مثلت معركة اليرموك في 20-8-636م إشارة النهاية لحكم البيزنطيين في فلسطين. فلم يمض عليها عامان حتى استولى المسلمون على القدس دونما قتال وذلك في زمن خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب. كان انتشار الإسلام في فلسطين والمنطقة سلمياً وسريعاً، ولكن اللغة العربية حلت ببطء محل اللغتين اليونانية والآرامية، بعد هذا الفتح سيطرت الثقافة العربية الإسلامية على الشرق الأوسط بكليته على مدى أربعة عشر قرناً من العام 661-750م خضعت فلسطين لحكم السلالة العربية الأولى وهي الأموية التي أقامت في دمشق وحكمت إمبراطورية ضخمة امتدت من جنوب فرنسا إلى حدود الصين، أولت هذه السلالة الكثير من الاهتمام فلسطين وشيدت فيها الكثير من المساجد والقصور والتي من أهمها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وربما يكون السبب في ذلك بالإضافة إلى أهمية القدس الدينية بالنسبة للمسلمين، عدم سيطرة الأمويين آنذاك على الحرمين الشريفين في الجزيرة العربية بسبب ثورة ابن الزبير من عام 750-969 خضعت فلسطين لحكم سلالة عربية أخرى هم العباسيون الذين تمركزوا في بغداد لم يول العباسيون فلسطين كثيراً من الاهتمام بسبب تمتعهم بالسيطرة التامة على مقاليد الأمور في الجزيرة العربية والأماكن المقدسة فيها، ولكن فلسطين في فترة عهدهم شهدت سلاماً نسبياً طويلاً ويمكن مشاهدة مخلفات هذه الفترة في مدن القدس وأريحا….وغيرهما.
تبدلت أيدي العديد من السلالات الإسلامية، العربية وغير العربية، على فلسطين بين عامي 975و1516م ومن هذه السلالات: الفاطميون: 975-1171، السلاجقة الأتراك: 1171-1186م، الأيوبيون: 1187-1250م، ومن ثم المماليك: 1250-1517م احتل الصليبيون فلسطين لفترة قصيرة من 1099-1187م، أي حتى مجي صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس منهم بعد معركة حطين ومن ثم جاء المماليك الذين قضوا نهائياً على الوجود الصليبي حكم المماليك الشرق الأوسط من مصر، وكانت فترة حكمهم طويلة نسبياً، وكان لها تأثير واضح على فلسطين من النواحي السياسية والمعمارية، فقد بنى المماليك فيها كثيراً من المدارس والمساجد والأسبلة والقلاع، وحتى المدن العديد من هذه الأبنية يمكن رؤيتها في الكثير من المدن الفلسطينية خاصة القدس وغزة والخليل…..الخ.
في العام 1516م، اخضع السلطان العثماني سليم فلسطين التي كانت تحت حكم المماليك لحكمه، ولكن المماليك ظلوا هم الحكام الفعليين للبلاد، ولو أنهم صاورا يعينون من قبل السلاطين العثمانيين ابتداء من هذه الفترة، واستمر حكم الأتراك العثمانيين لفلسطين حتى عام 1917م هذه الحقبة المتأخرة من تاريخ فلسطين ممثلة في كل مكان من فلسطين وخصوصاً في القدس والخليل وغزة ونابلس وجنين وأريحا