقد رأيت أن عهد الرسول بالمدينة ينبغى أن يدون من جديد ) . وذلك بعد أن عنت له ملاحظات بعد قراءته سيرة ابن هشام الذي يركز فيها علي غزوات الرسول فقـــــــط التي قادها أو أمر بإنفاذها ويستكمل متسائلا مندهشا ً : ( كأن حياة الرسول كانت حـروباً متصلـة وكأن الإسلام دين دماء !) وفي موضع أخر يتساءل : ( أين الجوانب الأخرى في حياة الرسول ، أين جهود الرسول لبناء الفرد المسلم ، وبناء المجتمع الإسلامي ......الخ ). ثم قام بإصدار كتاب عن السيرة العطرة مبيناً فيها جوانبها كلها مستندا في هذا علي كتـــــب الحــــديث الصحاح يقتبس منها ويصنف أبوابها ، وأحداثها بصبر ودأب.
ألم أذكر بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيظل مصدراً من مصادر الإلهام للخير ، ومنبع من منابع التوجيه للحق لا يغيض ماؤه .
ومن هذا المنطق وتأسيساً علي ما ذكر السابقون بأن السيرة العطرة عمل ضخم لا يستطيع العالم ناهيك عن غير المتخصص أن يلم بأطرافه ، فلا تعطي السيرة أنوارها دفعة واحدة لشخص واحــــــد علي مـــرالعصور، لتظل نهراً عذبا ً جارياً مغداقاً، يرتوي منه كل السائرين علي نهج رسولنا صلى الله عليه وسلم، والمتبعين هداه إلي يـــــــــــــــــوم الديــــــن .
ومن زاوية أعتقد أنها جديدة أحاول مبحراً في هذا المحيط الهائل الزاخر بجرأة لا أحسد عليها بعد خوف ولأي شديدين ، يدفعني في هذا حبي لشخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقدر من مادة علمية أسوقها لإثبـــات حجتي .
ولقدت أستندت علي أصح الكتب فى السيرة النبوية الشريفة ، والروايات الصحاح عنه صلى الله عليه وسلم ـ وهو ماأشتهر بصحته ـ فلا يجوز الكذب عليه : ’’ من كذب علي فليتبوأ مقعده من النـــار ’’ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . (رواه البخارى)
وكيف يعن لمثلى الكذب عليه وأنا الذي أطمع في شرف صحبته ، ومعية محبته ، وأن أشرب بيده الكريمة من حوضه المورود وسائر المسلمين ، ولعل كتابى هذا يكون شفيعي لي عند ربي يوم أفوز بلقائه تعالى ، والله من وراء القصد .






















بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة


أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنــــــــا ،
ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هـــــــــــادي
له .
وأشهــــد أن لا اله إلا الله وحده لا شــــريك له وأشهد أن محمـــداً عبـــــــــده
ورسوله .
أما بعـــــــد :

ما كتبته في الصفحات التاليات ليس تأريخاً لسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليـــه وسلم بقدر ما هي زواية رؤية جــــديد ة لبعض مواقف من حياته صلى الله عليه وسلم أثبت من خلالها أن الرسالة علي قدر عظمتها ، لم يكن ليغيب عن الله عز وجـــــــــــل
ـ حاشا لله ـ وهو الراسل بالرسالة قدر عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءت الرسالة علي قدر الرسول يليق بها وتليق بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .

لقد كان وسيظل القرآن معجزة الإسلام الخالدة ، ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو كتاب سماوي أنزله الله عليه معجزاً في ألفاظه ، متعبداً بتلاوته وهو كما يقول الشيخ محمد متولي الشعرواي في كتابـــه : (معجزات الرسول) : ( معجزة رسول الله الكبرى وهي القران جاءت معجزة عقلية ولم تـــــــأت معجـــــزة
كونية حتى تتفق فيها كل الألسن وكل العقول ولا تنطفئ أبداً ، بل يكون عطـــاؤها مستمراً عبر الأجيال ) .
... لقد كانت معجزته الأولى بعد القرآن هى شخصيته وأفكاره .. هى هذا البناء الروحى الشامخ الذى احتمل فى الله مااحتمل ، وقاسى فى الحق ماقاسى ، وأدى أمانته بكمال لايطاول .. وأجمل مايقال عن معجزات النبى بعد بعثته ، انه كان بلامعجزة .. سوى تحرير العقل ، وبلاخوارق سوى اطلاق الفكر ، بلادليل غير كلمات الله.. ويضيف الأستاذ أحمد بهجت فى كتابه : ( أنبياء الله ) : ( لقد دعا عيسى بن مريم الى المساواة والاخوة والحب .. أما محمد عليه الصلاة والسلام فوفق إلى تحقيق المساواة والاخوة والحب بين المؤمنين أثناء حياته وبعدها.. وعلى حين أحيا عيسى بن مريم الموتى وأخرجهم من قبورهم .. أحيا محمد بن عبدالله الأحياء من موتهم الذى لايدركونه ، وذلك أقسى أنواع الموت ، وأخرجهم من ظلمة الجهل الى طمأنينة العلم ، ومن خبل الشرك والكفر الى علم التوحيد ... ولقد كان سليمان نبيا وملكا يشتغل الجن فى خدمته ويطيرون آلاف الأميال لاحضار عروش أعدائه كى ينبهروا بقدرته فيسلموا ..أما محمد فكان يشتغل فى خدمة الاسلام ، بدرجة جندى بسيط ووديع .. وكان يعلم أنه لو غفل عن دعوته لحظة ، أو استسلم جسده لاعياء الكفاح المتصل ، فقد ضاعت فرصته فى نشر الاسلام وتبليغ أمثالى وأمثالك من عباد الله ، ماأراد الله أن يعرفوه عن جلاله ورحمته).
وبعد ماتقدم سنحاول ولو قليلاً فصل الرسول عن الرسالة ، لنتعرف عليه وحده ، رجلاً . بشراً .. إنساناً ما الذي أضافه للنبوة ، وما أضافته له النبوة ، وذلك وصولاً لإثبات أن الرسول كان معجـــــزة أيضاً بغض النظر عن أن القرآن كان معجزته الأبدية للخلق ، وأن الله أجري علي يديه معجزات تعلقت به حـــال حياته لها صفة الكونية .

وأقف مع كل من كتب عن رسولنا الكريم واقترابهم من شخصه موقف المنتظر عطــــــائه من نورانية ، والهامات ، وإشراقات سيرته التي فاضت ، فكتبوا يصفونه بأعلى الصفات والنعوت فمنهم من رآه نبي الرحمة , وآخر رسول الحرية ، وثالث زعيم الاشتراكية وإمامها ،ومن تنـــــاول عبقريته ومس عظمته ، ومن كتب بحثا عن مثاليته صلى الله عليه وسلم
و بعد ما تقدم يحق لي أن أثبت معجزته حباً وكرامة ، وبقدر كبير من الموضوعية ، وبدون تزيد أو تهويل بل بالتأمل الواقعي الواعي مقارنا ًبعالمناالمعاصر مع عالمه صلى الله عليه وسلم ســـــواء في مكـــة المكرمة أو المدينة المنورة وأترك للقارئ في النهاية الحكم سواء بالاختلاف أوالإتفاق .
وأقول كما قال أستاذنا العقاد في مقدمة كتابه: ( عبقرية محمد ) : ( وحسبنا من كتابنا هذا أن يكون بنانا ً تومئ إلي تلك العظمة في أفاقها ) ، وأزيد إلي ذلك الإعجاز البشري سيدي .. وسيد البشــــــــــــــر محمد بن عبد الله عليـــــــــــه صــــــــــلوات ربــــــــي وتســـــــــــــليمـــــاته عليك.....

المؤلف

م . السيد إبراهيم أحمد
السويـــــس
0100702282


مدخل

تعودتُ – كما يفعل كثير من المسلمين – قراءة السيرة النبوية ، للتواصـــــــــل والإستزادة وذلك علي اختلاف سنوات عمري ، وما لم أدركه منها في حينه أدركه في حين أخر .

أقرأ ومواقف رسول الله صلى الله عليــــــه وسلم تجري أحداثها أمامي يقبلها قلبي ويرتاح لها عقلي ، غير عدة مواقف وقفت أمامها وقفة الحائر المتسائل : مثـل زهده ورضاؤه بالنفقــــات اليسيرة له ولآل بيته زوجاته وابنته ، وأمامه المال الوفــــــــير يصيب منه كيف يشاء اليس نبيهم وقائدهم وإمامهم ، لماذا مثلا يختارالموت وهو الذي خير بينه وبين الخلود والمال والجاه ،أ يختار الموت أحد حتى لو كان نبياً ؟!! لمـــــا .. لمــــــــــــا أسئلة أخذت تدور في رأسي . . إلي أن هداني تفكيري للجواب : تأمل صفاته البشرية وليســــــــــت النبوية وصفات الرسول هذه هي التي أعرض نفسي عليها وسائر البارزين علي اختـــــــلاف العصو ممتحنا في ذاتي ومختبراً ذواتهم .
بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم التي نتحدث عنها وتؤكد آيات القرآن علي بشريته ولتنفي أن يكون إلا بشراً يوحي إليه من السماء بالنبأ العظيم " قل سبحان ربي هل كنــــت إلا بشراً رسولاً ؟!" والقـــــرآن الكريم بهذا المنطق يقطع الطريق علي كل المحاولات التي يمكن أن تظهر من ضعاف العقول والأيمان بالعقل لتشكك
في بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم وفي هذا يقول د. محمــد عمارة في مقال له : ( مــــاذا يعني بشرية الرســـــــول ؟ ) ، يقول : ( إن بشرية الرسول التي تؤكدها معجزته القرآن ليست مجرد تحصيل حاصل ، وإنما هي ثورة علي التصورات الجاهلية للأمم السابقة عن طبيعة الرسل وطبيعة المعجزات " ، لتعلن جدارة البشــــــــربالاصطفاء في وجه من اعترضوا علي كــــــــون الرسول بشراً) .
لقد كان الله وحده الذى يعلم أن البشرية تدخل عصر النضج العقلى فشاءت حكمة الله أن يكون الإسلام هو دين هذا العصر ولكل العصور التالية من بعده ،وهذا لاينقص من قدر السابقين من الأنبياء قبل مبعث محمد ...ليكون سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الأستاذ أحمد بهجت فى كتابه : (أنبياء الله ) : ( إنما زاد فى قدر محمد أنه بعث لعصر النضج العقلى ..وبعث قبل هذا العصر .. فاحتمل أضعاف ما احتمله الأنبياء..وقاسى فى الله أضعاف ماقاسوه .. وتعذب وحده بمثل ماتعذبوا جميعاً، وأحب الله مثلما أحبوه وزاد .. وكرمه الله حين أمهم فى الصلاة فى رحلة الاسراء والمعراج .. ) .

بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم وإنسانيته استوقفت الأستاذ خالد محمد خالد في كتابهSad إنسانيات محمد ) إذ يقول منوهاً ومنبهاً الذين لا يرضيهم كون الرسول إنسان من البشر: ( بلي أن الرسول إنسان وإنما أريد بصــــفة "الإنسان " هنا التنبيه إلي الطابع البشري المحض الذي يشترك فيه "محمد " مع غيره من الناس والذي تفرق فيه علي من سواه ، فهذا الطابع البشري بكل انفعالاته وبساطته وتلقائيته ) إلي قوله: (فهو يمنحنا ثقة بأنفسنا ، وإحتراماً عظيماً لبشريتنا التي تنجب مثل هذا الطراز الرفيع من الخلق ) .
ولئن كان رسول الله بشراً رسولاً إلا كان يفصل بين ما يوحي إليه من ربه ، وبين ما يسوس ويقودالمسلمين، ففي الأولي الطاعة التامة لأوامــــر الله ونواهيه ، وفي الثانية شــــوري بينه وبينهم .

وعرف من تبعه في دين الله أنه يصدر فيما يري ويقول إما عن الوحي الإلهي ، وإما عن نفسه، وهم يفرقون بين هذا وذاك فالوحي أمر وطاعة وما عن نفسه فرأي وشوري وهم يفرقون بين محمد الرســول ومحمد الإنسان . هذا ما قالــــه د كتور حسين فوزى النجار في كتابه : ( الإسلام والسياسة ) :
(يتبين مما سبق بيانه عن بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، من أن هــــذه البشرية تشريف وتكريم لنا وقطع الطريق علي من يستكثرون علي الرسول أن يكون بشراً وانتهاء بطور الرشد للإنسانية الذي جاء بختام طور النـــــــــبوة والرسالة بإعلان جدارة البشر بالإصطفاء الإلهي والتأكيد علي بشرية محمد وجدارته بأن يكون نبيناً رسولاً ، واستحالة أن يكون النبي والرسول إلا بشراً يوحي إليه) .
ومن ثم فإن طبيعة الإعجاز في رسولنا الكريم كما يقــــــــــــــرر د. محمد عمارة من نفس المصدر السابق ذكره : (لابــــــد وأن تختلـــــــف في طبيعتها عن معجزات الرسل السابقين أنها لن " تدهش العقول " بل ستتخذه حــــكماً وحاكما ً) .

ولقد تساءلنا فيما سبق هل كان يغيب عن الحق- جل وعلا- قــــــــدر من سيحمل الرسالة . وهذا مستحيل على الله تعالي ، فالرسالة تستوجب لصاحبها كمالاً يميزه علي غيره من البشر وحساً وجلالاً عنه غيره ....
فهو كما يقول دكتورحسين فوزي النجار Sad نفحة الخالق إلي عباده في صورة بشر ليكون في الناس وإلي الناس سواء بسواء ولكنه ينفرد دونهم بالسر الإلهي الذي أودع الله جوانبه ).
فليس معني أن رسول الله مختار من البشر أن يشابهنا في نقائصنا وعيوبنا وتقصيرنا، وهنا لن يكون موضع للإحتجاج علي المثلية البشرية ؛ بقدر ما سيكون الاحتجـــــــاج منا عن سبب الاصطفــــاء والاختيار له من قبل الخالق بتولى هذه المهمة إن لم يكن منفرداً ومتميزاً عنا ومتفوقاً علينا فغالباً مــــا سنشهر بسيف السببية .. لماذا كان هو النبي المختار .. ونحــن لا.. ؟ وهذا ما دفـــع المحتجون علي بعثه رسولاً من سادة مكة ، إذ كانوا يتمنونها لأنفسهم أو لأحد وجهائهم وعظمائهم .
يقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه: ( فقه السيرة) : ( إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر ، لكن الوجود لايعرف تفاوتاً بين أفراد جنس واحد كما يعرف ذلك فى جنس الإنسان ، إن بعضهم أرقى من الأفلاك الزاهرة ، وبعضهم الآخر لايساوى بعرة ، وإن كان الكل بشر .... وذلك التفاوت واقع بين من لم يؤيدوا [يوحى إلهى ّ] فكيف إذا أصطفى إنسان ما وزيد فى أطوار آخر فومض فيه أشعة التأييد والتوفيق والإرشاد والإمداد ) .
ولقد شكلت نظرية النبوة في الفكر الإسلامي أثراً بعيد المدى وجدلاً ، تناولتها أقلام الفلاسفة بين مؤيد ومعارض ، وكان السؤال الذي يدور حــــــــــــــوله معظم الإجتهادات والمجادلات هل النبوة فطرية أم مكتسبة ؟ أي هل هي موجودة في الإنسان الذي سيكون نبياً أم أنه يستطيع بشي من المواهب الروحية وعن طريق قوة خاصة أو مخيلة ممتازة إذا أكتسبها فاز بالنبوة . ويرد علي التساؤل السابق الشهر ستاني في نهايةالإقـــــــــدام :
( فكما يصطفيهم من الخلق فعلاً – أي الرسل – بكمال الفطرة ، ونقاء الجوهر ، وصفاء العنصر ، وطيب الأخلاق ، وكرم الأعراق فيرفعهم مرتبة . مرتبة حتى إذا بلغ أشـــــده وبلــــغ أربعين سنة وكملت قوته النفسية وتهيأت لقبول الأسرار الإلهية بعث إليهم ملكاً وأنزل كتاباً، ومهما يكن فنظرية أهل السنة قائمة علي أنه في نفس النبـــــي ومزاجه كمالاً فطرياً استحـــــق به النبوة وسما بسبه إلي الاتصـــــال بالملائـــــــــــكة وقبول الوحي ، والأنبياء هم صفوة الناس وخيـــــرة الله في خلقه " الله يصطفي من الملائكة رســـــلاً ومن الناس ) .
ولعلك – عزيزى القارىء - قد يعتريك الملل من هذا الزخم من الشواهد الذى أزفه بين يديك ، وتتساءل عن مبرره ، وهو عندى ضرورة لتأصيل منهجى فى كتابى هذا.

يقول الأستاذ خالد محمد خالد فى كتابه : (رجال حول الرسول): ( إن الإنسان والرسول ، إلتقيا فى {محمد} لقاءً باهرا ، والذين استرابوا فى رسالته ، لم يستريبوا فى عظمته ولا فى صفاء جوهره ، ونقاء إنسانيته ، وإن الله الذى يعلم أين يجعل رسالتــــــه
قد إختار لها إنساناً ، يزكيه أقصى ما تطمع البشرية فى إدراكه من رفعة ، وسمو ، وأمانة) .

ويقول الشيخ عطية صقر فى كتابه ( المصطفون الأخيار ) : ( ولقد إشتهر بين قومه بعلو الهمة والبعد عن الدنايا حتى أُطْلِقَ عليه الصادق الأمين ، وارتضوه حكماً فى رفع الحجر الأسود إلى مكانه ، وأميناً على ودائعهم حتى بعد أن واجههم بدعوته التى تناهض عقائدهم وسلوكهم ، فإنهم يعلمون أن خُلقه من ذاته ، وكماله طبعٌ فيه .)

وليس فيما قدمناه من تأكيدات على صدق وجهتنا فى هذا الكتاب من آراء لعلماء من بنى جلدتنا مايبعثُ على الدهشة والإستغراب ؛ بقدر ما نحس بهاعندما تأتى هذه الشهادات ممن يخالفنا فى الدين والعقيدة واللغة والجنس فهاهو أنتونى ناتنج فى كتابه : ( العرب تاريخ وحضارة ) يقول : ( .... ولعل أشد مايستأثر بِلب دارس التاريخ العربى من غير المسلمين إنما هو ماطُبِع عليه محمد من صفات الإنسانية . كان أكثر الناس فهماً للقصور البشرى ، ومن ثَم كان أرحم الناس بالناس ، وكان عزوفاً عن متاع الحياة ...... ) .
ويضيف الدكتور نصر أبوزيد Sad إن عظمة نبى هذه الأمة لاتكمن فى عصمته وارتفاعه عن أفق البشر – ومالعظمة فى هذا إذا كان الأمر محض اختيار وترتيبٍ إلهيين لاتعليل لهما – بقدر ماتكمن فى ارتفاعه هو بجهده واختياره إلى آفاق المسئولية الكونية دون أن يفارق بشريته صلى الله عليه وسلم .)

وبعد أن تعرفنا علي بشرية الرسول الكريم ، وجب أن نتهيأ للدخول في رحلة علوية طاهــرة ، كلها نور وأشرا قات لنختار بعضاً من مواقفه" صلى الله عليه وسلم" لنعيــــــها ونتأملها . ونعرض بشريتنا الناقصة علي بشريته الكاملة . فيتبين ســـــرالكمال وســــــر الإعجــــــاز في شخصه ليتأكد لنا من جديد بأنه كان إلي جانب إعجاز الرسالة . إعجاز رسول . لنري . ولنبـــــــــــــــــــدأ ...














قبــل مبعثـــه صلى الله عليه وسلم بمكــة


- كان رسول الله يستطيع أن يعيش كما يعيش أحسن الناس في تلك القرية " مكة " فيكون من رجالها البارزين وله مقعده في دار الندوة يرجعون إليه عند المشورة برأي، ولا يقطعون أمراً دون الرجوع إليه ، الم يكـــــــن زوجاً لثرية من كبريات ثراة مكة تَسير القوافل صيفاً وشتاء لترجع بالخير الوفير ، وهو جالس في الظـــــل الو ريف يجمع ثمار ماله ، والقيان يضربن له المعازف ويغنين شعراً من قصائد فحـــول شعراء المعلقــــات ، أو يروي جوفه الظامئ من الحر اللافح بالخمر القراح – كما يفعلون – فيعب ويعب حتى الثمالة وحوله حاشيته وخدمه وجواريه ، ماله حتى قبل أن يكلفه الله بالرسالة يقطع الأميال قرابة الثـــلاث ساعات في مشقةٍ وعنــــت وحده ليعكف في ظلمة الليل وحيداً في غارٍ يتحنث من مكـــان عال يطل علي ربي مكة كلهــــا ، تاركا ً ليلها يلهو فيها السادة والعبيد ، ومرتادوا ديار ذوات الرايات الحمر ماله يظـــل وديعاً ، هادئاً ، أميناً ، صادقاً ، وهي صفـــات لازمته آناء أيام الشظف .
ألم يكن له أن ينقلب علي صفاته بعد ما أصبح السيد المطاع ، المهيب الأركان ؟ لما لم يتكبر ويتجبر ؟ أليس هذا ما جبل الناس عليه إذا ما مستهم النعمة بعد الفاقة ، والرخاء بعد الضيم ؟ !
ويري فتحى رضوان في كتابه : (محمد الرسول الأعظم) : ( لو أن رجلاً تزوج خديجة الجميلة الغنية لأقبل علي الدنيا ولكان همه أن ينمي ثروتها ليربو حظه من الحياة المادية ولغشي مجالس مكة حيث تدور الكـــؤوس البـــاعثة للنشوة في الرؤوس وحيث تسمع أحلي الأحاديث وأجمل الدعابات ، وأطلي الأقاصيص ) .

وزواجه صلى الله عليه وسلم فيه من اتهامات المرجفين قديماً وإلصاق صفات الوصولية والنفعية والانتهازية بشاب فقيـــر صغير ليتزوج من تكبره سناً فيرد علي هذا الزعم د. نظمي لوقا ويتبين من أسمه أنه رجل مسيحي العقيدة في كتابه: (محمد في حياته الخاصة) : ( لم يكن من أمره بعد زواجها – أي من السيدة خديجة – ما يـــدل علي إسرافه في مالها كما يفعل النفعيون الذين يتزوجون العجائز الثريات فلم يعمد إلي البذخ في مظهــره بلي كان متواضعاً عفيفاً ولم يعمد إلي القصف مع أبناء المياسير إظهاراً لثرائه الطارئ . بل إزداد تباعده عــــن كل ألوان القصف ، وزاد زهده في الرخاء والترف وصار يقضي الكثير من وقته صائما معتزلاً للناس وحده في الجبل) .
هذا الشاب الثري لا يفعل هذا كله بل تقول د. بنت الشاطئ عنه:{ بعد أن تنام الدنيا في قريش قد أوي إلى غار هناك مستغرقاً في تأمله ، يلتمس في العتمة الداجية شعاعاً من نـــور الحــق ، وينشد في خلوته أنس الهدي وراحة النفس }.
كان قادراً علي أن يأخذ نصيبه من الراحة ينام متى أحب ، ويأكل ما شاء ، ويلبس من الثياب الغالية ما يهوي ، فهل كان ذلك شأنه ؟

يتسائل فتحي رضوان ويجيب بالنفي : لأنه صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً بما صرفه عن التجارة وعن شئــــون الدنيا قاطبة وبما جعله يترك داره ويلوذ بغار في جبل علي بعد فرسخين من مكة ، عال ٍلا يصـــل إليه الإنسان إلا أن يناله العـنـاءالشديد ، وهذا مايؤكده دكتور طه حسين فى كتابه: (مرآة الإسلام ) إذ يقول : (وقد أتيح له من خديجة الولد وأتيح له معها الأمن والدَّعة . ولكنه فى ذلك الطوَّر من أطوار حياته ظهرت فيه خصال لم تكن مألوفة فى شباب قريش : فهو شديد النفُّرة من اللهو وشديد النفرة من اللغو أيضاً ؛ وهو أبعد الناس عن التكلف وأقربهم إلى الإسماح واليسر ؛ وهو أبغض الناس لهذه الأوثان التى كان قومه يعبدونها مخلصين أو متكلفين ، وهو أصدق الناس إذا تكلم وأوفاهم إذا عامل وأبعدهم من كل مايزرى بالرجل الكريم وهو بعد ذلك أوصل الناس للرحم وأرعاهم للحق وأشدهم إيثاراً للبر . على أنه قد أخذ يميل إلى العزلة شيئاً فشيئاً ثم اشتد عليه حب العزلة فجعل يترك مكة بين حين وحين ويمضى وقد تزود لعزلته حتى إذا بلغ غار حراء خلا فيه إلى نفسه الأيام والليالى فإذا انقضى زاده أو كاد ينقضى عاد إلى أهله فتزود من جديد ورجع إلى غاره فأوى إليه ومكث فيه ماشاء الله أن يمكث ).
.... وكان كلما ارتقى الجبل ، انفسح المجال ، ورق الهواء، وانكشف الحجاب، وامتدت الرؤية، وسقط الحس، وبقى حدس النبوات....يدخل صلى الله عليه وسلم الغار.. الصمت نائم.. والقلب يقظ.. ولاشىء يعترض الرؤية الداخلية العميقة..ومع العزلة والسهر تولد الأفكار وتنشر أجنحتها وتحلق أولاً فى فضاء الغار ثم تنطلق....

لا يتبقى لنا من تبين سر الإعجاز هنا أن كل من أدلي برأيه في زواج رسول الله من العلماء الذين ذكرتهم آنفاً أخذته الدهشة من :
ــ عدم تحول سلوكه إلي سلوكيات الطبقة التي انتقل إليها من الأغنياء والمياسير ولم ينحو نحوهم .
ــ ميله إلي الزهد أكثر ، وكان الأولي به أن يطمع ويحقق كل ما يتمني المرء وهو فقير من لبس أفخر الثياب ، والركون إلي الراحة وتغيير نمط الحياة السابقة علي الثراء .
ــ غار حراء توقف عندها جميع العلماء بالدهشة والحيرة والاستغراب وهل تغري ظلمته رجلاً ثرياً بترك المدينة المتوهجة بنورها وناسها ويختار مكاناً بإرادته ليس فيه ما يجذب ويغري إنسان في أي عصــــر بالذهاب إليه بعيد عن البلدة حوالي ميلين – صاعداً طريق يحتاج لثلاث ساعات – في قمة جبـــل موحش / مظلـــــم والأدهي ليس هناك أي وجـــــــــــه للإضطرار ولا يمثل له شعيرة دينية حتى يمتثل لها صاغــــــــراً .
- تكرارهذه الخلوة والدوام عليها أي أنها لم تكن فكرة طارئة ، قام بها فأشبع في نفسه رغبة ، ثم تولي عنها .
- لقد زرت هذا المكان بسيارة مكيفة ، ولم أصعد الجبل ، وكان في وضح النهار والعمران والأمن والحماية تحيط بالمكــــــان كله .

- هل لو عرض أي منا نفسه من تحول لغني بعد فقر ، وامتلك ما امتلك ، أن يرضي بالغار وظلمته ووحدته وبعده وعلوه ومشقة الوصول إليه ، ماذا لو كررت الفعل في عصرنا الحاضر لاحتجت لسيـــــارةٍ مكيفة وغار مكيف ومصعد سريع ، وتبقي هناك قرابة الساعة مع أصدقاء تأنس بهم مخافة الوحدة والملل ، ولن تكررها مرة أخرى ، وهنا أشهد بأنه صلى الله عليه وسلم مٌعجزٌ لنا حتى في عصرنا هذا وكل العصور ، وهو لم يصبح بعد نبيـــــــــاً رســــــــولا.
























معه صلى الله عليه وسلم فى بيت السيدة عائشة .


السيدة خديجة أول زوجة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت تكبره بل قيل أنها كانت كهلة ولو عاشت السيدة آمنة أم النبي نفسه لكانت في سنها أو أسن منها أو لما تجاوزت الأربعين ، وهو شاب ممتلئ فتوة ووسامة وقد اختارته لدماثة خلــــــقه وأمانته وعفته وترفعه عن الصغائر والدنايا ، وكانت سيدة ًحازمة ًلبيبة .

-- لم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عليها إمرأة حتى ماتت ، وتزوج السيدة عائشة بعدها بأعــــوام وهي البكر الوحيد التي تزوجهــــا صلى الله عليه وسلم ، صبيحة مليحة ، ولم تـــــغر من زوجات الرسول قدر غيرتها من السيدة خديجة ، وزوجاته مازلن أحيــاء وهن أحق بغيرتها من زوجة سابقة أفضت إلي ما قدمت إليه ولكن لذكره صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة دائماً بكل خير واستقباله صاحباتها اللاتي كن يزرنّها في حياتها ، إلا أنه ذات مرة ضاق صدر السيدة عائشة ، فحادثـــــت الرسول غاضبة ًلوفائه لزوجته الأولي رغم وفاتها ومرور هذه الأعــوام قائلة ً:- ما تتذكر من عجـــــــوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، وأبدلك الله خيراً منها ؟!

وقبل أن أنقل هنا رده صلى الله عليه وسلم دعنا نناقش الجو العام حول هذه الزيجة وسر هذا الســـــــــؤال :

لو تعرض أي رجل لمثل هذا الموقف ماذا سيكون رد فعله وجوابه لو تزوج من زوجة تصغره كثيراً ، ذات جمال وملاحة ، وهو كبيرُ السن ، له زيجة سابقة من إمراة تكبره توفت منذ سنين ، وهذا هو سرإستغراب السيدة عائشة فليس معني أنها زوجة نبي أنها صارت نبية ، وهي بقدر ما استفــــادت وتشربت من النــور المحمدي والخلق النوراني بدلالة أو دالة القــــرب ، بقدر ما هي في النهاية إمــــراة من البشــر خاطبت في زوجها رجولته وبشريته ، ولم تعترض علي أصل من أصــــول العقيدة ، أو خالفته فيمـــا أوحي الله به إليه وهذا لا ينتقص منها ، وبالأحري لا ينتقص من قدر السيــــدة خديجة ، ولكنها لجأت للمعايير البشرية فـــي سؤالها وإستنكارها ، ولذلك فهي لم تخالف أمراً دينياً معلوم بالضرورة .
إذن لنا أن نتخيل ماذا سيكون جواب رجل مسن مع زوجته الجديدة كما تعــــودنا أن نطلقه عليها في أيامنا هذه ، ونعلم ما للزوجة الجديدة من دلال ٍوتيه وغـــــــرور فلنخمن ماذا ستكون الإجابة ؟ بداهة ستكون قدحــاً وذماً في سابقتها ، ومدحــــــاً وإسترضاءاً لها ، وصفات رائعة تقترب من حد الكمال ينبعث بها محاسن خلقتها
واعتدال قوامها وحسن أخلاقها بحيث تبز وتفوق كل نساء العالمين السابقــات واللاحقــات ، الحاضـــرات منهن والغائبات بطبيعة الحال ، " وكلنا هذا الرجل "
ولئن خرجت من دائرة التعميم غير العلمي لقلت :- أغلبنا هذا الرجل ، وهذا بنظرة واقعية ودون الإتكاء علي إحصاءات مسحية علي شرائح الرجــــــــــال الإجتماعية والإقتصادية بحسب مواقعهم الجغرافية في بلدان العالم .

فلنعد مرة أخرى لسؤال السيدة عائشة ، ولتصخ السمع جيداً – لتدرك الفارق – لرد رسولنا الرد العنيف ، زاجراً إياها بقوله : ’’ والله ما أبدلني الله خيراً منها ’’ وأخذ يعدد مناقب زوجته السابقة كأحسن ما يناجي الحبيب حبيبه ، وهذا علي خلاف المتوقع: ’’ آمنت بي حين كفــــر الناس ، وصدقتني إذ كـــــذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء ’’ .

تعقيباً علي جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكمن الإعجاز فيه أن الرسول فضل الزوجة المسنة المتوفية ، علي الزوجة الصغيرة المليحة التي مازالت معه حية ترزق ولم يكتف بهذا صلوات ربي وسلامه عليه ، بل أخذ يدلل علي سر عظمتها عنده وإستحقاقها لهذا الوفاء الصادق نقطة نقطة إلي أن وصل إلي النقطة الفارقة بينهما ألا وهي الإنجاب ليؤلمها بها فلم يقل لها " ورزقني منها الولد ولم يرزقني منك " بل قالها بشكل ضمني يفهم سامعه المراد منه " دون غيرها من النساء " ولا يظن ظان أن حسم إجابة الرســـــــول صلى الله عليه وسلم ، صدرت منه بهذه الحدة الظاهرة عن كره لزوجته الحالية ، ولكن عن حب شديد للسيدة عائشة إعترف به صراحة ودون مواربة أمام صحابي جليل هو عمر و بن العاص عندما سأله ذات مرة : من أحب الناس إليك يا رسول الله ؟ ، فأجابه صلى الله عليه وسلم دون تردد :’’عائشـــــــة ’’ .

وهنا يمكن سر الإعجاز المحمدي عندما تكلم عن زوجة سابقة أحبها في حضور زوجة حالية يكن لها الحب أيضا ، ولكنه في قرارة نفسه ظلت خديجة عنده سيدة النساء ليس كمثلها إمراة وإن تكن عائشة بنــــت صديقه الصدوق الصديق أبي بكر الذي أحبه أيضاً ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يشعـر بالبنوة مع خديجة ، ويشعر بحنان الأبوة مع عائشـــــة .

وتذكر كتب السيرة أن السيدة عائشة التي كانت الزوجة الأثيرة عنده وختم حياته في بيتها لم تجروء بعد هذا أن تذكر السيدة خديجة أبداً .

يجب علي القارئ رجلاً كان أو امرأة أن يضع نفسه أو تضع نفسها في أحـــــــد طرفـــــــي المحاورة الزوجية التي سقناها ويري أو تري أكان سيتصرف أو تتصرف بمثل الذي حدث ؟!!.... وأسبق بالإجابة عن يقين : لا أعتقد ، ومــــن هنا تتبدي أمام أعيننا نور تلك المعجزة المحمدية .




















إغـــراءات مرفوضـــة

إجتمع نفرُ من رؤساء قريش بعد غروب الشمس، ذات يوم عند ظهر الكعبة ، ثم قال بعضهم لبعض : إبعثوا إلي محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه ، فبعثوا إليه : أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك ، فأنهم فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً ، وهو يظــن أن قد بدالهم فيما كلمهم فيه بداء وكـــان عليهم حريصاً يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم ، حتى جلس إليهم فقالوا : يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنكلمك ، وأنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل علي قومه مثل ما أدخلت علي قومـــك ، لقد شتمـــت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحـــــلام وفرقت الجماعة فما بقي أمرقبيـــح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك . فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا ، فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد به مُلكاً ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك – وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً – فربما كان ذلك ، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم :’’ ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل علي كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به ، فهــــو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم’’ . أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

ما سبق من السيرة النبوية لابن هشام ، وهي محاولة من سلسلة محاولات الإغراءات والعذاب الذي لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل هذه المحاولة ، مثل محاولة أشراف قريش وعددهم ستة منهم أبو سيفـــان بن حرب والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل في الضغط علي أبي طالب بعد ما استيئسوا من إثناء بــن أخيه عما هو ماض ٍفيه وقالوا له : يا أبا طالب ، إنا ابن أخيك قد سب آلهتنــــا وعاب ديننا وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا ،وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك علي مثل ما نحــــن عليه من خلافه فنكفيكه . ( ابن هشام 1/265 ) هذا غير محاولتهم إستبداله بعمارة بن الوليد بن المغيرة الذي سيكون ولداً لأبي طالب بإعتباره أشد وأقوي وأجمل فتىً في قريش ، علي أن يسلم لهم رسول الله ليقتلونه ، فيقول أبو طالب قولته الشهيرة Sadوالله لبئس ما تسومونني ! أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه! هذا والله مالا يكون أبداً). (ابن هشام 1/266 )
هذا غير إدعائهم عليه بالكهانة والسحر والجنون والشعر ثم أغرت قريش سفهائها فكذبوه وآذوه وغمز أشرا ف قريش له أكثر من مرة بالقول وهو يطوف صلى الله عليه وسلم، وأنقذه ذات مرة أبو بكر الصديق عندما قاموا عليه قومة َرجل ٍواحد ، ًفأخذ أحدهم بجمع ردائه ، فصرخ فيهم باكياً : أتقتلون رجلاً أن يقــــــول ربيَّ الله ؟
هذا غير محاولة أبو جهل قتله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد يصلي بأن رفع حجراً ثقيلاً يريد رميه به أثناء السجود ولم يكد يفعل حتى رجع منهزلاً ممتقعاً لونه مرعوباً قد يبست يداه علي حجره ، فقد بداله كما قال فحـل من الأبل هــم بــه أن يــأكله.
وعظم علي أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفساً بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه ، فبعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : بابن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي َّوعلي نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق ، فظــــن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله ، وأنه قــــد ضعف عن نصرته والقيام معه ، فقال :’’ يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أتــرك هذا الأمر- حتى يظهره الله أو أهلك فيه - ما تركته ’’ .

ثم أستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكي ثم قـــــام ، فلما ولي ناداه أبو طالب فقال : أقبل يابن أخي فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فو الله لاأسلمك لشئ أبدا . [(السيرة النبوية لأبن هشام1/165،166 ) .(الرحيق المختوم للمباركفورى ص110) ، قال كامل عويضةSad اسناده صحيح) فى (التهذيب العصرى لسيرة ابن هشام ص 136/)137، وقرأناه فى معظم مؤلفات من قرأنا لهم وعليهم من الأقدمين والمحدثين ، وضعفه الحوينى فى : (أحاديث مشتهرة ولكن لاتصح ) ، والعهدة عليه ) .

يقول أبو الحسن الندوي في كتابه: (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ): (أما قالوا له علي لسان عتبة وهم ما عرفوا الإغراء السياسي :- إن كن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب المعجزة المحمدية (1) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب المعجزة المحمدية (2) تأليف الشيخ: السيد إبراهيم أحمد
» كتاب السهل المفيد فى أحكام التجويد الشيخ: السيد إبراهيم أحمد
» إلى الساكن فى شرم الشيخ .. السيد إبراهيم أحمد
» كتاب فى رحاب القرآن الكريم (1) للشيخ السيد إبراهيم أحمد
» كتاب فى رحاب القرآن الكريم (2) للشيخ السيد إبراهيم أحمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
••منتدى عائلة ابو جزر•• :: ––––•(-• الحيـــاة الإســلامية •-)•–––– :: ۩ » قسم السيرة النبوية الشريفة لرسول الله (محمد) « ۩-
انتقل الى: