أمن المرأة بالبادية أفضل من أمنها بالمدينة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بقدر إحساسي باللحظة حينما تمر وأستطيع على تحديد ماهو صالحا لي خلالها..
فهناك عناوين تمر بالخيال بقدر اللحظات وتعددها .. إلا إن تزاحمها سببا بتخفيها وابتعادها ..
عن متناول حديثي خاصة حينما أتفرغ للمشاركة مع إخوة لي أعزاء بمنتدى من مناشده البحث
فيما يفيد .. وبالأخص ما يمس واقعنا أو على خط التماس من حياتنا عامة كانت أو خاصة ..
***
من تلك العناوين أمن النفس ..
فقد كانت ولا زالت حياة البادية وما يطلق عليه الآن الحياة البرية آمنا لكل من إعتاد العيش فيه خاصة للمرأة
.. فهي الأم والأخت والإبنة وبنت العم والخال وبنت الجار ، والقريبة .. ثم الزوجة .. والتي كان يومها مشحونا
بالعمل الضروري .. فحينما يكون الرجل بعيدا عن المنزل لأي سبب مثل جلب الرزق أو للرعي بأماكن بعيدة
أو مسافرا لغرض ما تكون المرأة المسؤول الأول بالمنزل ..
وهو مكان الإقامة إن بالخيام أو بيوت الشعر أو ما اعتادوا عليه بسبل الإقامة المعروفة ..
***
فكانت تحيي بالضيف وتقرئه وتذبح الذبائح وتسلخها وتطبخها بعد أن تستعين بجاراتها أو بناتها وكأن
الرجل حاضرا .. وكان الضيف يجلس بمكان الضيوف الذي بالعادة يكون دون حواجز عن بقية أجزاء البيت
سوى أروقة غير مانعة للخطر .. وخلال وجوده يحتم عليه الموقف أن يقوم بمقام صاحب المنزل فيما لو
أحتيج لمساعدته .. خاصة درء الخطر .. وأحيانا يبقى ثلاثة أيام أو أكثر .. وخلال تواجده لا يمكن تطرف
منه كلمه أو ما يعيب أخلاقه وأخلاق مضيفيه .. ويعتبر من أهل البيت إلا ما حرم الله ..
***
حتى حضور صاحب المنزل ويقضي حاجته ثم يغادر ويقمن النساء بتزويد راحلة الضيف بالماء والمأكل في
المدة التي بقيها الضيف عندهم .. كما يقمن بتجهيز زوادته بما يكفيه من مؤونة لرحلته ..
ولم نسمع من كل من قص علينا مثل تلك الوقائع حصول تحرشات أو معاكسات أو ما يجرح الحشمة
ويخدش الحياء .. أو مضايقة المرأة بمنزلها أو مكان رعيها أو ما يخلق العيب من أي تصرف أو قول ..
***
ذلك يدل على أن منطقة البادية وفرت الأمن والأمان للمرأة بعادات إذا لم نقل انها مدروسة فهي موروثة
جيل عن جيل .. بقناعة تامة وقاموس يطبق على كل الفئات ونادرا وقوع ما يوجب الوقوف على تفاصيل
قوانين أو ما يسمى ( حقوق العرب ) وحين حصولها يتم تناقلها بين الناس وما آلت إليه الأمور في أي حادثة
للعبرة والتشديد في قوانينها .. وإذا لم ينقل نثرا ينقل شعرا .. وهنا لا مجال لذكرها كونها نظام يخصهم ..
ومن يلتفت للخلف قليلا يرى هناك عدة عقود إذا لم تكن قرون يكتنفها أمن وأمان المرأة في منزلها وأسرتها
وحيها وقبيلتها ..
***
فإن كانت هذه الحالة هي مقارنة بما يحصل الآن بالمدن على المرأة من مضايقات ومعاكسات وتحرشات
وضياع فئات ونلمس نتائج سيئة منها ما نستطيع الإفصاح عنه ومنها مالم نستطيع ..إلى أن أصبحت هي
الشغل الشاغل وحديث المجتمع إلى أن صارت لب حديث المرأة عن المرأة
هنا تأتي المفارقة بسبل العيش وأساليب التنظيم والتقنين بالبادية عنها بالمدن التي إمتهنت سيرة المرأة
فيها كالألعوبة .. وصارت كالماء بالكف ..على قول ( لك والا للذيب ) فالكل يقول يخسي الذيب ..
ولكنه مقصر بواجبه وعمي عن الإهتداء للطريق الصحيح .. وأصبح هو الذيب ..
***
فمن الأسباب والوسائل التي توصم بالتقصير الآن وسائل الإعلام والمدارس والمنازل إلى أن تركوا المسؤولية
على التعاليم الدينية ومدى فهمها ومن يقوم بإفهامها للناس وللمرأة بالذات .. تحايلا ولإبعاد تحديد من هو
المسؤول الحقيقي .. لأنه سيصبح الكل مدان .. بما فيه المرأة وتسليمها بواقع الحال ..
هنا يتبادر للذهن سؤوال واحد وهو : متى تكون المرأة آمنة بمدننا كباديتنا ..؟
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ..
منقول
